الدكتور خالد مصيلحي يكتب: المقرمشات والمكسرات المخزنة بطريقة خاطئة قاتل خفي لأطفالنا

ركن القراء

الدكتور خالد مصيلحي
الدكتور خالد مصيلحي


الطبيعي أن بعد الوصول لمرحلة الشيخوخه الكبد وظائفه قد تنخفض او عضلة القلب ممكن تضعف او الكلى تقل كفاءتها نوعا ما اوتنخفض مناعة الجسم او يزداد نسبة الاصابة بالأمراض المزمنه أو الأورام السرطانية وذلك بسبب تقدم العمر ويعد في هذه المرحلة شيء متوقع.

ولكن غير المتوقع أن نجد هذه الأمراض منتشرة بين الأطفال وبنسب كبيرة خاصة في الدول النامية وبعض الدول المتقدمه ورغم ان ابحاث كثيره اتهمت اسباب كثيره مثل اللحوم المصنعه والتلوث والألوان الصناعية في حلويات الاطفال وغيرها من الاسباب تتعلق بانماط خاطئة في غذاء وحياة الاطفال ظهرت في السنوات الأخيرة ولكننا لن تتطرق لهذه الاسباب لان اغلب وسائل الإعلام تتحدث عنها وقتلتها نقاشا واتهاما ولكن سنكشف النقاب عن موضوع متخفي ويعتبر من اخطر العوامل المسببة لمشاكل صحية للأطفال وانتشار الأورام بينهم كما اعلنت منظمة الصحة العالمية WHO مما جعل مستشفيات اورام الاطفال مكتظة على غير العادة، وهي ليس السبب الوحيد لكن الوحيد المتخفي ويلتهم اطفالنا في صمت بدون أي إنذار.

موضوعنا اليوم عن سميات تفرزها أنواع معينة من الفطريات هذه السموم يطلق عليها أفلاتوكسين aflatoxin وهي أنواع كثيرة ولكن أكثرها انتشارًا نوعين فقط هذه السموم للأسف ليس لها أعرض حادة مثل الإسهال أو غيرها فهي لا تعطي أي إنذار لوجودها ولكن تدخل أجسام أطفالنا وتتخفى وتدمر أكبادهم ببطء وتضعف جهازهم المناعي وفجأة تغير في نمط خلايا الجسم وقد تحولها لخلايا سرطانيه وهي تتراكم في اجساد اطفالنا بدون ان تسبب اي مشاكل في حينها ولكنهم كالقاتل المتخفي بين خلايا الجسم وتظهر في وقت معين تدمر كل ما تقابله أمامها.

وماهي علاقة الأطفال بهذا النوع المعروف بالأفلاتوكسين هذا النوع من الفطريات يعيش على الحبوب المخزنة بطريقة خاطئة مثل الذرة والقمح والأرز، ويعيش على المكسرات والفول السوداني وكل المقرمشات، كما يعيش على بعض الفواكه المجففة والمخزنة بطريقة خاطئة، وهذه الفطريات تنمو في الطقس الحار والرطوبة العالية ومن هنا خطورة كل المأكولات السابقة على الأطفال فبالرغم ان معظم هذه المقرمشات والحبوب والمكسرات قد يكون مدون عليها تاريخ صلاحيه ولكن هذا التاريخ لو تم تخزينها في درجة حرارة أقل من ٢٠ وجاف بدون رطوبة وهذه المواصفات قد تكون غير متوفرة في بعض مخازن هذه الماكولات خاصة في ايام الصيف وارتفاع الحرارة والرطوبه حاليا غير ان اسواقنا انتشر فيها ما يسمى بالمقرمشات الصيني التي تتعرض لشهور طويله من التخزين والاستيراد.

