ننفرد بنشر نص تحقيقات حادث محطة مصر

العدد الأسبوعي

حادث محطة مصر - صورة
حادث محطة مصر - صورة أرشيفية


تحليل المخدرات يكشف كذب المتهمين.. وإثبات تزوير الحضور والانصراف

السائقان والمساعدان ومدير تشغيل القطارات يتعاطون الحشيش والأستروكس


بعد نحو شهر تبدأ محاكمة 14 متهمين فى حادث قطار محطة مصر، الذى أسفر عن مصرع ٣١ شخصاً وإصابة ١٧ آخرين نتيجة إهمال المتهمين، وعدم التزامهم بإجراءات السلامة المعروفة لديهم حيث كشفت تحقيقات النيابة عدة مفاجآت منها تعاطى بعض المتهمين للمخدرات وغيرها من المخالفات التى أدت فى النهاية لوقوع الكارثة.

بلغ عدد الشهود فى القضية 17 موظفاً بالهيئة من كافة مستوياتها الوظيفية مثل رؤساء الإدارات المركزية للتخطيط والصيانة، والمركزية للتشغيل، ومهندسى صيانة ورئيس القطاع وضباط شرطة، وضباط أمن وطنى، وأعضاء بهيئة الرقابة الإدارية وفنيى كهرباء وجميعهم أكدوا أن الإهمال الجسيم سبب وقوع الحادث.

كما كشف الشهود أن المتهمين اتفقوا على تبادل ورديات العمل لزيادة عدد أيام الراحة، وأن الجرار مزود بآلة تأمين فى حالة إغماء السائق أو وفاته وتسمى «رجل الميت»، وأن السائق لم يقم بدوره، بالإبلاغ عن أعطال الجرار وأن مسئولية وقوع الحادث تقع على عاتق سائق الجرار المتهم علاء فتحى، والذى تحرك به فى غياب مساعده كما ترك الجرار دون اتخاذ أى إجراء لتأمينه وخالف التعليمات التى تنص على ضرورة وجود عامل المناورة فى مقدمة الجرار والتزام كل من قائد الجرار ومساعده بعدم التحرك حتى يتواجد عامل المناورة فى مكانه المخصص والتصريح لهم بالتحرك، خصوصاً أن خطوط السكة الحديد من القاهرة إلى منطقة الورش سليمة ووسائل الحماية متوافرة ويتم التحكم فيها عن طريق برج شمال كما أن إبرة السقوط تكن موجهة إلى الأرض ولا يتم فتح المسار على السكة إلا فى حالة استئذان البرج بالتنسيق مع ملاحظ المناورة.

وأكد الشهود أيضاً أن سبب نشوب الحريق تناثر وقود السولار من خزان الوقود أسفل الجرار نتيجة التصادم مع اختلاط أبخرة الوقود بالهواء الجوى، مكوناً مادة خطيرة قابلة للاشتعال.

ذكرت النيابة العامة فى أمر إحالة القضية إلى محكمة الجنايات أنه ثبت بتقارير الطب الشرعى لضحايا الحادث أن وفاتهم حدثت نتيجة إصابتهم بحروق نارية حيوية حديثة أحدثت صدمة عصبية أدت إلى الوفاة، كما ثبت ببعض تقارير المعمل الطبى إيجابية العثور بالعينات المرسلة للفحص الخاصة بملابس بعض المتوفين على آثار لذات الوقود المستخدم فى الجرار الخاص بالحادث، كما ثبت بتقارير المجنى عليهم المصابين أن إصابتهم عبارة عن حروق وكدمات، وثبت بتقرير المعمل الكيماوى إيجابية العينة المأخوذة من المتهم محمود حمدى، للمواد المخدرة من الحشيش والاستروكس.

