محمد ناسه يكتب: أكاذيب قطرية تسهتدف تعكير صفو العلاقات الإماراتية السودانية

مقالات الرأي

بوابة الفجر



كارت أحمر لقطر من السودان.. تستمر محاولات النظام الحاكم في الدوحة، لصق التهم والأكاذيب لدولة الإمارات العربية المتحدة، وآخرها اختلاق أكاذيب بشأن مزاعم أطماع إماراتية في السودان، من أجل إحداث بلبلة لتعكير صفو العلاقات الإماراتية السودانية.

ولكن الفيلم القطري باء بالفشل وتلقى تنظيم الحمدين صفعة مدوية جديدة ويأتي ذلك بسبب وعي الشعب السوادني لما يُحاك حول البلاد من مؤامرة قطرية لإيقاع البلاد في بحور الدم والفوضى الخلاقة.

وأعلنت الإمارات عبر كبار مسؤوليها أنها تدعم الانتقال السلمي للسلطة في السودان، عقب قرار الشعب بالإطاحة بنظام عمر البشير، مؤكدة ً أن مشاوراتها مستمرة كافة مكونات المعارضة السودانية ومع المجلس العسكري الانتقالي؛ للمساهمة في دعم الانتقال السلمي بما يحفظ الدولة ومؤسساتها في السودان، مشددةً على أن السودان تمر بمرحلة حساسة بعد سنوات دكتاتورية البشير والإخوان –المدعومين من قطر وتركيا-. 

وفي شهر إبريل الماضي أعلنت المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، تقديم حزمة مشتركة من المساعدات لجمهورية السودان، يصل إجمالي مبالغها إلى 3 مليارات دولار أميريكي، وشملت حزمة المساعدات تقديم 500 مليون دولار من البلدين كوديعة في البنك المركزي السوداني. 

وتأتي هذه الخطوة لتقوية مركزه المالي، وتخفيف الضغوط على الجنيه السوداني، وتحقيق مزيد من الاستقرار في سعر الصرف، وتلك المبادرة شهدت إثناء كبير من الشعب السوداني جراء موقف أشقاءهم الداعم لوحدة واستقرار السودان.

وخلال لقاءه برئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد دعمه للسودان، في ظل الظروف والمتغيرات التي يمر بها لحفظ أمنه واستقراره ويحقق طموحات شعبه، ويؤدي إلى الانتقال السياسي السلمي في إطار من التوافق.

ولكن الدعم الإماراتي للسودان لم يكن جديد فالمواقف الخيرية لـ"عيال زايد" لم تنقطع أبدًا عن أبناء الخرطوم، فجمهورية السودان كانت من أوائل الدول التي أقامت معها أبوظبي علاقات دبلوماسية وكان ذلك في ديسمبر 1971، وقام -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بزيارته الرسمية الأولى للسودان في 29 فبراير 1972 بعد حوالي شهرين ونصف من قيام الاتحاد الإماراتي، حيث زار فيها كافة ولايات السودان واستقبل استقبالات رسمية وشعبية حاشدة.

كما كان الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري، أول رئيس دولة يزور الإمارات في 23 أبريل 1972، ناهيك عن أن الإمارات العربية المتحدة تعتبر من بين أهم الدول المضيفة لجالية سودانية، وهي جالية مرحب بها وذات كفاءة عالية، وتحظي بالتقدير والاحترام.

وفي عهد عمر البشير – الرئيس السوداني المعزول شهدت العلاقات بين الإمارات والسودان تطورا مطردا وانعكس ذلك علي حجم التجارة والاستثمار بين البلدين، حيث ارتفع حجم الاستثمارات الإماراتية في السودان لتصل إلى قرابة 5 مليارات دولار، وساهم في ذلك مشاركة القطاع الخاص الإماراتي في المشاريع الاستثمارية، والتي شملت مختلف القطاعات الاقتصادية الصناعية والزراعية والخدمية.

واحتلت السودان – في عهد البشير- موقعا متقدما في التبادل التجاري مع الإمارات في قيمة التجارة غير النفطية لأبوظبي مع الدول العربية، كما أصبحت دولة الإمارات شريكا تجاريا مهما للسودان، وقدمت الإمارات العديد من المساعدات الاقتصادية للسودان، إما في شكل منح أوقروض ميسرة، وذلك إسهاما في مشروعات التنمية، وكان آخرها وديعة قدرها 500 مليون دولار قدمتها أبوظبي لبنك السودان المركزي، للمساهمة في دعم الاقتصاد السوداني.

ومما سبق يتضح أن الدعم الإماراتي للسودان لم يكن في الوقت الحالي، ولكن أبواق تنظيم الحمدين تُحاول الوقوف ضد إرادة الشعب السوداني عبر اختلاق الأكاذيب ودعم بعض الشخصيات التي تدعي أن ما يهمها هو السودان – وهو على عكس الواقع بالطبع-.