ترك بصمة رائعة مع المصريين.. ماذا تعرف عن عمر مكرم؟

تقارير وحوارات

عمر مكرم
عمر مكرم


يصادف اليوم 26 من الشهر الجاري، ذكرى قدوم عمر مكرم، أحد زعماء مصر الشعبيين، والذي ترك بصمته مع المصريين في الدفاع عن حقوقهم، وضرب أروع الأمثال أثناء مواجهة الاحتلال الفرنسي على مصر عام 1798، عندما جاء من الصعيد إلى القاهرة، لأول مرة، عام 1793، ذلك الشاب الذي لم يكن يعرف أنه على موعد مع القدر ليصبح زعيم أمه لازال اسمه ملصقًا بأهم شوارعها وميادينها العامة، لذا يرصد "الفجر"، أبرز المعلومات عن عمر مكرم، وذلك عبر السطور التالية.

من هو عمر مكرم؟
عمر مكرم بن حسين السيوطي هو زعيم شعبي مصري، وولد في أسيوط إحدى محافظات مصر سنة 1750، وتعلم في الأزهر الشريف، ولي نقابة الأشراف في مصر سنة 1793، وقاوم الفرنسيين في ثورة القاهرة الثانية سنة 1800. 

وكان له دور في تولية محمد علي شؤون البلاد، حيث قام هو وكبار رجال الدين المسلمين بخلع خورشيد باشا في مايو سنة 1805، وحينما استقرت الأمور لمحمد علي خاف من نفوذ رجال الدين فنفى عمر مكرم إلى دمياط في 9 أغسطس 1809، وأقام بها أربعة أعوام، ثم نقل إلى طنطا، وتقلد منصب نقيب الأشراف في مصر قبل أن تأتي الحملة الفرنسية عام 1793.

مولده
ولد عمر مكرم، في محافظة أسيوط عام 1750م، ثم انتقل إلى "القاهرة" للدراسة في الأزهر الشريف، وانتهى من دراسته وأصبح نقيبًا لأشراف مصر في زمنه، عام 1793م، وكان يتمتع بمكانة عالية عند العامة والخاصة.

بداياته
ظهر العالم العامل "عمر مكرم"، كقائد شعبي عندما قاد حركة شعبية ضد ظلم الحاكمين المملوكيين "إبراهيم بك" و"مراد بك"، عام (1210هـ = 1795م) ورفع لواء المطالبة بالشريعة والتحاكم إليها كمطلب أساسي كما طالب برفع الضرائب عن كاهل الفقراء وإقامة العدل في الرعية.

انجازاته وأعماله
تميزت حياة عمر مكرم بالجهاد المستمر، ضد الاحتلال الأجنبي، والنضال الدؤوب ضد استبداد الولاة وظلمهم، فتمكن بمساعدة عدد من رجال الدين المسلمين بخلع خورشيد باشا عام 1805، وتولية محمد علي، بدلًا منه، وحينما استقرت الأمور لمحمد علي في توليه لأمور البلاد، خشى من نفوذ مكرم فنفاه إلى دمياط في 9 أغسطس 1809، وأقام بها أربعة أعوام، ثم نقل إلى طنطا.

فعندما اقترب الفرنسيون من القاهرة سنة 1798م قام السيد عمر مكرم بتعبئة الجماهير للمشاركة في القتال إلى جانب الجيش النظامي "جيش المماليك في ذلك الوقت "، وفي هذا الصدد يقول الجبرتي "وصعد السيد عمر مكرم أفندي نقيب الأشراف إلى القلعة فانزل منها بيرقًا كبيرًا اسمته العامة البيرق النبوي فنشره بين يديه من القلعة إلى بولاق وأمامه ألوف من العامة " ويعلق الرافعي على ذلك بقوله: ”وهذا هو بعينه استنفار الشعب إلى التطوع العام بعد هجمات الغازي المغير والسير في طليعة المتطوعين إلى القتال “.

وعندما سقطت القاهرة بأيدي الفرنسيين، عرض عليه الفرنسيون عضوية الديوان الأول إلا أنه رفض ذلك، بل فضل الهروب من مصر كلها حتى لا يظل تحت رحمة الفرنسيين.

مواقفه تجاه الشعب
وكانت مواقفه في الدفاع عن الشعب ضد المماليك والفرنسيين والإنجليز جعلتهم يرونه زعيما وطنيًا، وخلال الحملة الفرنسية قاد المقاومة الشعبية وتحديدًا موقعة الأهرام الشهيرة، وبعد سيطرتهم عرضوا عليه منصب عضوية الديوان فرفضها وسافر إلى سوريا.

وعقب مغادرة البلاد للمرة الثانية قامت السلطات الفرنسية بمصادرة أملاكه جزاءً على قيادته للثورة، وبعد جلاء الفرنسيين عن مصر عاد إليها ليخوض معركة أخرى مع الإنجليز وتحديدًا حملة فريزر ونجح تلك المرة في هزيمتهم في رشيد وأخرجهم من مصر.

ورغم مشاركته في القضاء على المماليك والانجليز والفرنسيين، إلا أنه عقب تولي محمد علي حكم البلاد واستقرار الأوضاع قرر الاستغناء عنه خوفًا من نفوذه، فنفاه إلى دمياط في 9 أغسطس 1809 والتي ظل بها قرابة 10 أعوام وبعدها عاد إلى القاهرة فاستقبله الشعب استقبال الفاتحين، ليتم نفيه مرة أخرى إلى طنطا الا أنه توفي في نفس العام الذي نفى فيه وهو 1822.

كما خلدت وزارة الأوقاف اسمه بإطلاقه على مسجد "العبيط" بميدان التحرير، بعد أن قامت بتوسعته، تقديرا للدور الذي لعبه في الحياة السياسية.

وفاته
استمر عمر مكرم في منفاه ما يقرب من 10 سنوات، وعندما حضر إلى القاهرة في9 من يناير 1819م ابتهج الشعب به ولم ينس زعامته له، وتقاطرت الوفود عليه، أما الرجل فكانت السنون قد نالت منه؛ فآثر الابتعاد عن الحياة العامة، ورغم ذلك كان وجوده مؤرقًا لمحمد علي؛ فعندما انتفض القاهريون في مارس 1822م ضد الضرائب الباهظة نفاه محمد علي ثانية إلى خارج القاهرة؛ خوفًا من أن تكون روحه الأبية وراء هذه الانتفاضة، لكن الموت كان في انتظار الزعيم الكبير حيث توفي في ذلك العام بعد أن عاش آلام الشعب، وسعى لتحقيق آماله، وتحمل العنت من أجل مبادئه.