يوسف داوود فنان مسيحي ألقى خطبة الجمعة على الجنود بعد نكسة 67

الفجر الفني

يوسف داوود
يوسف داوود


من القصص الشهيرة التي حدثت للفنان الراحل يوسف داوود، في فترة تجنيده، أنه رغم كونه مسيحي الديانة، إلا أنه قام بإلقاء خطبة الجمعة للجنود في الجيش، ففي أحد المواقع الحصينة بعد نكسة 67 تمركزت كتيبة من الكتائب خلف خطوط العدو، في هذه الكتيبة كان يوسف داوود جنديًا، يرابط على الحدود للحفاظ على تراب الوطن، وفي يوم جمعة، ذهب كل من في المعسكر لـتأدية الصلاة.


 وبعد انتهاء قرآن ما قبل الجمعة ظل الجميع يترقب من يصعد للمنبر للخطبة، كان أغلب من في الكتيبة يعرفون قدرة يوسف على الكلام، دعاه بعض الزملاء لإلقاء الخطبة، لا يعرف ماذا يفعل، بعد قليل قرر أن يتصدى للخطبة وقد كان، وبدأ يتكلم عن التماسك بين أبناء الوطن والوحدة.


بينما يُلقي يوسف الخطبة دخل قائد الكتيبة ليُصلي، أصابه الذهول، من هذا الذي يخطب على المنبر؟ القائد يتقدم نحو الخطيب، يوسف رآه وعرف ما يدور في ذهنه، فهو الشخص الوحيد في الكتيبة الذي يعرف أنه مسيحي، القائد دعاه للنزول وهو يبتسم، يوسف قال: "أنا قلت أنقذ الموقف يا أفندم"، رد القائد: "وأنت إيه اللي دخلك الجامع أصلًا؟ يا يوسف أنا أعرف أن عقلك وقلبك متعلق بالله، بصرف النظر عن الديانة، وأعرف حبك لتقمص الشخصيات، لكن يجب ألا يصل هذا، إلى تقمصك لدور خطيب وتصعد لتخطب في المصلين وأنت مسيحي"، يبتسم يوسف، ويرد: "عندك حق يا أفندم"، نظر له القائد وقال: "موعد إجازتك بكرة.. أنت محروم من الإجازة عقابًا لك على ما فعلته".