قطر تواصل مخططاتها التخريبية لإجهاض المفاوضات بالسودان

عربي ودولي

المفاوضات بالسودان
المفاوضات بالسودان


تواصل قطر مخططاتها التخريبية لإجهاض المفاوضات بين مكونات قوى "الحرية والتغيير" و"الجبهة الثورية" السودانية في إثيوبيا عبر مسارين أبرزهما استقطاب قيادات المعارضة وإغرائها لإفشال التوافق.

 

ويسعى تنظيم "الحمدين" بقوة لنسف المفاوضات التي ترعاها إثيوبيا عبر الوسيطين الأفريقي والإثيوبي.

 

فعقب إحراز المفاوضات بين الأطراف السودانية تقدما، والتوافق حول معظم القضايا الخلافية؛ تدخلت المخابرات القطرية لإفشال التوافق بين قوى المعارضة السودانية.

 

إلا أن يقظة أجهزة الأمن والمخابرات الإثيوبية كانت بالمرصاد للمحاولات القطرية التخريبية عندما رصدت الإخواني رئيس حركة العدل والمساواة السودانية، جبريل إبراهيم، وهو يلبي دعوة عشاء في مقر السفارة القطرية بأديس أبابا مع وفد رفيع يضم مسؤولين من المخابرات والخارجية جاء لإفشال المفاوضات.

 

ويرى مراقبون في أديس أبابا أن دخول قطر على الخط الآن، وبكثافة جاء بعد التقدم الكبير الذي أحرز في المفاوضات بين الأطراف السودانية والتوافق على معظم النقاط الخلافية الـ12، حيث تم التوافق على 11 نقطة وبقيت قضية واحدة يرجح أن يتم التوافق عليها في غضون الساعات المقبلة.

 

ويقول مراقبون إن تنظيم الحمدين قلق من اقتراب السودانيين من التوافق بعد فشل كل المحاولات القطرية لإعاقة عملية السلام.

 

وأكدت مصادر مطلعة في المفاوضات أن قطر تلعب على مسارين في أديس أبابا، الأول هو استقطاب قادة المعارضة وتقديم إغراءات لهم وهو ما اتضح من دعوة العشاء في مقر السفارة القطرية بأديس أبابا.

 

وأضافت المصادر أن المسار الثاني عبر "وسيط" (لم تسمه) يعمل لحساب الحمدين في المنطقة قام بتجنيد أحد العملاء داخل الجبهة الثورية يبلغه بكل ما يدور من معلومات داخل أروقة الاجتماعات التي تدور بين مكونات قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية لكنها أكدت عدم نجاحه بعد انكشاف المخطط الأول.

 

وتسعى الدوحة من خلال تحرك سفيرها في أديس أبابا، وابتعاث عناصر من المخابرات والخارجية لاختراق المفاوضات السودانية والحيلولة دون الوصول إلى اتفاق بين الأطراف السودانية.

 

وظلت الدوحة تبحث عن دور ملموس لها في السودان، لكن أُغلقت الأبواب بوجهها بعد أن تحولت الأمور وسقط حليفها الرئيس المعزول عمر البشير، ليتجه السودانيون إلى بناء دولتهم الديمقراطية.

 

وتراجع نفوذ الدوحة في السودان وأصبح ضعيفا جدا على مستوى القيادة الرسمية والشارع، بعد سقوط النظام السابق، فلا تستطيع قطر تغليب دفة طرف على حساب آخر، بعد أن أصبحت مؤامراتها تتكشف يوم بعد يوم للشعب السوداني.

 

وأحبطت السلطات الإثيوبية الأحد مؤامرة قطرية لإفشال مفاوضات السودان واستدعت جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة السودانية، وحققت معه على خلفية لقاء جمعه بالسفير القطري في أديس أبابا، بغية إفشال جهود السلام.

 

وكان جبريل التقى مسؤولين قطريين في مقر سفارة الدوحة بأديس أبابا، بينهم عناصر من المخابرات والخارجية، وأجرى بعد دعوة العشاء اتصالات أعلن من خلالها تنصله عما تم الاتفاق عليه، ما أدخل الوساطة الأفروإثيوبية التي كانت على وشك الانتهاء من كتابة الاتفاق في أزمة بالغة.

 

ورصدت عدة اتصالات لـ"جبريل" مع أطراف قطرية وسودانية بداخل السودان وخارجه، يتعهد فيها بالعمل على عرقلة الاتفاق.

 

وأطلقت السلطات الإثيوبية سراح جبريل، بعد تدخل الوسيط الإفريقي، محمد الحسن لباد، الذي أجرى اتصالات بمسؤولين كبار في إثيوبيا، الأمر الذي أدى إلى عودته إلى المفاوضات الجارية بأديس أبابا وإلغاء ترحيله.

 

وكشف أحد قيادات الجبهة الثورية عن أن جبريل إبراهيم تعرض للتوبيخ من جانب قادة الجبهة وحملوه ما حصل، كما تم تحذيره من تكرار هذه الأمور والابتعاد عن القطريين.

 

ويشارك وفد من قيادات الجبهة الثورية السودانية وقوى الحرية والتغيير في محادثات بأديس أبابا برعاية إثيوبية من أجل التوصل إلى توافق بين الأطراف السياسة في السودان.

 

وتتهم جهات عديدة حركة العدل والمساواة التي يترأسها جبريل إبراهيم بأنها الجناح العسكري لحزب المؤتمر الشعبي (حزب الترابي سابقا) الذي يرأسه حالياً علي الحاج، والذي أعلن رفضه لأي اتفاق بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي السوداني.