ما وراء ترشح "ترامب" لولاية رئاسية ثانية بأمريكا؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


في منتصف يونيو 2019، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسمياً إعادة ترشحه رئيسا للولايات المتحدة لفترة ثانية، وطالب مؤيديه  بضرورة "الحفاظ على هذا الفريق" لمدة أربع سنوات أخرى، وجاء هذا الإعلان أمام آلاف المؤيدين في تجمع حاشد في ولاية فلوريدا، التي قال عنها إنها "بيتي الثاني".

 

هذا الإعلان جعل الكثير يتسائل حول الأسباب التي تدفع ترامب للترشح لولاية أخرى، أما ترامب فيحمل في نفسه العديد من الدوافع والأسباب التي دفعته لهذا الإعلان، أهمهما رغبته في استكمال مشواره لتنفيذ وعوده الانتخابية.

 

إنهاء الحرب مع إيران

 

منذ بداية حكم ترامب، وهو يسعى إلى تحجيم خطر"إيران"، وتفكيك الاتفاق النووي الذي وصفه بـ"الكارثي" خلال حملته الانتخابية في عام 2016، وبالفعل بدأ في تنفيذ ذلك  منذ توليه الرئاسة، عندما أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض أقسى العقوبات على النظام الإيراني.

 

ومنذ ذلك الحين اشتعلت الأوضاع بين الجانب الأمريكي والإيراني، ما استدعى ترامب لإرسال أكثر من ألف جندي للشرق الأوسط من أجل الرد على تهديدات إيران.

 

وردت إيران بالأمس على تهديدات ترامب، عندما أعلنت زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم عن النسبة المحددة طبقا للاتفاق النووي مع القوى الكبرى عام 2015.

 

وصرح ترامب بالأمس كذلك أن "ايران تفعل الكثير من الأشياء السيئة"، مشيرا إلى أن الطريقة التي تعمل بها إيران توحي بسعيها لامتلاك سلاح نووي ، لكنها "لن تمتلكه أبدا".

 

وتشير المؤشرات الخارجية أن ترامب يحاول الفوز بالسباق الرئاسي لعام 2020، من أجل  تنفيذ وعوده والقضاء على خطر إيران.

 

إنهاء الهجرة الغير شرعية

 

"إنهاء الهجرة الغير شرعية" هو الدافع الثاني الذي يحرك "ترامب" لخوض الانتخابات مرة أخرى، فعندما أعلن الرئيس الأمريكي ترشحه، أكد على ضرورة إنهاء الهجرة غير الشرعية، محذرا من أن منافسيه الديمقراطيين يريدون تقنين وضع المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية.

 

وكتب ترامب في منتصف يونيو الماضي، على صفحته على تويتر، قائلا إن السلطات ستبدأ في :"ترحيل الملايين من الأجانب غير الشرعيين الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة بطريقة غير مشروعة".

 

القضاء على داعش

 

ذكر أيضاً ترامب في وعوده الرئاسية الرغبة في التخلص من نظام داعش، وهو ما بدأ في تنفيذه بالفعل وفي فبراير الماضي، أعلنت  الولايات المتحدة  عن تحرير كامل الأراضي السورية والعراقية التي كانت في قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، مشددة على أنه لا يسيطر على أي بقعة في البلاد.

 

وذكرت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، في تصريح صحفي، أن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، باتريك شاناهان، أبلغ رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب،  خلال وجودهم على متن الرحلة رقم 1 التابعة للرئاسة، بأن "داعش" لم يعد يسيطر على أي أراض في سوريا أو العراق.

 

واستعرض ترامب في كلمة ألقاها خلال اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد "داعش"، في فبراير من العام الجاري، "إنجازات" قوات التحالف بقيادة بلاده في الحرب على "داعش"، مشيرا إلى أن التحالف استعاد، خلال السنتين الماضيتين،  أكثر من 20 ألف ميل مربع من الأراضي التي كانت تحت سيطرة التنظيم في سوريا والعراق، محققا "انتصارا بعد آخر" وحرر الموصل والرقة وقتل تقريبا جميع القياديين البارزين في التنظيم.

 

وخرجت ساندرز أمام مجموعة الصحفيين المعتمدين لدى البيت الأبيض والموجودين على متن الطائرة وعرضت عليهم خارطة تظهر "تدمير دولة الخلافة لـ100 بالمئة" وتؤكد أن "داعش" لا يسيطر على أي أراض إن كان في سوريا أم العراق، وتلك الخطة ممتدة حتى عام 2020.