بعد حريق ديره.. ما هي قصة قصة الأنبا بولا؟

تقارير وحوارات

الأنبا بولا
الأنبا بولا


يُعتبر الحريق الهائل الذي شهده مقر دير الأنبا بولا بحدائق القبة، في الساعات الأولى صباح اليوم الأربعاء، والتهم محتويات المبنى، حيث الموضع الذي كان يعيش فيه الأنبا بولا، ما يثير التساؤلات حول قصة حياته.

حياته
الأنبا بولا من مواليد 228م، في الإسكندرية، وكان له أخ يسمي بطرس، ولما توفي والده ترك له ولأخيه ثروة طائلة، فأراد بطرس أن يغتصب النصيب الأكبر من الميراث، ليشتد بينهما الجدل، فأراد القديس أنبا بولا أن يتوجه إلى القضاء.

وفي الطريق رأى جنازة لأحد عظماء المدينة الأغنياء، فسأل نفسه إن كان هذا الغني قد أخذ معه شيئًا من أمور هذا العالم، فاستتفه هذه الحياة الزمنية والتهب قلبه بالميراث الأبدي، لذا عوض انطلاقه إلى القضاء خرج من المدينة، ودخل في قبر مهجور يقضي ثلاثة أيام بلياليها طالبًا الإرشاد الإلهي.

80 سنة وحيدًا
ظهر له ملاك يرشده إلى البرية الشرقية، حيث أقام بجبل نمرة القريب من ساحل البحر الأحمر، وعاش أكثر من 80 سنة لم يشاهد فيها وجه إنسانٍ، وكان ثوبه من ليف وسعف النخل، وكان الرب يعوله ويرسل له غرابًا بنصف خبزة كل يوم، كما كان يقتات من ثمار النخيل والأعشاب الجبلية أحيانًا، ويرتوي من عين ماء هناك.

علاقته بالأنبا أنطونيوس
دفع إرشاد الله، الأنبا أنطونيوس، نحو مغارة القديس أنبا بولا حيث التقيا معًا، وقد ناداه أنبا بولا باسمه، وصارا يتحدثان بعظائم الله. وعند الغروب جاء الغراب يحمل خبزة كاملة، فقال الأنبا بولا: "الآن علمت أنك رجل الله حيث لي أكثر من 80 عامًا يأتيني الغراب بنصف خبزة، أما الآن فقد أتى بخبزة كاملة، وهكذا فقد أرسل الله لك طعامك أيضًا."

اللحظات الأخيرة
وعقب ذلك، طلب الأنبا بولا من الأنبا أنطونيوس أن يسرع ويحضر الحلة الكهنوتية التي للبطريرك البابا أثناسيوس لأن وقت انحلاله قد قرب، ورجع القديس أنبا أنطونيوس وهو متأثر للغاية، وإذ أحضر الحلة وعاد متجهًا نحو مغارة الأنبا بولا رأى في الطريق جماعة من الملائكة تحمل روح القديس متجهة بها نحو الفردوس وهم يسبحون ويرتلون بفرحٍ.

موحينما بلغ الأنبا أنطونيوس، المغارة، وجد الأنبا بولا جاثيًا على ركبتيه، وإذ ظن أنه يصلي انتظر طويلًا ثم اقترب منه فوجده قد تنيح، فبكاه متأثرًا جدًا، وصار يفكر كيف يدفنه أبصر أسدين قد جاءا نحوه، فأشار إليهما نحو الموضع المطلوب فحفرا حفرة ومضيا، ثم دفنه وهو يصلي.

قصة الدير
تحّول الموضع الذي يعيش فيه الأنبا بولا إلى دير يسكنه ملائكة أرضيون يكرسون كل حياتهم لحياة التسبيح المفرحة بالرب.

رحيله
ورحل القديس الأنبا بولا في سنة 343م، وتبارك مكان عبادته ونسكه فأصبح ديرًا كبيرًا.