نهاية الديكتاتورية.. ماذا يفعل أردوغان بعد خسارة اسطنبول؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


احتفل الآلاف من المواطنين في اسطنبول بعد إعلان فوز أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري، برئاسة البلدية، متفوقا على مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلديريم، وكان إمام أوغلو قد فاز في الانتخابات التي أجريت في شهر مارس الماضي، لكن النتيجة ألغيت بعد أن ادعى حزب العدالة والتنمية حدوث مخالفات.

                                                                     

هزيمة كبيرة

 

في 24 من شهر يونيو لعام 2018، لم يخطر على بال أنصار الرئيس التركي الحالي الذين خرجوا إلى الشوارع ابتهاجا بفوزه في الانتخابات المبكرة أنهم سيحييون ذكرى هذا اليوم بعد عام فقط وهم في حزن شديد بعد خسارة مرشحهم في انتخابات بلدية إسطنبول.

 

وتعتبر هذه الهزيمة ضربة موجعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تطور مشواره في بلدية اسطنبول، إذ كان رئيسا لها بين عامي 1994 و1998، وسيطر حزبه على رئاستها لمدة 25 عاما.

 

أخطاء أردوغان

 

نشرت وكالة "بلومبيرغ"، أن الحسابات الخاطئة للرئيس التركي ساعدت أوغلو في هزيمة مرشح الحزب، بن علي يلدريم، الذي هزم أيضا في انتخابات إسطنبول الأولى في مارس الماضي قبل إلغاء نتائجها حيث رفض أردوغان  الإقرار بوجود غضب شعبي إزاء أدائه، وبعمق الأزمة الاقتصادية، فضلا عن سنوات من خطاب الاستقطاب الذي مارسه.

 

واستعرضت "بلومبيرغ"،أربعة "أخطاء أردوغانية" ساهمت في فوز إمام أوغلو بفارق كبير في انتخابات إسطنبول، عاصمة تركيا الاقتصادية: تأثرت توجهات الناخبين الأتراك بمستويات البطالة العالية واحتمال دخول البلاد في كساد مضاعف.

 

يعتقد كثير من الناخبين، ومنهم أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم،  أن نتائج الانتخابات الأولى التي فاز فيها أوغلو تعرضت للسرقة، لأن أردوغان رفض الهزيمة في صناديق الاقتراع، وقد خسر أردوغان أصوات القوميين الأتراك، بعدما سمح لزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، عبد الله أوجلان، بالتدخل في انتخابات إسطنبول، عبر رسالة وجهها لأكراد المدينة.

 

لاقى خطاب أوغلو التصالحي والداعي للوحدة لاقى صدى كبيرا لدى الناخبين الأتراك، بعد سنوات من خطاب الاستقطاب الذي تبناه أردوغان، واعتبر فيه المعارضين تهديدا للدولة.

 

الديكتاتورية

 

قال يوسف الشريف خبير في الشئون التركية، إن اليوم اكتشف في تركيا أن وزارة الاقتصاد غيرت قبل شهر فقط وفي صمت قانون تعيين رؤساء الشركات التابعة للبلديات.

 

أضاف الشريف في تدوينة علي حسابه "بتوتير"، أن التعيين يتم من قبل برلمان البلدية بعدما كان ذلك من صلاحيات رئيس البلدية، وهذه هي هدية أردوغان للديمقراطية بعدما خسر رئاسة أكبر البلديات، وحماية للفساد المستشري في هذه الشركات

 

التلاعب بالنتائج

 

أوضح يوسف الشريف، أن من أهم ما كشفته لنا انتخابات بلدية اسطنبول، هي الحيل التي لجأ إليها حزب العدالة والتنمية مع وكالة الاناضول لتغيير النتيجة في الانتخابات السابقة، فأصبح واضحا أن كل نتيجة كانت قريبة من 50% تم التلاعب بها، يعني استفتاء النظام الرئاسي، وانتخابات الرئاسة الاخيرة تركيا .

 

أضاف الشريف في تدوينة علي حسابه علي توتير، أن شركة ميتروبول لاستطلاعات الرأي في تركيا تقول أن 58% من الشعب يؤيدون العودة إلى النظام البرلماني، وإنهاء النظام الرئاسي، والرئيس اردوغان يقول أمس أنه لمس قبول ودعم الشارع لنظامه الرئاسي في الانتخابات، مازال يعيش في عالم أحلامه الخاص، فقد تواصله مع الشارع تماما.

 

ارتفاع الأسعار

 

أوضح يوسف الشريف، أن انتخابات بلدية اسطنبول انتهت فبدأ سيل ارتفاع الأسعار والضرائب، في يوم واحد: الشاي : 15 % السكر : 16 % ديزل: 7 % ، كما أن جميع الحكومات السابقة كانت تؤجل الضرائب لما بعد الانتخابات، لكن الفارق أن هذه الحكومة تستخدم أموال الضرائب في حملاتها الانتخابية، لذا فإن خزينة الدولة فارغة.

 

التجنيد

 

قال يوسف الشريف، إن برلمان تركيا يقر قانون التجنيد الجديد الذي طرحته الحكومة، والذي سيجعل البدل المالي ممكنا دائما، لمن لا يريد الخدمة العسكرية الإلزامية، بالإضافة إلى تقليص مدة الخدمة الإلزامية، مما سيؤدي إلى إنهاء خدمة 130 ألف مجند فورا، وتقليص العدد الكلي لأكبر ثاني جيش في حلف الأطلسي

 

أضاف الشريف، أن كثير من التعليقات التي تقرأها لرواد الإسلام السياسي من الموالين لأردوغان، تشير إلى أن على المعارضة أن تشكر اردوغان لأنه سمح لها بالفوز عليه في الانتخابات، وأن هذا هو دليل ديمقراطية أردوغان، وهذا يعكس النظرة القاصرة والتصور المشوه لدى هؤلاء تجاه الديمقراطية.