آخرها "طعن واشنطن".. زيارات "تميم" المخيبة للآمال عرض مستمر منذ أزمة المقاطعة

تقارير وحوارات

تميم بن حمد
تميم بن حمد


لم ينجح الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، في كسر عزلته منذ اندلاع أزمة المقاطعة العربية، التي فرضتها الدول المكافحة للإرهاب على الدوحة، وبرغم جولاته في الدول الأوروبية وأفريقيا، إلا أنه خسر نفوذه السياسي على المستوى الدولي والعربي والإقليمي، وفضحت مخططاته بسبب رعايته لأنشطة للجماعات الإرهابية.

على المستوى السياسي لم تنجح زيارات تميم التي سافر خلالها للولايات المتحدة وبعض البلدان الأوروبية والآسيوية، إلى جانب جولاته في أفريقيا في إنهاء أزمته، أو إخراجه من عزلته، إذ رجع بخفي حنين.

زياراته لواشنطن
آخر هذه الزيارات كانت لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في البيت الأبيض، والتي كشف عنها الأول بعدما أصدر بيانا مشتركا مع الأخير، يتضمن أبرز التبادلات التجارية التي ستربط البلدين في الفترة المقبلة، حيث تضمن التبادل التجاري شراء الخطوط الجوية القطرية لـ5 طائرات من طراز بوينغ 777، بالإضافة إلى التزام الخطوط القطرية بشراء طائرات Gulfstream، وشملت الاتفاقيات التجارية بين أمريكا وقطر توقيع اتفاقية بين شركة شيفرون فيليبس للكيماويات وشركة البترول القطرية للعمل على تطوير وبناء وتشغيل مجمع بتروكيماويات في قطر، والتزام وزارة الدفاع القطرية بشراء منظومتي Raytheoun NASAM وباتريوت، بالإضافة إلى اختيار الخطوط الجوية القطرية لمحركات وخدمات GE Jet، لتشغيل طائرات بوينغ 787 و777.

وصرح ترامب "لقد كنت حليفا رائعا وساعدتنا في إنشاء القاعدة العسكرية والمطار العسكري، وأدركت أنه تم استثمار 8 مليارات دولار في القاعدة العسكرية، وأشكر الله أنها كانت غالبا أموالكم وليست أموالنا، وأفضل أن يكون كله من أموالكم وليس من أموالنا".

وفي ذات السياق قال تميم: "نقدر شراكتنا الاقتصادية هذا العام بمائة وخمسة وثمانين مليار دولار، وهو رقم نعتزم رفعه وقد خلق بالفعل أكثر من نصف مليون وظيفة للأمريكيين، يجب أن نكون سعداء جميعا وخاصة الرئيس لسماع ذلك".

استقطاب باكستان اقتصاديا
وفي الخامس والعشرين من يونيو المنصرم، كشفت مصادر دبلوماسية باكستانية، أن أمير قطر سعى، خلال زيارته إلى إسلام أباد، للحصول على وعد من رئيس الحكومة الباكستانية عمران خان، بإبقاء بلاده على الحياد، في المواجهة المحتدمة بين الولايات المتحدة وإيران، مضيفة أنه عمل على إقناع مضيفه بأن واشنطن تسعى فحسب إلى الضغط على طهران، تمهيدًا لفتح أبواب التواصل معها ثنائيًا.

ووفق المصادر نفسها، فقد نقل تميم لرئيس الوزراء الباكستاني تقدير طهران لما وصفه بمواقف إسلام أباد الهادئة من تطورات الأزمة بالخليج، مشيرًا إلى أن الدوحة تأمل في مساعدة إسلام أباد لها في التقريب بين الولايات المتحدة وإيران، بما يحفظ لكليهما علاقة جيدة مع واشنطن، وفي نفس الوقت تعزيز فرص التعاون المستقبلي مع الجانب الإيراني، بعد خروجه من هذه الأزمة.

