المخابرات الأمريكية مجنونة "سوشيال ميديا"

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الوكالة الأخطر فى العالم تتابع 11 صفحة على "إنستجرام" أهمها توم هانكس وبن أفليك


ليس سراً أن وكالات الاستخبارات تعتمد بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعى لجمع معلومات مهمة عن الجماعات الإرهابية والتهديدات الإجرامية الأخرى.

وعلى مدى العقد الماضى، أثبتت هذه المصادر المفتوحة أنها مهمة للغاية فى عالم المخابرات، حيث تم استخدام البيانات الاجتماعية لتحديد المشتبه بهم وشهود العيان الأساسيين لبعض الأحداث المأساوية الشهيرة فى العالم.

1- معلومات مهمة ومجانية

بالتنسيق مع صور الأقمار الصناعية المدمجة، تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعى لدفع التحقيقات وحلها فى جميع أنحاء العالم، لكن ما الأدوات التى تستخدمها أجهزة المخابرات الدولية للبحث فى الإنترنت عن المعلومات؟

لا يمكن للمرء إلا أن يفترض أن معظم الوكالات الحكومية لديها فرق داخلية طورت برمجيات احترازية لتفحص كل المنشور على الإنترنت ولا تزال هناك العديد من المنصات التى يمكن للمحللين الهواة استخدامها للحصول على مواد حساسة، منها على سبيل المثال، فى مقال على موقع «Bellingcat.com»، يشرح المؤلف إليوت هيجنز، كيف يمكن لمنصات مثل «جوجل إيرث» وYomapic وEchosec أن ترسم صورة مقنعة للأحداث، فى الماضى أو الحاضر.

وفى نهاية المطاف، منحت وسائل التواصل الاجتماعى الوكالات مزيداً من الوصول إلى البيانات التى ربما كانت تحتاج إلى وكيل ميدانى للحصول عليها.

2- صفحات خاصة

ولجأت أجهزة المخابرات أيضاً لتأسيس صفحات خاصة بها على مختلف المنصات الاجتماعية لإرسال رسائل متنوعة، وعلى سبيل المثال احتلت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عناوين وسائل الإعلام الغربية منذ عدة أيام، بسبب توقف عدد من منصات التواصل الاجتماعى عن العمل، وفى نهاية الأسبوع الماضى فوجئ العالم بعطل أصاب «فيس بوك» و«انستجرام»، واستغلت المخابرات المركزية الأمريكية الواقعة لكتابة تغريدة أكدت فيها أنها مصابة أيضاً بعطل وكتبت الوكالة هاشتاج ساخر بأن «سى اى إيه ليست مسئولة عن هذا العطل».

التغريدة الطريفة كانت سبباً فى تفاعل كبير على موقع تويتر مع المخابرات المركزية الأمريكية التى تسعى مؤخراً إلى التفاعل مع الجمهور من مختلف أنحاء العالم عبر صفحاتها المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعى.

قام موقع ذا هيل بزيارة مقر إدارة المنصات الاجتماعية فى المخابرات المركزية الأمريكية، وتقول أماندا، قائدة الفريق المسئول فى الوكالة عن الأمر: «لا نستخدم السوشيال ميديا كما يفعل معظم الناس».

ولا تتعامل الوكالة الأمريكية مع وسائل التواصل الاجتماعى كشارع ذى اتجاهين، موضحة أنها تهتم بدفع المعلومات إلى خارج بدلا من الانخراط والتفاعل.

فى العام الماضى، أعادت المخابرات الأمريكية تقييم أسلوب إدارتها لمنصات التواصل الاجتماعى، وتضيف أماندا: « رغم أن الوكالة تعد منظمة سرية إلا أنه كان هناك سؤال عما إذا كان بإمكان الوكالة أن تكون أكثر تفاعلاً؟»، وتبع هذا التقييم العديد من التغريدات التى تهدف إلى مزيد من التفاعل مع الجمهور.

مؤخراً أصبح للمخابرات الأمريكية صفحة على الانستجرام، تنشر كثيراً من الصور التى تحمل رسائل متنوعة، منها فى يوم الحلوى العالمية حيث نشرت المخابرات الأمريكية صورة دونتس مع تعليق «صدق أو لا تصدق ولكن عملاء المخابرات الأمريكية لديهم أيضا نقطة ضعف».

وهناك صورة أرشيفية للجنود الأمريكان فى الخمسينيات مع إعلان يدعو إلى التطوع للجيش الأمريكى، وصورة أخرى تتناول تاريخ المخابرات الأمريكية، والطريف أن صفحة المخابرات الأمريكية لا تتابع سوى 11 صفحة أخرى أغلبها لمشاهير السينما الأمريكية مثل توم هانكس وبن أفليك.

ولا يختلف الوضع مع أغلب الوكالات الاستخباراتية فى بقية دول العالم والتى تحاول التفاعل مع المستخدمين وفى نفس الوقت إرسال رسائل غير مباشرة تتماشى مع السياسة الخارجية لكل دولة. وعادة تتأرجح هذه الرسائل من الدعابات إلى عمليات التجنيد مرورا برسائل توثيق دور هذه الأجهزة الأمنية.