العنف المقدس: النفوذ الاقتصادي للميليشيات والأمن الإقليمي حديثًًا عن العربي للنشر والتوزيع

الفجر الفني

العنف المقدس
العنف المقدس


صدر حديثًا عن العربي للنشر والتوزيع كتاب "العنف المقدس: النفوذ الاقتصادي للميليشيات والأمن الإقليمي" للدكتور حمدي بشير علي، ويتناول الكتاب المنطقة العربية وما تشهده من حالة من عدم استقرار بسبب صراعات إقليمية وحروب أهلية، ترتبط في أسبابها بالدور الإيراني في دعم الميليشيات الشيعية. 

وبلاشك أن هذه السياسة الطائفية التى تدفع بها إيران المنطقة إلى حافة الهاوية هي ناتجة عن اختلاف كبير فى منظور كل من إيران والعالم العربى لمفهوم الأمن. فإيران تجد فى وجود هذه الميليشيات حماية لأمنها الداخلى والإقليمى. بنفس القدر الذى ترى به فى وجود ميليشيات الحرس الثورى والباسيج حماية للثورة ونظامها، ولذلك عملت على وجود جيشين فى آن واحد، الجيش الإيرانى النظامى، والذى ترى أن معظم قواته من الموالين للنظام السابق لذلك لم يثق الخمينى فى ولائه، والجيش غير النظامى وهو الحرس الثورى الذى يعتمد عليه النظام الإيرانى فى حماية الثورة فى الداخل والخارج. ولذلك يبدو أن الميليشيات الشيعية فى العالم العربى تحاول استنساخ تجربة الحرس الثورى الإيرانى، بل تعمل إيران على توحيدها وتخطط لها لكى تلعب دور إقليمى أوسع. وهذا ينذر بمواجهة إقليمية شاملة.

وهذا الكتاب يرى أن استمرار وجود هذه الميليشيات يشكل تهديدًا خطيرًا للمنطقة يفوق تهديد إيران لامتلاك السلاح النووى، فهذه الميليشيات تقود المنطقة، فى حال عجز المجتمع الدولى فى السيطرة عليها، إلى حروب إقليمية على جبهات متعددة، فهناك تهديد متزايد على الحدود السعودية – اليمنية، وتهديد متزايد على الحدود العراقية – السعودية، وتهديد متزايد على الحدود العراقية – الكويتية، وتحاول هذه الميليشيات استدراج الجيوش العربية على أكثر من جبهة. والتهديد الأخطر هو الاستمرار فى تجنيد وتدريب خلايا شيعية فى العالم العربى تكون نواة لميليشيات تعمل على تغيير الحكومات واسقاطها، والمثال على ذلك "سرايا الأشتر " البحرينية وهى ميليشيا بحرينية تقوم ميليشيا الحشد الشعبى بتدريبها، كما أن حزب الله لايزال يعمل على تجنيد وزرع خلايا له فى العالم العربى. بينما تهدد الميليشيات الحوثية حركة الملاحة فى البحر الأحمر وخليج عدن، بل إن تطوير هذه الميليشيات لقدراتها القتالية الصاروخية والباليستية لايزال يمثل تهديداً خطيراً لأمن واستقرار المنطقة.

ويعد هذا الكتاب من أهم مؤلفات الدكتور حمدي بشير، وقد صدر له العديد من المؤلفات السياسية، مثل كتاب: المعونة الامريكية لأفريقيا: دراسة فى أبعادها السياسية والتنموية (2014)، تجربة التحول الديمقراطى فى النيجر، (2015). دراسة عن التغلغل الايرانى فى المغرب العربى، (2017). من أهم مؤلفاته فى مجال الاعلام والأمن: ظاهرة الإعلام الاجتماعى وأبعادها الاقتصادية والسياسية والأمنية، دراسة محكمة بعنوان "الإعلام الرقمى والأمن القومى لدول مجلس التعاون الخليجى"، (2017). ودراسة بعنوان: دور الإعلام الامنى فى التصدى للتهديدات الامنية لتنظيمى القاعدة وداعش (2017)، دراسة:إيران دولة الحرس الثورى: من حراسة الثورة إلى احتكار الثروة، (2018).