د. حماد عبد الله يكتب: علاقة المخدرات بالعنوسة!!

مقالات الرأي

د. حماد عبد الله
د. حماد عبد الله


المخدرات (تجارة وتعاطي)، زيادة حالة العنوسة بين الشباب من الجنسين، وزيادة جرائم الإغتصاب والتحرش الجنسي، هي أهم الظواهر الإجتماعية التي تهدد أي مجتمع يعاني من تعثر في آلياته الإقتصادية وتعطل في إدارة موارده المالية  نتيجة جفاف بعض مصادر الموازنة العامة وبالتالي تعطل إدارة الخطة الإجتماعية من ثقافة وتعليم وصحة وإسكان ومرافق عامة أو تباطؤها والنتيجة الحتمية لهذه الظواهر السلبية هو إنتشار المخدرات وخاصة بين الشباب والعاطلين ومن ثم إزدهار عملية التهريب لتلك السلعة الرهيبة المدمرة لإشتراك عناصر كثيرة جداً في عوائدها من أرباح .

وزيادة معدل الجريمة المقترنة بهذه التجارة السوداء الغير أخلاقية بالقطع سيترتب عليها من التجارة إتساع شبكات الدعارة ، ومن التعاطي زيادة فى جرائم الإغتصاب والتحرش الجنسي وما يترتب من مبيقات إجتماعية نحن فى غني عنها جميعاً " لعلي شديد السواد في التفكير والظن "لوصولي إلي هذا المستوي من التوقع !! " ولكن ممكن وجائز جداً ، وليس بغريب فنحن في حالة السلم العام والحياة الطبيعية  والإقتصاد الناشئ النشط الناحج بمقاييس العصر نعاني من نفس المشاكل التي أوردتها ولكن في صورة أحداث فردية وفي مناطق متفرقة من البلاد ونسهر أمام الفضائيات الفاضحة لهذه الجرائم وتوابعها وأسبابها ونستدعي خبراء علم النفس والإجتماع ليحللوا الظاهرة أو الحادثة وركنها دائماً إما للحالة الإقتصادية – لفئة بعينها أصبحت غير قادرة علي مشاركة المجتمع في الإنتاج وإتخاذ وسائل طبيعية فى سبل حياتهم أو نتيجة سفر أولياء الأمر سعياً وراء رزق فى الدول العربية وترك أبنائهم مع أموال دون رقابة أو حساب وبالتالى مع اصدقاء السوء  يكون الإنزلاق إلى هذه الموبيقات الإجتماعية .

هكذا نحن نعيش اليوم وأمس بين تلك الأخبار وتحليل أسبابها !! أى أننا نلقى دائماً.

( فى الزمن الطيب ) العبئ ونحيل الأسباب إلى الأسرة المنفلتة إجتماعياً !

ولكن فى حالة التشاؤم من الأثار السلبية للأزمة الإقتصادية العالمية على إقتصاد الوطن وبالتالى حالتنا الأجتماعية أعتقد بأن الأمر سوف يكون أسوأ بكثير إن لم نعد أنفسنا جيداً لما توقعناه وإن لم يحدث فهذا خيراً نشكر الله عليه كثيراً وكذلك المسئولين عن إدارة الأزمة فى بلادنا ,ولعل الطرف الذى نحمله دائماً مصائب المجتمع وإنحداره هى السلطات الأمنية عادة ما نترك كل شئ ونلجأ إلى الأمن  فالأمن نتهمه بأنه المسئول عن أزمات المرور وأنه المسئول عن خروج البعض عن اللياقة والأداب العامة وأنه المسئول عن جرائم السرقة والنصب والإحتيال حتى أننا وصلنا إلى أن نعتبر الأمن مسئول عن فقدنا لعقولنا شيئ غريب جداً !! أن نركن للأمن كل شيىء فى حياتنا رغم أن الأمن هو آخر عنصر يجب اللجوء إليه  حينما تكون مؤسسات الدولة جميعها قائمة بمسئولياتها كما يجب أن تكون !