إسرائيل تسرق الأغانى المصرية من منظمة فرنسية و"المؤلفين والملحنين" متفرجة

العدد الأسبوعي

شيرين عبد الوهاب
شيرين عبد الوهاب


لم تكتف إسرائيل بسرقة الأرض، لكنها يوما بعد يوم تجتهد لسرقة الهوية، والتاريخ والجغرافيا، التراث والفن، فطبيعة أى محتل فى العالم أنه يبحث بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة عن إثبات أن له وجودًا وتاريخًا مشتركًا، سواء مع أهل الأرض التى يحتلها، أو الشعوب المحيطة بها مثلما يفعل الكيان الإسرائيلى، مع الفن المصرى بل العربى وبالتحديد الغناء، لذلك يعشق الإسرائيليون أغانى أم كلثوم ويحاولون التمسح بها، وعدد كبير من نجوم مصريين وعرب آخرين، وظهر هذا بشكل فج فى برامج المسابقات الخاصة بهم التى يستخدمون فيها هذه الأغانى، مع المتسابقين، وكان آخر هذه البرامج «ذا فويس» النسخة الإسرائيلية، والمتسابق إيلا أهارون، الذى غنى «على بالى» للفنانة شيرين، ومتسابقة أخرى تدعى سما شوفانى شاركت بأغنية للسيدة ماجدة الرومى «بالقلب خلينى».

وعن كيفية حصول هذه البرامج على حقوق الملكية الفكرية لهذه الأغانى ومن يكون صاحب منح هذه الحقوق، تواصلنا مع الشاعر والملحن محمد رفاعى الخبير فى حقوق الملكية الفكرية وحق الأداء العلنى، وقال: «كل دولة لها قانون يحكم إعادة نشر الأعمال أو تداول العمل بأكثر من لغة، والمتعارف عليه دوليًا فى إعادة النشر يشترط قانونًا الحصول على ترخيص من صاحب العمل نفسه، أو من الوكيل عن أعماله «الساسام» الفرنسية، أما إسرائيل فلها وضع خاص، لأن أى شاعر أو ملحن يرفض التطبيع من خلال استغلال أغانيه فى إسرائيل، لذلك لجأت الحكومة الإسرائيلية لتعديل القانون الدولى بعدم الحصول على ترخيص من صاحب العمل، بشرط وضع اسم صاحب العمل فقط على الأغنية، وتقوم جمعية «الساسام» الفرنسية بتحصيل الحقوق من شركة «آكوم» الإسرائيلية المسئولة عن ذلك».

وفجر رفاعى مفاجأة قائلا: «إن إسرائيل أكثر دولة تدفع حقوقا على المصنفات المصرية لأنها تستخدمها بشكل كبير جدا، ويمكن الرجوع لجمعية المؤلفين والملحنين المصرية للتأكد من ذلك، فشركة أكوم الموجودة بإسرائيل، إذا تم تسجيل الأعمال بشكل جيد تحرص على دفع المستحقات ليس من منطلق إعطاء الحق لأصحابه وإنما لأنهم يبذلون كل الجهود للتطبيع مع الشعوب».

وعن فكرة اشتراك سما شوفانى فى النسخة الإسرائيلية بدلا من العربية يرى رفاعى، أن هناك أكثر من موهبة تحمل الجنسية وجواز السفر الإسرئيلى واشتركوا فى برامج عربية مثل منال موسى وهيثم خلايلى، ورغم ذلك اشتركا فى آراب أيدول.

وعندما سألناه عن أن أغنية «على بالى» التى تم غناؤها فى الموسم الأخير من ذا فويس النسخة الإسرائيلية هى من تأليفه، رد بأنه يرفض تماما هذا رغم أنها ليست المرة الأولى، وأشهر من قدمتها بالعبرية كانت ساريت حداد، وقال: «لا يشرفنى أن شخصا إسرائيلى يعيد أغنياتى حتى لو كان بأصول عربية، وأوضح أن هناك فرقا بين الحقوق وضمانها والإقرار بالتعامل المباشر مع الإسرائيليين، وكونى أضمن حقى لا يعنى أننى موافق على غناء أعمالى، وتابع: «نحن كشعراء أو ملحنين موقعين فى فرنسا فى منظمة الساسام لتمثلنا فى جميع أنحاء العالم، وأيضا جمعية المؤلفين والملحنين موقعة بروتوكول معها لتحصيل الحقوق المادية من كافة دول العالم، وكانت تستطيع أن تنص فى البرتوكول أن يكون هذا التمثيل فى كل الدول عدا إسرائيل لكنها لم تفعل، وترك الحقوق ليس مستحبا لأنه قد سرق، فالخطأ من البداية على البروتوكول وكان من باب أولى أن الجمعية التابعة لمنظمة المجتمع المدنى أن ترفض ذلك، وللأسف نجد الأغانى المصرية يتم غناؤها فى إٍسرائيل بحجة أن إسرائيل حاصلة على تراخيص من «أكوم» بناء على تعاقد مصر مع فرنسا للتعامل فى العالم.

ومن جانبه علق الموسيقار منير الوسيمى على الأمر قائلا: «إسرائيل ملتزمة بدفع الحقوق الملكية الفكرية للساسام، والساسام توزع الحقوق لأصحابها فى العالم، وأنا لا أرى أن هناك مشكلة أن يغنى شخص أغنية لغيره طالما الحقوق يتم دفعها، أكد الوسيمى أنه ضد التطبيع مع إسرائيل، وبسؤاله كيف يكون ضد التطبيع ويوافق على غناء التراث المصرى هناك رد قائلا: «ليس لدينا بروتوكول مع إسرائيل مباشرة لكن مع فرنسا التى من مهامها تحصيل الحقوق من العالم كله ولا نستطيع أن نقول لها ماعادا إسرائيل»، وقال: وليه مناخدش فلوسنا من عينهم، ناخد فلوسنا ونحارب الصهيونية بيها».