وثبت بتقريرى مصلحة الطب الشرعى، قسم أبحاث التزييف والتزوير، أن المتهم أيمن الشحات وهو الكاتب للتوقيع المقروء أيمن العدس، فى الصفحة رقم 144 من دفتر توزيع السائقين ومساعديهم على القاطرات بخانة توقيع السائق فى القاطرة رقم 2305، والمتهم عاطف يوسف قام بتوقيع فى صفحتى دفتر حضور وانصراف عمال وملاحظى المناورة يوم الحادث بتوقيع نسب زوراً للمتهم مصطفى عبد الحميد، كما ثبت بخطابى شركتى الاتصالات أن النطاق الجغرافى للهاتف الخاص بالمتهم مصطفى عبد الحميد، كان متواجداً فى العاشرة صباحا بمنطقة شبرا الخيمة، والمتهم أيمن أحمد، كان متواجداً بنطاق منزله بشبرا من الساعة 10: 1 ظهراً، كما ثبت بتقرير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية أن ذراع التشغيل للجرار كانت على السرعة الثامنة والتى تعادل 120 كيلومتراً فى الساعة، وهى السرعة القصوى للجرار.

وذكر تقرير للجنة تابعة للهيئة الهندسية للقوات المسلحة أن من أسباب وقوع الحادث أيضاً عدم وجود تنسيق بين ناظر وملاحظ الحوش وعمال المناورة لتنظيم العمل، مع عدم اتباع مراقب برج إشارات الشمال للتعليمات بإبقاء إبرة السقوط فى وضع السقوط، بجانب وعدم تفعيل وسائل الأمان المزود بها الجرارات المستخدمة فى المناورة مثل النظام الخاص بتشغيل فرامل الجرار آلياً طبقاً لحالة الإشارات الكهربية، وكذلك آلية تأمين الجرار فى حالة الإغماء أو الوفاة للسائق التى تسمى «الرجل الميت»، كما ثبت من دفتر العمرة أن المتهم علاء فتحى لم يدون أى ملاحظات حالة الجرار.

أشرف المستشار حاتم فاضل، المحام العام الأول للنيابة، على التحقيقات التى تضمنت اعتراف المتهمين بالواقعة، حيث أقر المتهم علاء فتحى، 48 سنة، سائق الجرار محل الحادث، بالتهم المنسوبة إليه واعترف بمسئوليته عن الحادث، إذ استلم الجرار فى غياب مساعده، كما لم يفحص جميع أجهزته من الكباحات والعاكس وجهاز رجل الميت الذى كان معطلاً، ولم يتبع التعليمات المنظمة للتأكد من خلو السكة وبنزوله من الجرار قبل انفلاته دون تأمينه.

كما أقر المتهم محمود فتحى، 45 سنة، بأنه لم يقم بوضع إبرة السقوط على وضع السقوط فور مرور الجرار اتجاة منطقة الورش، بالمخالفة للقانون، واعترف المتهم مسعد رشاد، 50 سنة، عامل مناورة، بأنه كان موجوداً بمؤخرة الجرار الآخر 2305، وقت وقوع الحادث فى غياب مساعده، وأقر محمود حمدى، 45 سنة، بأنه أخطأ التصرف بشأن تحاشر الجرارين وبأنه اعتاد تعاطى المواد المخدرة من الحشيش والاستروكس.

كما اعترف المتهم أيمن الشحات، 43 سنة، سائق الجرار رقم 2305، بأنه قاد الجرار دون مساعد له، ولم يتبع التعليمات لمكان تواجد عامل المناورة بمقدمة الجرار، بأنه قام بالتوقيع على الدفتر المثبت لحضور السائقين ومساعديهم بدلاً عنهم مع تغيبهم واعترف المتهم السيد أبو الفتوح، 50 سنة، ناظر حوش منطقة أبو غاطس، بأنه لم يقم بتوجيه عاملى المناورة بالجلوس بالأماكن الصحيحة فى مقدمة الجرار وسمح بانطلاق الجرارين المحشورين دون مساعدين.

واعترف المتهم محمد عبد العزيز، 59 سنة، مدير تشغيل القطارات، بأنه لم يقم بتعيين مساعد للجرار محل الحادث، ما تسبب فى وقوعه وأقر المتهم مهدى محمد مهدى، 55 سنة، ملاحظ تشغيل، بقيامه و3 متهمين آخرين بتحريك القطارات بسائقين دون وجود مساعدين لهم رغم علمه بخطأ هذا التصرف كما اعترف بأن جهاز «رجل الميت» لم يكن مفعلاً فى الجرار محل الواقعة، وبأن السائق انتزع ذراع العاكس من الجرار، كما أقر باقى المتهمين الآخرين بارتكاب جناية التزوير.