صحيفة: التحقيقات الفرنسية تؤكد تورط أمير قطر في ملفات فساد رياضية

عربي ودولي

أمير قطر
أمير قطر


بعدما ظل 15 ساعة كاملة رهن التحقيقات، أطلقت السلطات الفرنسية سراح الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ميشال بلاتيني، بعد استجوابه في إطار تحقيق حول فساد في منح قطر حق استضافة مونديال 2022، حيث كشفت إجابات نجم منتخب فرنسا السابق، عن تورط مباشر لأمير قطر تميم بن حمد في الصفقة المشبوهة.

 

وعادت السلطات الفرنسية لتفتح مرة أخرى، واحدة من أكبر الجرائم الرياضية على مستوى كرة القدم والألعاب الأولمبية، التي كشفت التحقيقات والتقارير بأنها مرتبطة بقطر وتحوم جميعها حول مأدبة غداء الأمير تميم بن حمد آل ثاني مع ميشال بلاتيني، ونيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي السابق، والتي كانت بداية لفساد تغول في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وانتقل إلى الأوروبي ومنها إلى الاتحاد الدولي لألعاب القوى.

 

صحيفة "ديلي ميل" البريطانية كشفت في تقرير لها، عن الشرطي الفرنسي المسؤول عن تحقيق الفساد الرياضي، ويدعى جان إيف لورغويل، والذي تولى استجوب بلاتيني، حول فساد مونديال 2022 في قطر، وسبق أن وضع لامين دياك، الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى رهن الإقامة الجبرية في باريس منذ 2015، أيضا بخصوص قضايا فساد مرتبطة بقطر.

 

وخضع بلاتيني لاستجواب استمر نحو 15 ساعة كاملة، تحت إشراف الشرطة الفرنسية لمكافحة الفساد، حيث أشارت الصحيفة إلى أن بلاتيني اعتاد على مثل هذه الإهانات، منذ طرده من منصبه السابق، بسبب قضايا الفساد ورشاوى مع أمير قطر والسويسري سيب بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

 

تقارير إعلامية فرنسية أشارت إلى أن السلطات في باريس، أخضعت أيضا عددا من مسؤولي الرياضة إلى عدة تحقيقات مع زميلهم بلاتيني، كما حرصت على تجنب أي اتصال بين بلاتيني وزملائه الموقوفين، حتى يتمكنوا من مقارنة روايات مأدبة الغداء المشهورة، والتي جمعت بلاتيني بأمير قطر الحالي الأمير تميم بن حمد آل ثاني، بجانب ساركوزي في قصر الإليزيه في 23 نوفمبر 2010، قبل أيام من حسم ملف مونديال 2022 لمصلحة قطر.

 

وجرى الغداء قبل 9 أيام من تصويت بلاتيني لقطر، بصفته عضوا في اللجنة التنفيذية للفيفا، وتم استجواب المسؤول الفرنسي السابق، حول اجتماع مأدبة الغداء، وبيع باريس سان جيرمان إلى الملاك القطريين، عن طريق شركة تعتبر الذراع الرياضي لقطر.

 

وبحسب مجلة "كرة القدم الفرنسية" دار الاجتماع حول استحواذ القطريين على فريق باريس سان جيرمان، الذي اشتراه القطريون في يونيو 2011، بجانب زيادة الأسهم القطرية في مجموعة "Lagardere" الإعلامية، بالإضافة إلى إنشاء قناة رياضية خاصة بفرنسا "بي إن سبورتس فرانس".

 

إلى ذلك، أعلنت السلطات القضائية في العاصمة الفرنسية باريس يوم الاثنين توجيه اتهامات فساد ضد لامين دياك الرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى، وأمر قضاة التحقيق برفع دعاوى قضائية ضد السنغالي دياك "86 عاما" ونجله بابا ماساتا دياك.

 

وسبق أن واجه الاتحاد الدولي لألعاب القوى أزمة في عام 2015، عندما انتهت فترة رئاسة دياك، التي استمرت 16 عاما، وبدأت السلطات الفرنسية تحقيقات بشأن ادعاءات رشوة وغسل أموال.

 

ويخضع لامين دياك للإقامة الجبرية في باريس منذ عام 2015، كجزء من تحقيق مستمر في شبكة من الفساد عبر الرياضة، حيث تشتبه الشرطة الفرنسية في أنه بيع العديد من الأحداث الرياضية الكبرى، خلال العقد الماضي، بسبب الفساد الموجود داخل "فيفا" واللجنة الأولمبية والدولية واتحاد ألعاب القوى.

 

وارتبط اسم لامين دياك بعملية غسل أموال تمت عبر حسابات مصرفية فرنسية، قبل أن يعود إلى وطنه السنغال، ولكن أخرجت ضده مذكرة اعتقال دولية، وترى الشرطة الفرنسية أن لامين دياك استخدم نفوذه لمحاولة إبطاء عملية التحقيق ضد الرياضيين الروس بخصوص النتيجة الإيجابية لاختبار المنشطات.

 

وتم حظر لامين دياك من رئاسة الاتحاد الدولي لألعاب القوى مدى الحياة، وتورط معه ابنه بسبب الفساد أيضا.