وارتفعت حالات التسمم بهذه السموم مع انتشار انواع المقرمشات ومع عشق الاطفال لهذه الانواع والتهامهم كميات كبيرة وبصفة يوميه وكل هذه العوامل رفع نسب مخاطر هذه السموم، ونأتي لأعراضها ومشاكلها التي حاولت منظمة الصحة العالمية WHO تلخيصها في النقاط التالية، وقالت إن تناول هذه الأطعمة الملوثة بهذه السموم بصفه مستمرة بسبب:

1- تدمير لوظائف الكلى والكبد وخلايا الكبد نفسه بصورة سريعة يتبعها انتشار الاورام السرطانيه في الكبد كماان وجود هذه السموم مع الفيرسات الكبديه تسبب ارتفاع مخاطر انتشار الالتهاب الكبدي بي فهذه السموم تعجل بمخاطر الالتهاب الكبدي وترفع معدلات الإصابة بسرطان الكبد بصورة غير طبيعية.

2- هذه السموم لو الأم الحامل تناولت منها كميات بصفه مستمره قد تكون عامل اساسي في تشوه الاجنه وتغيير التركيب الجيني وتتسبب في نزول اطفال بمشاكل صحيه عديده خاصة ان بعض الامهات تتناولها للتغلب على اعراض القيء وهذا خطر يفتك بها وب جنينها
٣- هذه الأنواع من السموم سبب رئيسي في انخفاض مناعة اطفالنا وانتشار الامراض الفيروسيه والبكتيرية بين أطفالنا وعدم قدرتهم لمقاومة امرض كانت قبل ذلك سهل مقاومتها، وطبعا البعض قد يقول ماهو اولادنا بياكلوها ومحصلش ليهم حاجه وهو ده الاخطر في هذه المأكولات لو ملوثه بهذه الفطريات قد لاتسبب تغير واضح في طعمها او لونها فتظهر سليمه رغم انها ملوثه ولاتسبب مشاكل في وقت تناولها ولكن تتراكم في اجسام اطفالنا وتهاجمهم مرة واحده كما ان تناول جرعات كبيره من المقرمشات الملوثه مرة واحدة قد تدمر الكبد في الحال وهو مايسمى acute aflatoxosis.

كما أن تناول كميات قليله ولكن بصورة منتظمة يوميا تتراكم وتسبب كل المشاكل السابق ذكرها وهذا يعني أن تناول كميات كبيرة مرة واحده او كميات قليله بصفه مستمره كلاها خطر ويقضي على الصحة وقاتلة لأطفالنا وهذا ما يحدث في هذه الأيام فالمقرمشات ومثيلاتها أصبحت عادة يومية لمعظم أطفالنا للاسف وبعضها يخزن بطريقه خاطئه وتزيد احتماليه تلوثها بهذه الفطريات.

كل ماسبق ذكره عن النوع الاول من هذه السموم المعروف بالنوع B ماذا عن النوعM، أما النوع الثاني هو النوع M وله نفس المخاطر ولكنه ينتقل لاطفالنا عن طريق الالبان الملوثه فالماشية والحيوانات التي تتخذ الذرة علفا لها لو تناولت ذرة ملوث بفطريات النوع بي يتحول في جسم البقرة إلى النوع M، وينزل في ألبان الأبقار ووارد جدًا أن يكون علف الحيوانات مخزنا في درجات حرارة ورطوبة عالية، مما يزيد فرص تلوث العلف والذرة بالنوع بي ويتحول النوع m، وينزل في ألبان الأبقار فلابد من التأكد من بسترة اللبن ومصدره، انقذوا أطفالنا من التهام كميات كبيرة من المقرمشات والمكسرات مجهولة المصدر حتى في التوازن والكميات القليلة مطلوبة، ولن نستطيع منعها مرة واحدة عن الأطفال ولكن على الأقل نقلل عدد مرات تناولها وخفض كمياتها بالتدريج.

الدكتورة خالد مصيلحي إبراهيم - أستاذ بقسم العقاقير - كلية الصيدلة - جامعة القاهرة