مظاهرات يهود أثيوبيا ضد عنصرية الكيان الصهيوني‎

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


العنصرية والمفاضلة في التعامل الإسرائيلي مع يهود الفلاشا أو يهود أثيوبيا، حيث يحصل اليهود الأوروبيون علي كافة الامتيازات والحقوق بينما يؤدي يهود الفلاشا كافة الأعمال الشاقة 

موجة جديدة من الغضب الإثيوبي تجتاح إسرائيل على خلفية مقتل مواطن من إثيوبيا على يد شرطي إسرائيلي، ولا يُعرف حتى اللحظة إلى أين ستذهب هذه الموجة ولكن إسرائيل تخشى تداعياتها وأثارها، ونتج عن التظاهرات المستمرة حتى اليوم إصابات كثيرة سواء في صفوف الإثيوبيين أو الشرطة الإسرائيلية.

تمييز عنصري 
ويبلغ عدد اليهود من أصول إثيوبية في إسرائيل حوالي 140 ألف شخص بينهم أكثر من 20 ألفا ولدوا في إسرائيل، وينحدر معظمهم من مجتمعات منعزلة لعدة قرون عن العالم اليهودي، وتم الاعتراف بهم كيهود في وقت متأخر من قبل السلطات الدينية الإسرائيلية.

كما نُقل إلى إسرائيل أكثر من مئة ألف من اليهود الإثيوبيين بين الثمانينات والتسعينيات، وتقول الجالية اليهودية الإثيوبية إنها تواجه باستمرار عنصرية مؤسساتية ممنهجة.

يلجأ الكثير من الأفارقة خاصة يهود الفلاشا للهجرة إلى إسرائيل، سواء عن طريق الهجرة الشرعية أو التسلل أملا منهم في الفوز بحياة أفضل، خاصة بعدما أعلنت دولة الاحتلال استعدادها لاستقبال اللاجئين الأفارقة، وفتح باب الهجرة ليهود إثيوبيا، إلا أن سوء معاملة اليهود الإثيوبيين داخل إسرائيل وتردي وضعهم الاقتصادي واعتبارهم مواطنين "درجة ثانية" كشف لهم أنهم خدعوا.

أعمال العنف
ونُظمت مظاهرات في عدة مدن في إظهار للغضب بعد إطلاق النار على مراهق إسرائيلي إثيوبي يدعى سليمان تيكا، ما أدى إلى مقتله، وذلك على يد ضابط شرطة خارج الخدمة في كريات حاييم شمال حيفا، الأحد.

أمر القائم بأعمال مفوض الشرطة في إسرائيل أفراد الشرطة بالتحرك لتفريق المظاهرات التي قام بها أفراد من المجتمع الإثيوبي ومؤيديه في إسرائيل، مساء الثلاثاء، بعد أن تحولت سلسلة من الاحتجاجات إلى أعمال عنف، بينما هاجم المتظاهرون الشرطة والمدنيين.

يظهر الفيديو الذي وزعته الشرطة،  اشتعال النيران في عدد من السيارات، كما يظهر مقطع فيديو آخر تم تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة غاضبة وهي تقفز على سيارة وتحاول تحطيم نوافذها أثناء سيرها في الشارع.

خسائر ضخمة
قدرت دولة الاحتلال أضرار أعمال العنف جراء الاحتجاجات الإثيوبية في إسرائيل بملايين الشواكل، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية،  أمس الإربعاء، أنه على خلفية التجديد المتوقع للاحتجاج من جانب المهاجرين الإثيوبيين.

تقدر الشرطة أن الأضرار التي لحقت بالتنقل والممتلكات الإضافية تصل إلى مئات الآلاف من الشواكل، تعتقد هيئة الطرق الإسرائيلية أن الأضرار التي لحقت بالطرق وإشارات المرور التالفة ستكلف أكثر من مليون شيكل. 

وقالت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، إن 111 من أفرادها، أُصيبوا في موجة احتجاجات اليهود الاسرائيليين، من أصل إثيوبي في عدد من المدن في الكيان الإسرائيلي.

وقال ميكي روزنفيلد، المتحدث بلسان شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في تصريح صحفي، إنها اعتقلت 136 متظاهرا.

أعمال الشغب 
قالت الشرطة في بيان لها “على مدار الأيام الماضية سمحت الشرطة بتنظيم مظاهرات وسمحت للمتظاهرين بالتظاهر علنا، أجرت الشرطة حواراً مفتوحاً مع قادة المجتمع من أجل منع أعمال الشغب والعنف ضد الشرطة أو المدنيين“.

كما أضاف البيان إن “الشرطة تستجيب الآن بتفريق الاحتجاجات ومنع المزيد من أعمال الشغب والأعمال الخطرة التي يتعرض لها الشرطة والمدنيين“.

يجري التحقيق في الظروف الدقيقة لإطلاق النار الذي وقع الأحد. وقال بيان أولي صادر عن الشرطة حول الحادث - طعن فيه شهود عيان، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية - إن الضابط الذي كان خارج الخدمة وصف رؤيته لعراك في ملعب.

وقال بيان الشرطة إنه بعد الاقتراب من الأشخاص المشاركين في القتال وإخبارهم أنه ضابط شرطة، بدأوا في إلقاء الحجارة عليه، كما أن الضابط وجد نفسه في وضع يهدد حياته وأطلق النار.
 
التماسك الاجتماعي
ودعا الرئيس الإسرائيلى روفين ريفلين ، إلى الهدوء للحفاظ على التماسك الاجتماعى فى المجتمع الإسرائيلى، وقال فى بيان "أطلب منا جميعًا التصرف بمسؤولية وبإعتدال، أعرف أنك تفعل كل ما فى وسعك لإيصال صوت احتجاجك وقيادة التغيير الذى يدور حول تصحيح الأخطاء وخلق مستقبل أفضل ، لا أحد يريد الانتقام ، فنحن جميعًا شركاء ، ويجب أن نكون جميعًا شركاء فى هذه العملية".