د. حماد عبدالله يكتب: "حرائق هامة" فى تاريخ الوطن !!

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله -
د. حماد عبدالله - أرشيفية


أخترت فى هذا المقال أن أقود للقارىء عدة نماذج من مبانى هائلة تقع فى منطقة وسط العاصمة الحكومية إلا أنها لا تعيش فى رعب مما نعانية نحن ( الشعب ) أصحاب الأملاك العامة فى مصر عامة والقاهرة المحروسة خاصة فحادث حريق مبنى الرى ( سابقاَ ) ومجلس الشورى ( سابقاً ) لا يمكن أن يكون الزمن كفيل بنسيانه أسوه بما تم فى قطار الصعيد الذى أحترق بركابه البسطاء ليلة عيد الأضحى المبارك من عام 2002وفقدنا فى هذه الكارثة فوق الألف مواطن مصرى أعلن فقط عن أربعمائة وخمسون والباقى لأسباب مختلفة لم يعلن عن عددهم !
وكذلك أحتراق دار الأوبرا المصرية التى شيدها الخديوى إسماعيل فى 1868 لإقامة أحتفالات إفتتاح مرفق ومجرى قناة السويس أحترق المبنى بأكمله فى عام 1972 ولم يتفتق ذهن المصريين ( الحاكمين ) للبلد فى حينها إلا أن يقرروا بناء جراج متعدد الطوابق ( قميء ) ساخر من تاريخ المصريين القدماء منهم والمعاصرين  بل وساخر من مستقبل المصريين إذا أرادوا أن يلتفتوا لرمزية بناء جراج لسيارات فى أهم منطقة فى وسط العاصمة كان منشئاَ عليها دار الأوبرا المصرية أقدم دار أوبرا فى الشرق الأوسط كله لم يصدر قراراً حينها بأن تشيد أوبرا جديدة ولكن القرار كان جراج و الحمد لله أنهم لم يصدروا قرار ببناء ( مقابر ) حيث قرب المكان من مقابر باب الوزير والغفير وصلاح سالم ..
الحرائق التى تأكل فى تاريخنا كل يوم هى مصائب حياتية نعيشها لبعض الوقت ونسعى لكى ننسى ونسعى لكى لا يتذكرها أحد !!
خلاص المهم أننا بخير .. وفدائك ألف مبنى ياحضرة المواطن المصرى !! هكذا تعلمنا من الفولكلور المصرى !!
وإحترقت منطقة الحكومة إبان عصر محمد على باشا وسعيد باشا وأوائل حكم إسماعيل باشا وهى منطقة القلعة حيث كانت تقبع حكومة مصر والتى تحولت الأن إلى المتحف الحربى ومبنى للتنسيق الحضارى ومحكى القلعة  أحترقت  هذه المنطقة بأهم جزء فيها وهو قصر الجوهرة  مقر الحاكم لمصر قبل إنتقاله إلى قصر عابدين وأيضاً نسينا كل ذلك حيث نحمد الله وفدائك أيها المواطن المصرى ألف مبنى ومبنى !!
الشىء الغريب أن حريق مجلس الشورى (سابقاً) وغداَ لا قدر الله سوف يحترق مبنى أخر وأخر لأن الطرز المعمارية القديمة التى تعيش فيها تلك الحكومة هى قابلة للأشتعال بسرعة شديدة جداً لمكونات وعناصر البناء القديم بها إن لم نحافظ عليها حسب الكود المصرى ضد الحريق وغيره من مصائب وكوارث إلا أن التكلفة كبيرة  كما جاء على السنة بعض المسئولين الصغار ! 
أقود لكم مبنى سميراميس وفندق الهليتون وفندق فورسيزونس وفندق حياة ريجنس والميريديان ( سابقاَ ) هذه الفنادق المجاورة بل الملاصقة لهذه المنطقة الحكومية تحدث بها حرائق جزئية كل يوم بل كل ساعة ولكنها تنتهى فور وقوعها دون إزعاج وذلك لعدة أسباب .
أولها – أن كل فندق ( مبنى ) له مدير مسئول متخصص يسمى ( متردوتيل ) ولكل فندق إدارة تفتش كل لحظة وكل دقيقة على عناصر الأمان فى تلك المبانى بل التفتيش يأتي أيضاً من الخارج حرصاً على رواد الفندق من أجانب ومواطنيين إذن الحل – أن نسمح لتلك الشركات أن تدير مبانينا الحكومية ذات التراث !! من إنتقال الحكومة السنية إلى العاصمة الإدارية .
مطلوب أن نبدء هناك من حيث إنتهى الأخرون ، وهم كثر حولنا.