لخداع العمال.. قطر تطلق مبادرة للتواصل مع الوافدين الآسيويين

عربي ودولي

الوافدين الآسيويين
الوافدين الآسيويين


يسعى تنظيم الحمدين لاحتواء غضبة العمال الأجانب لاسيما الآسيويين العاملين في مشروعات كأس العالم 2022، بعدما رصدت عشرات التقارير الحقوقية والإعلامية معاناتهم التي لا تنتهى بسبب الانتهاكات الممنهجة التي يتعرضون لها، لتطلق وزارة الداخلية في حكومة تميم العار مبادرة وهمية تحت مسمى التواصل مع العمالة الآسيوية في قطر وفقا لقطر يلكيس.

 

الوزارة القطرية اختارت العمالة الآسيوية نظرا لأنها الأكثر عرضة للانتهاكات بالإمارة الخليجية المارقة، حيث وصفت تقارير استقصائية موثقة ما يحدث مع عمال نيبال والهند والفلبين بنظم العبودية الحديثة، حيث أنهم يعيشون في مستنقعات قذرة ويعملون في أجواء غير إنسانية ولم يتقاضوا رواتبهم منذ أشهر.

 

وذكرت وسائل إعلام محلية أن المبادرة المزعومة أطلقتها وزارة الداخلية بالتعاون مع برنامج راس لفان للتواصل الاجتماعي تحت مسمى مبادرة «بدار» المجتمعية، للتواصل المجتمعي مع العمال في المناطق الشمالية، وعقدت بنادي الضباط بالإدارة العامة للدفاع المدني.

 

وقال القائمون على المبادرة إنها تهدف إلى التواصل المجتمعي مع عمال الجاليات الآسيوية في قطر، ورفع مستوى الوعي لديهم وتنمية مهاراتهم، لإشراكهم في نهضة المجتمع والحفاظ على ممتلكاته.. وذلك من خلال مجموعة برامج تدريبية وورش عمل توعوية، تعمل على إنماء الوعي بمجالات الأمن والصحة والسلامة المعنية والعادات والتقاليد المجتمعية.

 

وكشفت فعاليات الخديعة القطرية الرغبة الحكومية في خداع الرأي العام الداخلي والعالمي من خلال هذه المبادرة الوهمية، فرغم أنها موجهة للعمال الأجانب لم يحضرها أي ممثل عنهم أو عن جالياتهم أو قنصلياتهم العاملة في قطر، ولم تتعرض للمضايقات التي يعاني منها هؤلاء العمال.

 

وقالت الشيخة العنود آل ثاني، رئيس قسم الدراسات الإعلامية بإدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية إن المبادرة تتسق مع التوجهات الاستراتيجية لوزارة الداخلية، التي تعمل على توعية جميع المقيمين بأسباب الأمن والسلامة، بإشراف مكتب الجاليات التابع لإدارة العلاقات العامة، من خلال تعزيز التواصل السليم بين العمال المقيمين والمجتمع.

 

وتحدثت الشيخة دانة آل ثاني، كبير مسؤولي برنامج راس لفان للتواصل الاجتماعي، إلى أن هذه المبادرة تعد من المبادرات المجتمعية الاستراتيجية، التي يطلقها البرنامج لبناء جسر من التواصل الفعال بين الشركات الصناعية الكبرى في المناطق الشمالية، وبين كافة فئات المجتمع.. بناء على التوجهات الرسمية للمؤسسات الحكومية التي تهتم بالعمال، باعتبارهم طاقة تشغيلية كبرى، يمكن استثمارها وتوجيهها وإشراكها في نهضة المجتمع.

 

إلى ذلك قال المهندس إبراهيم السادة، مدرب برنامج تدريب المدربين، إن استدامة أثر هذه المبادرة يعتبر قيمة مضافة حقيقية، حيث تم تأهيل مجموعة من المدربين والمحاضرين (حوالي خمسة وثلاثين مدرباً) من الجاليات الآسيوية، باللغات الأكثر شيوعاً، سينطلقون بدورهم ليكونوا سفراء للتوعية والتطوير في شركاتهم.

 

ويواجه العمال الوافدون المشاركون في أعمال بناء ملاعب كأس العالم 2022 انتهاكات لا تنقطع تمثل صفحة شديدة السواد في سجل قطر الحقوقي، في ظل عدم اتخاذ إجراءات فعلية تحفظ لهم حقوقهم.

 

وتواصل السلطات القطرية تجاهل المطالب العالمية والقوانين الدولية فيما يخص تعاملها مع العمالة الأجنبية على أراضيها، التي تشكو أوضاعا معيشية وخدمية وصحية قاسية، لا سيما آلاف منها تستغلهم الدوحة في بناء منشآتها الرياضية استعدادا لمونديال كرة القدم 2022.

 

وبالتزامن مع التقرير الأممي، صدر تقرير حقوقي مصري بشأن انتهاكات ‏حقوق الإنسان في الدوحة تحت عنوان "قطر -إمارة اللاقانون".

 

وخلال مدة بناء الاستادات والمنشآت وثقت العديد من التقارير الحقوقية الدولية انتهاكات تنظيم الحمدين بحق العمالة الأجنبية بشكل عام، وعمال المونديال بشكل خاص، أحدثها تقريران صدرا خلال الأسبوع الماضي.

 

ووصف تقرير استقصائي أعدته قناة "في دي آر" الألمانية  حياة العمال المشاركين في تشييد منشآت كأس العالم 2022 ويحمل اتهامات كارثية لتنظيم الحمدين.

 

ويعمل في قطر مليونا عامل أجنبي، الدوحة وعدت باتخاذ إجراءات لمكافحة استغلالهم، لكنها لم تلتزم بتلك الوعود وكشف التقرير عن تدني الأجور وعدم تقاضي الرواتب بشكل منتظم ومصادرة جوازات سفر العمال وعدم توافر أماكن إقامة لائقة.

 

وهؤلاء الضحايا يمثلون العديد من الدول الأجنبية غالبيتهم من دول آسيا، منها نيبال والهند والفلبين وغيرها، وكانوا يعملون في ظروف غير إنسانية لتحقيق حلم "تنظيم الحمدين" في استضافة مونديال 2022.

 

ووفق تقارير حقوقية موثقة، كان العمال يعملون دائما في ظل درجات حرارة شديدة الارتفاع، ووسط ظروف عمل لا يتم فيها الالتزام بأي معايير سلامة أو أمان، وأجورهم نحو 6 دولارات يومياً.

 

وكانت مجموعة من المنظمات الحقوقية مثل منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش، أصدرت تقارير قالت فيها إن عشرات العاملين الأجانب في ورش بناء بشركات منشآت كأس العالم 2022 التي ستستضيفها قطر، لم يتلقوا رواتبهم منذ أشهر.