ملعب إفريقيا.. كيف هزمت جزائر بلماضي أسود التيرانجا"

الفجر الرياضي

بوابة الفجر



كتب: محمد داود الشناوي

بأداء كبير منتخب الجزائر يواصل عروضة القوية في بطولة أمم إفريقيا ويفوز علي منتخب السنغال بنتيجة 1-0، بدأت الجزائر المباراة بتشكيل مكون من مبولحي في حراسة المرمي، ماندي وبن العمري قلبين دفاع، عطال ظهير يمين، بن سبعيني ظهير أيسر، قديورة وفيجولي وبن ناصر في منتصف الملعب، محرز جناح أيمن، البلايلي جناح أيسر، بغداد بونجاح مهاجم صريح، وبالشكل الخططي 4-3-3.

وتزامنًا مع بطولة كأس الأمم الإفريقية يقدم "الفجر الرياضي" فقرة ثابته باسم "ملعب إفريقيا" لتحليل مباريات الكان بشكل مفصل وفيما يلي نقدم تحليلًا فنيًا لمباراة الجزائر والسنغال:

فيغولي والضغط العالي

بنفس تشكيل مباراة كينيا دخل جمال بلماضي مدرب الجزائر المباراة معتمدًا علي تفوق منتصف الملعب لديه والذي اظهر مستوي كبير في مباراة كينيا واستمرت عروضة الجيدة ضد السنغال، ضغط عالي من البداية وتحول الخطة إلي 4-4-2 أثناء الدفاع بتقدم فيغولي بجوار المهاجم السفاح بونجاح ليضغط الثنائي علي قلبي دفاع السنغال لتعطيل بناء الهجمات منذ البداية ومن خلفهم ستارة في وسط لملعب مكونة من محرز وبناصر وقديورة والبلايلي ليستكملوا عملية الضغط ويحققوا الزيادة العددية في منتصف الملعب.

خطورة ماني

نجح المنتخب الجزائري في أحتواء هجمات السنغال بشكل كبير لتلجئ أسود التيرانجا علي الأعتماد علي ساديو ماني من الجبهة اليسري وبالفعل قدم ماني أداء كبير وتفوق بشكل كاسح علي الظهير الأيمن عطال وبدأت خطورة السنغال تبلغ زروتها مع فشل الظهير الشاب في التعامل مع ماني ليتدخل بلماضي ويعطي تعليمات لمحرز بالرجوع لتأدية الأدوار الدفاعية رفقة عطال مع تواجد فيغولي في منتصف الملعب علي الجبهة اليمني الدفاعية لمحاولة قتل خطورة ماني وهو ما نجح فيه بلماضي في الهجمات المنظمة لكن ظلت الهجمات المرتدة لماني خطيرة للغاية.

أسباب تفوق الجزائر

الأداء المميز الذي ظهرت به الجزائر يعود الفضل فيه إلي تركيبة منتصف الملعب الممتازة والتي ربما هي الأفضل في الكان حتي الآن، أدوار كبيرة من قديورة كخط وسط مدافع في قطع الكرات والتعامل مع الهجمات المرتده وأمامه الثنائي فيجولي علي اليمين وبن ناصر على اليسار في مراكز خط الوسط المساند "Box To Box" بأدوار متوازنة بين الدفاع في عملية الضغط وأستخلاص الكرة وأغلاق الأطراف أمام الخصوم، والأدوار الهجومية بدعم الأجنحة وصناعة اللعب من عمق الملعب كما يؤدي فيغولي، والأهم ألتزام الأجنحة بتأدية الأدوار الدفاعية بمن فيهم رياض محرز كابتن ونجم الفريق.

الأندفاع البدني

الجزء الآخر من تفوق الجزائر كان بفضل القدرات البدنية العالية للاعبي الجزائر وتفوقهم في أغلب الكرات المشتركة حيث اظهر اللاعبين جدية كبيرة في الألتحامات وقاموا بعملية الضغط علي لاعبي السنغال لأستخلاص الكرة في كل مكان في الملعب بشكل مذهل.

شخصية بلماضي

وبالحديث عن الأندفاع البدني لا يمكن إنكار دور جمال بلماضي سواء في الأطار الفني أو بإنعكاس شخصيته على اللاعبين فالمدرب الذي يتمتعم بالروح العالية والعزيمة أو "الجرينتا" استطاع نقل كل هذه المشاعر للاعبية داخل الملعب فصاروا يقاتلون علي كل الكرات بشراسة لكن دون تهور وربما أحصائية الأخطاء تظهر مدي أندفاع لاعبي الجزائر حيث قاموا بـ 34 مخالفة في المباراة وهو رقم كبير للغاية في مقابل 18 خطئ قام به لاعبي السنغال.

معوقات الطريق

حتي الآن المنتخب الجزائري يسير بشكل ممتاز فلا يعيبة فنيًا سوي ضعف الجبهة اليمني الدفاعية، لكن الأختبار الأكبر سيكون في أستمرار المعدلات البدنية القوية والتي تمثل أحد أسرار التفوق الجزائري حتي الآن ورأينا في مباراة السنغال أن أول تبديل قام به بلماضي كان في الدقيقة 80 من زمان المباراة رغم أن المباراة شهدت مجهود بدني كبير من المنتخبين، أما الأختبار الأخير سيكون في قدرة بلماضي في التعامل مع دكة البدلاء العامرة بالنجوم خاصة ياسين ابراهيمي الذي شارك في المباراة الأولي كبديل ولم يشارك في الثانية وأسلام سليماني الذي لم يشارك في أي مباراة حتي الآن، فهل ينجح بلماضي في تجنب تلك المشاكل وأستمرار عروضه المميزة؟!