مليشيات إيران تستبق مظاهرات البصرة بحملة اعتقالات

عربي ودولي

مليشيات إيران
مليشيات إيران


استبقت مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران وقوات أمنية عراقية المظاهرات المقررة، الأحد، بالبصرة؛ للمطالبة بإنهاء نفوذ طهران بحملة اعتقالات واسعة في المحافظة. 

 

وكان المئات من أهالي البصرة احتشدوا، مساء السبت، أمام مبنى المحافظة القديم في منطقة العشار وسط البصرة؛ احتجاجاً على نقص الخدمات وانعدام فرص العمل وسيطرة الأحزاب والمليشيات التابعة لإيران على موارد المحافظة وملاحقتها المستمرة للناشطين والمتظاهرين المطالبين بحقوق المحافظة وسكانها، وفرقت المليشيات المتظاهرين.

 

وقال النقيب عقيل كاظم، الضابط بشرطة البصرة لـ"العين الإخبارية"، إن "قوات مكافحة الشغب اعتقلت العشرات من المتظاهرين، لفرض الأمن وضبط الأوضاع داخل البصرة ومنع وقوع أعمال شغب، وحالياً الأوضاع تحت السيطرة والقوات الأمنية منتشرة في كل أنحاء البصرة".

 

وبحسب معلومات وفقاً "العين الإخبارية" من مصادرها داخل القوات الأمنية العراقية في البصرة، "شاركت قوة مكونة من مليشيات عصائب أهل الحق والنجباء وكتائب حزب الله العراق في فض تظاهرات البصرة".

 

وأكدت المعلومات أن "المليشيات هي التي أطلقت الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين ونفذت حملة اعتقالات عشوائية في صفوفهم".

 

وأشارت إلى أن "عناصر المليشيات المشاركة في تفريق التظاهرات كانت ملثمة، وما زالت عمليات ملاحقة المتظاهرين مستمرة من قبل المليشيات في عدد من أحياء البصرة".

 

وقال عضو تنسيقية المظاهرات في البصرة، أمجد المالكي، لـ"العين الإخبارية": "بعد ساعة من بدء المظاهرات، انطلق المتظاهرون في شوارع العشار قاصدين دار استراحة المحافظة، للاحتجاج السلمي على الأوضاع في المدينة، لكن قوات مكافحة الشغب وقوات الصدمة (قوة تابعة لشرطة طوارئ البصرة) اعترضت المتظاهرين واستخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، واعتقلت عدداً منهم".

 

وبيّن أن "ملاحقة المتظاهرين ومنعهم من التجمع من قبل القوات الأمنية استمرت حتى الساعة التاسعة مساء في شوارع المدينة".

 

وأكد المالكي أن "مطالب المتظاهرين تتمثل في إنصاف احتجاجات العام الماضي، ومحاسبة المتسببين، وتوفير الخدمات وفرص العمل، والمطالبة باستقالة الحكومة المحلية في المحافظة بشقيها التشريعي والتنفيذي، وإنهاء نفوذ المليشيات".

 

وفرقت القوات الأمنية تجمعاً لأكثر من ١٠٠ متظاهر على الطريق الرئيسي الرابط بين مركز مدينة البصرة وقضاء الزبير جنوب غربها، الذي يحتضن العديد من حقول وشركات النفط في المحافظة، وأغلقت الطريق بعد دعوات من المتظاهرين للتوجه، الأحد، إلى قطع الطرق المؤدية لحقول النفط.

 

 

 

وقال المتظاهر موسى المحمداوي لـ"العين الإخبارية" إن "قيادة العمليات البصرة (الجيش العراقي) أمهلت المتظاهرين نصف ساعة لإنهاء التجمع على طريق البصرة ـ الزبير، وبعد انتهاء المهلة فضت شرطة مكافحة الشغب التجمع بالقوة وضربت المتظاهرين بالعصي المطاطية، واعتقلت ٦ منهم لكنها أفرجت عن ٣ من المعتقلين فيما بعد".

 

ودعا ناشطون أهلي البصرة إلى تنظيم مظاهرة واسعة، الأحد، أمام مبنى محافظة البصرة الجديد في منطقة المعقل، وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها القوات الأمنية العراقية والمليشيات منذ مساء السبت، لمواجهة المتظاهرين ومنعهم من تنظيم المظاهرة.

 

وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات في البصرة منذ ٧ سبتمبر/أيلول الماضي، حين اقتحم محتجون مبنى القنصلية الإيرانية في المدينة، وأضرموا النار فيها، تزامناً مع إشعال متظاهرين النيران في 12 مقراً لمليشيا وحزب تابعين لطهران في المدينة.

 

وأمام ذلك، لجأت القوات الأمنية العراقية إلى إعلان منع التجوال، وشن حملة اعتقالات واسعة طالت المئات من الناشطين، ولا تزال مستمرة حتى الآن.