 

وكشفت السلطات الفرنسية عن أن لامين دياك متورط في قضية فساد مرتبطة بقطر، حيث تم الربط بين جلسة غداء بلاتيني وساركوزي مع أمير قطر الحالي، وتم بعدها شراء نادي باريس سان جيرمان، مع تورط شركات مرتبطة بلامين دياك في تلقي دفعات تبلغ قيمتها 3.5 مليون دولار، وجاء هذا المبلغ مباشرة بعد أن قرر الاتحاد الدولي لألعاب القوى برئاسة لامين دياك منح الدوحة حق استضافة بطولة العالم لألعاب القوى 2019.

 

وتؤكد "ديلي ميل" البريطانية أن ناصر الخليفي، رئيس باريس سان جيرمان، والمالك الظاهري لقنوات "بي إن سبورتس" القطرية، مشتبه به في قضايا فساد مونديال ألعاب القوى 2019، إلى جانب يوسف العبيدلي عضو مجلس إدارة باريس سان جيرمان والرئيس التنفيذي لقنوات "بي إن سبورتس".

 

وبينما لا يزال شبح استضافة قطر لكأس العالم يطارد أيقونة كرة القدم الفرنسية، قال محامي بلاتيني إن موكله بريء، وأشار إلى أن ما حدث ليس احتجازاً، وإنما هي رغبة من المحققين في سماع أقوال بلاتيني كشاهد.

 

التحقيقات تحوم أيضاً حول اثنين من معاوني الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، كلود جيون وصوفي ديون استجوبتهما الشرطة.

 

وبعدما سرقت عصابة الدوحة شرف تنظيم بطولة كأس العالم 2022، عبر أمواله الخبيثة التي ملأت أرجاء الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، منذ عام 2010، عادت القضية لتحلق في الأفق مرة أخرى بعدما ألقت الشرطة الفرنسية القبض على ميشيل بلاتيني، الرئيس السابق لاتحاد اليويفا، ليلحق به أيضا اثنين من مستشاري الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي.

 

التحركات الفرنسية المكثفة تزايدت بعدما كشفت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية منذ أشهر قليلة، أن قطر دفعت حوالي 880 مليون دولار كإجمالي مبالغ للحصول على حق تنظيم المونديال، في واحدة من أكبر عمليات الفساد في تاريخ كرة القدم.

 

وتظهر الوثائق التي نشرتها صحيفة "صنداي تايمز" أن الاتحاد الدولي وقع عقدا سريا مع شبكة الجزيرة المملوكة من قطر، في 2010 مع انتهاء حملات الترشح لاستضافة كأس العالم، قبل 3 أيام من التصويت على نهائيات 2022.

 

وقد تضمن العقد رسما قدره 100 مليون دولار (77 مليون جنيه إسترليني) يدفع في حساب معين لفيفا، إذا فازت قطر في استضافة مونديال 2022، إذ أوضحت "صنداي تايمز" أيضا أن بلاتر والأمين العام السابق للفيفا الفرنسي جيروم فالك وقعا العقد بعد أسبوع من التصويت لقطر، التي قدمت مبلغ 480 مليون دولار إضافية للفيفا بعد ذلك بثلاث سنوات.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا العرض يمثل تضاربا كبيرا في المصالح بالنسبة للفيفا وخرقا لقواعدها؛ حيث كانت قناة الجزيرة يملكها ويسيطر عليها أمير قطر آنذاك حمد بن خليفة آل ثاني، الذي كان المحرك الرئيسي للحملة.

 

واطلعت الصحيفة أيضا على نسخة من عقد ثانٍ لحقوق البث التلفزيوني مقابل 480 مليون دولار أخرى عرضتها قطر بعد 3 سنوات أي عام 2013؛ قبل فترة وجيزة من إطلاق الفيفا تحقيقها الذي استمر فترة طويلة في فساد عملية التصويت والتلاعب بالنتائج، وهذا العقد هو الآن جزء من تحقيق الرشوة الذي تجريه الشرطة السويسرية.

 

وكان السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، قد جدد في تصريحات أن منح قطر تنظيم مونديال 2022، تم بعد تدخل من جانب الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، لدى مواطنه ميشيل بلاتيني، الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

 

تأكيدات بلاتر بأن عصابة الدوحة خطفت بطولة كأس العالم بعد تدخل سياسي، تجددت مرة أخرى لتذكر العالم بجرائم الفساد والعبث القطري الذي حول اللعبة الشعبية الأكثر في العالم إلى مستنقع للمال الخبيث والأهداف المارقة.

 

تصريحات جوزيف بلاتر الأخيرة، توافقت مع فضائح مالية تورط فيها نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا السابق مع الإمارة الصغيرة، وكذلك الأمين العام السابق للاتحاد الأوروبي ورئيس الفيفا الحالي السويسري جياني إنفانتينو.

 

إذ كشفت صحيفة "سبورت" الإسبانية في نوفمبر 2018، أن "ساركوزي" طلب من قطر ضخ أموال في فرنسا مقابل مساعدة الدولة في الفوز بحق تنظيم مونديال 2022، حيث أكد التقرير أن الرئيس الفرنسي السابق بمساعدة ميشيل بلاتيني طلب من تميم العار أن يشتري نادٍ في فرنسا، ويطلق نسخة فرنسية للقناة "بي إن سبورت" داخل باريس مقابل حصول قطر على حق استضافة كأس العالم 2022، وهو ما حدث في النهاية.

 

وكان الموقع قد كشف أيضا عن تدخل "ساركوزي" مع إنفانتينو بالتعاون مع ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، للتستر عليه بعد انتهاك قوانين اللعب المالي النظيف، عقب صفقتي نيمار وكيليان مبابي.