"قاتل الأطفال في الهند".. ‎تعرف على فيروس التهاب الدماغ الحاد

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تواجه الهند فيروس التهاب الدماغ الحاد، حيث قتل الفيروس 129 طفل من أطفال الهند، قد فشلت وزارة الصحة الهندية في احتواء أزمة الفيروس بسبب نقص الرعاية الصحية وغياب احتياطات مكافحة العدوي، تستعرض "الفجر" أهم المعلومات عن الفيروس الغامض .

الضحايا
توفي 129 طفلا على الأقل بسبب فيروس التهاب الدماغ الحاد في بلدة مظفربور بولاية بيهار الواقعة، في شرق الهند منذ تفشي الوباء بها، في وقت سابق من الشهر الجاري، وكان عدد الوفيات بالمرض قد بلغ 97 حالة يوم أمس الاثنين في البلدة التي يقترب عدد سكانها من 350 ألف نسمة.

بداية المرض 
اكتشف خبراء الصحة الفيروس لأول مرة عام 1999 في قرية ماليزية تسمى "نيباه"، وبذلك أخذ الفيروس اسمه من تلك القرية، وفق معلومات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة.

وكان الفيروس يصيب في الغالب مزارعي الخنازير، وأولئك الذين كانوا على اتصال بها، حيث أصيب عند اكتشافه أكثر من 300 شخص في ماليزيا وسنغافورة، وتوفي بسببه أكثر من 100 آخرين.

وقد دفع تفشي الفيروس قبل نحو 20 عاما المزارعين إلى قتل أكثر من مليون خنزير والتخلص منها في دول مثل بنغلادش وماليزيا وسنغافوة، في محاولة للقضاء على الفيروس الفتاك.

عودة الفيروس
ظهر الفيروس مجددا في بنغلادش بين عامي 2001 و2007، لكن السبب هذه المرة لم يكن الخنازير، فقد تم الكشف عن عدد من المصابين بالفيروس بعد شرب سوائل ثمار ملوثة كانت الخفافيش الحاملة للفيروس تشربها أيضا.

وهكذا بات انتقال فيروس "نيباه" إلى البشر ممكنا عبر التماس المباشر مع الخفافيش المصابة أو الخنازير الحاملة له، أو من خلال الاتصال مع أشخاص آخرين مصابين بالفيروس.

الأعراض
يعاني المصابون بفيروس "نيباه" من أعراض المرض بسرعة كبيرة، وتشمل هذه الأعراض: الحمى والنعاس والقيء والارتباك العقلي، ويقول الخبراء في منظمة الصحة العالمية، إن هذه أعراض الإصابة بفيروس "نيباه" يمكن أن تتطور إلى غيبوبة لدى المرضى في غضون 24-48 ساعة.

وقد يعاني المصاب أيضا بهذا الفيروس، من السعال أو صعوبة في التنفس، ومع تقدم المرض تظهر أعراض جديدة من بينها الاهتزاز، الذي تصعب السيطرة عليه، والتهاب الدماغ أو تورمه.

وقال شيليش براساد سينغ كبير مسؤولي الولاية بقطاع الصحة في مظفربور لرويترز في اتصال هاتفي، "تلقيت أحدث أرقام بعد الظهر وطبقا لأحدث تقرير لدي 129 طفلا توفوا حتى الآن".

مضاعفات المرض 
يمكن أن يؤدي الالتهاب إلى إصابة في الدماغ، والتي من المحتمل أن تؤدي إلى الغيبوبة أو الوفاة، والتشوش أو الهيجان أو الهذيان،  وفقدان الإحساس أو شلل بعض مناطق الوجه أو الجسم، وضعف العضلات ومشكلات في الكلام أو السمع
وفقدان الوعي.

قد تستمر المضاعفات الأخرى وتشمل: إرهاقًا مستمرًا، وضعف العضلات أو انعدام التناسق العضلي تغييرات في الشخصية، ومشاكل الذاكرة الشلل، وعيوبًا في السمع أو الإبصار، وصعوبات في النطق والكلام، وانتفاخًا في البقع الرخوة (اليافوخ) من جمجمة الرضيع، وتيبس الجسد ، وسوء التغذية أو عدم الاستيقاظ من أجل الطعام .


أنواعه
يوجد نوعان رئيسيان من أنواع التهاب الدماغ: التهاب الدماغ الأولي، وتحدث هذه الحالة عندما يصيب فيروس أو أي عامل آخر الدماغ مباشرةً، ويمكن أن تتركز العدوى في منطقة واحدة أو تنتشر، وقد تكون العدوى الأولية إعادة تنشيط الفيروس الذي كان غير نشط بعد مرض سابق.


بينما النوع الثاني :التهاب الدماغ الثانوي، وتحدث هذه الحالة نتيجة لرد فعل معيب في جهاز المناعة، الذي يهاجم أماكن أخرى من الجسم بدلاً من مهاجمة الخلايا التي تسبب العدوى فقط، فإن الجهاز المناعي يهاجم أيضًا الخلايا السليمة في الدماغ عن طريق الخطأ، ويحدث التهاب الدماغ الثانوي، الذي يُعرف أيضًا باسم التهاب الدماغ التالي للعدوى، عادةً بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة الأولية.


احتياطات الوقاية 
الوسيلة الأمثل لتلافي الإصابة بالتهاب الدماغ الفيروسي، هي اتخاذ الاحتياطات لتجنب التعرض للفيروسات التي قد تسبب هذا المرض: وهي ممارسة نظافة جيدة، اغسل يديك بشكل متكرر، وخاصة بعد استخدام المرحاض، لا تشارك في استخدام أدواتك مع آخرين.

ولا تشارك مع آخرين في استخدام أدوات المائدة، ولقن أطفالك عادات جيدة، وتأكد من مزاولتهم لممارسات النظافة الجيدة، وتجنبهم لمشاركة أدواتهم مع آخرين في المنزل والمدرسة، واحصل على تطعيمات ضد الأمراض. 

العلاج 
ولا يوجد علاج أو لقاح للحماية من هذا الفيروس حتى الآن، وتشير معلومات منظمة الصحة العالمية إلى أن فيروس "نيباه" يمكن أن يتسبب في وباء عالمي، وتضعه مع "إيبولا" و"زيكا" نفس القائمة.