وأشار تميم إلى أن مكانة باكستان، كقوة إسلامية ضاربة، تمنحها فرصًا كبيرة للقيام بدور إيجابي في ظل الأزمة المشتعلة في المنطقة، لافتًا إلى أن إسلام أباد يجب أن تكون شريكًا في بناء الثقة بين طرفي الأزمة الرئيسين، دون أن يؤثر ذلك على علاقاتها الدولية. ولم يتسن التعرف على رد رئيس الحكومة الباكستاني؛ لكن تسريبات إعلامية متداولًة أكدت أن خان عبَّر عن قناعة بلاده بأولوية التزام طهران بمقررات القمة الإسلامية الأخيرة، وأهمها التوقف عن تهديد الاستقرار الإقليمي ودعم الميليشيات المسلحة في كل من اليمن وسوريا، مشيرًا إلى أن السلوكيات الإيرانية الحالية كفيلة بإفشال أي محاولة لتطويق الأزمة.

وأكد عمران خان أن رغبة بلاده في تنشيط دورها الخارجي، لا تعني تخليها عن التزاماتها التاريخية، لاسيما ما يتصل منها بعلاقاتها مع حلفائها الرئيسين. وكان خان أعلن، قبيل زيارة تميم، أن إسلام أباد تريد لعب دور مصالحة على الساحة العالمية وتعارض الانضمام إلى التحالفات العسكرية. وقال، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك": "تعتقد حكومتي أننا نريد أن نكون دولة، تجمع بين الدول، وتلعب دورًا في تسوية الخلافات بين الدول؛ لكننا لن نريد أبدًا أن نكون جزءًا من أي دولة تنضم إلى أي تحالفات حرب".

تظاهرات بألمانيا ضد زيارة تميم
وفي منتصف سبتمبر 2017، شهدت العاصمة الألمانية برلين، تظاهرات لعدد كبير من الجاليات العربية والمنظمات الحقوقية الدولية المناهضة للإرهاب، احتجاجا على زيارة أمير قطر تميم بن حمد، ولقاءه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وذلك بمقر المستشارية الألمانية. وكانت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، تظاهرت ضد النظام القطرى فى جنيف، بسبب دعمه للإرهاب والتطرف في العالم.

إهانات في بريطانيا
وفي منتصف يوليو 2018، تعرض الأمير القطري، لمواقف كثيرة محرجة خلال الزيارة التي أجرها لبريطانيا، أبرزها الاستجواب الذي تعرض له داخل مجلس العموم البريطاني، والأسئلة التي وجهت له بشأن أدلة تورط قطر في دعم الإرهاب، خاصة أن الزيارة جاءت تزامنا مع التسجيلات الصوتية التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطاني "بي بي سي"، حول دعم قطر للجماعات الإرهابية في العراق.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تخطاه، من خلال رفض نواب مجلس العموم البريطاني، حضور ندوة دعا لها الأمير القطري، حيث قاطعه العديد من النواب البريطانيين الرافضين لسياسات تنظيم الحمدين. ثالث المواقف المحرجة تمثلت في طريقة استقبال رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، للأمير القطري، واضطرار تميم بن حمد لانتظار رئيسة الوزراء البريطانية للخروج من مكتبها، خاصة أنها وضعت ميعاد لقائها بتميم في أخر مواعيد لقاءاتها.

كل هذا تزامن مع الاحتجاجات الضخمة التي ملأت شوارع بريطانيا، اعتراضا على زيارة تميم بن حمد لبريطانيا، وتم توزيع منشورات تكشف جرائم تنظيم الحمدين بحق الشعب القطري، وتآمره ضد جيرانه العرب.

جولة مخيبة للآمال بالقارة الإفريقية
وفي السادس والعشرين من ديسمبر 2017، أتت جولة تميم بن حمد في القارة الإفريقية-والتي شملت ستة بلدان هي مالي وبوركينا فاسو وكوت ديفوار وغانا وغينيا والسنغال، وهي ضمن الدول التي تواجه الإرهاب المدعوم من نظام الدوحة والمنتشر في منطقة الساحل والصحراء-، متزامنة مع تقارير داخلية وخارجية تؤكد مدى المأزق الذي يعيشه تنظيم الحمدين في الدوحة، الأمر الذي دعاه لمحاولة البحث عن نوافذ للتنفس واستكمال سياساته التخريبة في كل مكان تصله يداه، إلا أن هذه الجولة انتهت بنتائج مُخيبة لآمال تميم.