ضابط سابق بالجيش الأمريكي: استرضاء إيران سياسة عقيمة وحمقاء

عربي ودولي

إيران
إيران


أكد الضابط البارز السابق في الاستخبارية في الجيش الأمريكي طوني شافر، أنه منذ انتشرت الأخبار عن إسقاط إيران الطائرة الأمريكية دون طيار، ظهر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان محقاً طوال الوقت.

 

النظام الإيراني التسلطي ليس مهتماً بالسلام والديبلوماسية لذلك سيشجعه تخفيف العقوبات فقط على التصرف بمزيد من العدوانية وكتب شافر في صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أنه لا يمكن الثقة في النظام الإيراني وأن الاسترضاء لم يكن يوماً حلاً عملياً أو واقعياً.

 

وأضاف شافر الذي يرأس اليوم مركز لندن للأبحاث السياسية أنه حين أعلن ترامب انسحابه من الاتفاق النووي في العام الماضي، انتقد معارضوه استراتيجيته عالياً، متحججين بأن الاتفاق الذي وُقع في عهد سلفه باراك أوباما كان السبيل الوحيد لاحتواء طموحات إيران النووية.

 

سياسة الاسترضاء

لكن ومنذ ذلك الحين، أظهرت إيران أن تشكيك ترامب في سياسة الاسترضاء التي اعتمدها أوباما كان مبرراً بالكامل. فهم ترامب بوضوح أن طهران كانت تستخدم الاتفاق غطاءً فقط لتعزيز تطلعاتها النووية وأنها افتقدت إلى النية في تعديل سلوكها.

 

لم يعالج الاتفاق نشاطات إيران الجيوسياسية العدوانية، ولم يقدم أي حافز ذي مغزى لمنع هذه الدولة من الترويج للمنظمات الإرهابية، أو تهديد الحلفاء الأمريكيين في المنطقة.

 

أرضية صلبة

حين انسحب ترامب من الاتفاق قال إنه كان يفترض أن "يحمي الولايات المتحدة وحلفاءنا من جنون القنبلة النووية، وهي سلاح ستضع فقط نجاة النظام الإيراني تحت الخطر".

 

وأضاف الرئيس الأمريكي أنّ الاتفاق "سمح لإيران بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم، ومع مرور الوقت، الوصول إلى حافة الاختراق النووي".

 

بعبارة أخرى، كان الاتفاق فعلاً طريقاً مفتوحاً وصلباً لإيران كي تطور تكنولوجيا الأسلحة من داخل خطة العمل الشاملة المشتركة. تأسست مخاوف ترامب على أرضية صلبة.

 

حتى قبل مغادرته الاتفاق، برهنت الاستخبارات الإسرائيلية على أن إيران كانت تكذب حين أصرت على أنها تريد التكنولوجيا النووية لإنتاج الطاقة. اعترف الإيرانيون علناً بخططهم لخرق الاتفاق في ظرف أيام. وعوض إعادة التفاوض حوله كما عرض ترامب مراراً، أو الالتزام بشروط معاهدة حظر الانتشار التي وقعتها في 1968، تسير إيران نحو تخطي الحدود المفروضة على مخزونها من اليورانيوم المخصب وفقاً لاتفاق 2015.

استفزاز لا يتوقف

كما قال ترامب في السنة الماضية، فإن رفع العقوبات عن إيران سمح للديكتاتورية باستخدام الأموال لبناء الصواريخ ودعم الإرهاب و "التسبب في الفوضى على امتداد الشرق الأوسط، وما أبعد". ومنذ ذلك الحين، استمرت الاستفزازات الإيرانية دون توقف. لم يكن هنالك حدود للبحث والتطوير لبرنامج إيران الصاروخي البالستي الذي يستمر على مستوى إمكانات التسليم للأسلحة النووية.

 

سخافة وابتزاز

الموقف الرسمي الإيراني سخيف بشكل وضيع. لقد سحب ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق لأن النظام الإيراني كان فعلاً يخرق القانون الدولي، وتسعى طهران الآن إلى ابتزاز العالم بالتهديد بارتكاب مزيد من الخروقات للاتفاق الذي لم تأخذه قط على محمل الجد.

 

إن الهجوم المتهور على ناقلتي النفط التجاريتين في الخليج، يثبت وجهة النظر التي عبر عنها ترامب، فالنظام الإيراني التسلطي ليس مهتماً بالسلام والديبلوماسية، لذلك سيشجعه تخفيف العقوبات فقط على التصرف بمزيد من العدوانية.

 

لم يكن للانسحاب الأمريكي من الاتفاق أن يصحح السلوك الإيراني بحد ذاته، لكنه أوقف الممارسة الخطيرة الكامنة في مكافأة طهران على تمردها.

 

كان محقاً في قتل الاتفاق

وطالب شافر الحلفاء الأمريكيين بالحذو حذو واشنطن وإنهاء الاتفاق النووي، وإعادة فرض عقوباتهم على النظام، والمطالبة باتفاق متعدد الأطراف وقابل للتنفيذ ويكون ضامناً لمنع إيران إلى الأبد من الحصول على الأسلحة النووية.

 

كان ترامب محقاً في قتل الاتفاق. إن الثيوقراطية الإيرانية التوتاليتارية، تتصرف تماماً كما توقع، مذكرة العالم بأن الاسترضاء، استراتيجية عقيمة وحمقاء.