في الذكرى 24 لليلة الغدر.. كواليس انقلاب حمد بن خليفة على والده

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تأهب أمير قطر السابق، حمد بن خليفة، في السابع والعشرين من يونيو عام 1995، للإطاحة بوالده الأمير خليفة بن حمد آل ثاني، خلال سفر الأخير لقضاء عطلة في سويسرا، ليتربع الابن الغادر على عرش الأب الغافل، الذي لم يكتفي بالانقلاب فقط، بل طلب من الانتربول ملاحقة أبيه، وصادر أمواله، حتى أنه لم يتمكن من دفع إيجار فاتورة إقامته في سويسرا.

 

انقلاب حمد بن خليفة لم يكن نتاج لوثة طمع مفاجئة أصابته، وإنما تشي وقائع سابقة بأنها كانت مقدمات مخطط طويل نفذه الابن بهدوء ليتخلص من أي عائق على طريقه للوصول لمبتغاه، فعندما عين الشيخ خليفة بن حمد - الذي تولى حكم قطر بين عامي 1972 و1995 - ابنه عبد العزيز، الذي درس الاقتصاد في الولايات المتحدة، وزيرًا للنفط والمالية، وعين ابنه الأكبر حمد، الذي درس العلوم العسكرية في بريطانيا، وليًا للعهد ووزيرًا للدفاع وشئون الأمن، انتبه الأخير إلى أن شقيقه عبد العزيز يتحكم في المورد الأهم للدولة الصغيرة، وهو الغاز الطبيعي، فسعى إلى فصل إدارة موارد الغاز عن سلطة أخيه، ونقل مسئوليتها إلى أخ آخر موال له هو عبد الله بن خليفة.

 

صراع الأفاعي

 

وكشف موقع قطريليكس، المتخصص في الرد على أكاذيب ومزاعم دولة قطر، في وقت سابق، خلال فيديو جراف نشره، عبر حسابه الرسمي على موقع التدوين العالمي تويتر، أن خليفة بن حمد استشعر عدم ولاء أولاده فقرر مراقبتهم، وكلف رئيس المخابرات العقيد غازي الخطيب بالمهمة.

 

وأضاف موقع قطريليكس، أن التقارير حذرت من أطماع حمد ووصفتها بغير المحدودة، وعندما علم حمد بتحركات رئيس المخابرات استغلها لصالحه، مشيرًا إلى أن حمد بن خليفة أشاع محاولة انقلاب عمه سحيم على والده للخلاص منه، كما تمكن من إضعاف نفوذ أخويه عبدالعزيز وعبدالله، وأفرغ الساحة من منافسيه وأطاح بوالده.

 

 

وضع والده تحت الإقامة الجبرية

 

ولفت قطريليكس إلى أن حمد بن خليفة لم يكتفِ بالانقلاب على أبيه، بل طلب من الانتربول ملاحقته، وصادر أمواله، لدرجة أنه لم يتمكن من دفع إيجار فاتورة إقامته في سويسرا، موضحصا أن حمد بن خليفة منع آل ثاني من التواصل مع والده، أو تقديم أي دعم مالي له، وكان متخوفًا من أنصار خليفة، فضيق الخناق عليهم، وأراد إجباره على العودة لوضعه تحت الإقامة الجبرية، وأن خليفة قرر العودة لدفن زوجته في الدوحة فسقط بيد ابنه، الذي رفض جميع الوساطات لتخفيف الخناق على والده حتى مات حزنًا من عقوق ابنه.

 

قمع من قام  بمحاولة إعادة الشرعية

 

بينما أكد النقيب السابق في الشرطة القطرية، الشيخ راشد بن محمد بن حمد العمرة الغفراني، عن انقلاب أمير قطر السابق حمد بن خليفة على والده، والظروف التي صاحبت محاولة إعادته إلى الشرعية، قائلاً: "الشيخ خليفة كان معزولًا في بيته في الريان لمدة عام كامل، قبل أن ينقلب عليه ابنه حمد بن خليفة، ويستولي على الحكم، بتشجيع من حمد بن جاسم بن جبر".

 

وأضاف العمرة  "قبل الانقلاب كان حمد يسيطر على الحكم بشكل كامل، يُعيّن وزراء، وينقل وزراء.. وكانت كل الأمور بيده"،  لافتًا إلى أن المتهمين في محاولة إعادة الشرعية، تعرّضوا لـ"تعذيب شنيع، حيث كانوا يُعلّقون من اليدين والرجلين، ويضربون بالعصي"، علما بأن كثيرًا منهم تمت تبرئته لاحقًا.

 

وأوضح أن رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم بن جبر، "شهد زورًا خلال المحاكمات التي أُجريت بعد محاولة إعادة الشرعية، حيث حضر إلى المحكمة، وأقسم أن المتهمين كانوا ينوون قتل الشيخ حمد"، وذلك بحسب "سكاي نيوز عربية".