د.حماد عبدالله يكتب: أتمنى عودة"الكليم" إلى مصر !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية


هذه الصناعة الحرفية اليدوية إشتهرت فى بعض بلاد الشرق الأوسط والأدنى وأيضاً فى جنوب شرق أسيا لكن يعود شهرة السجاد الإيرانى إلى بعض مدن ومراكز حرفية أيرانية سميت بها العقدتين الرئيسيتين فى السجاد وهى عقدة "سينا" وعقد "جورديس" وهذه العقد فى السجاد هى المكونة للوبرة –وهى أيضاً التى تميز سجادة عن أخرى وبزيادة عدد العقد فى السنتيمتر الواحد يزداد قيمة السجادة ولعل مدينة "سينا" ومدينة "جورديس" فى إيران هم أصل هذه الصناعة الوطنية القديمة وإنتقلت إلى بقية مدن وقرى الشرق الأوسط وكانت لمصر شهرة كبيرة فى صناعة السجاد اليدوى وخاصة فى الوجه البحرى "فوه ، وقرية أبى شعرة ، وقرى المحلة الكبرى ومطروح وأيضاً فى "بورتوس" "شبين القناطر" وفى الجنوب حيث إشتهرت بعض المدن مثل أخميم وأسيوط والخارجة بالوادى الجديد وأخيراً الباشندى فى الواحة الداخلة وتعتمد صناعة السجاد اليدوى على الصوف البلدى من الماشية وكذلك من خيوط القطن أو الكتان الحاملة للوبر أو (العقد) كما تعتمد على الأطفال المتدربين على تلك الصناعة ولعل إشتهار بعض المدن المصرية بهذه الصناعة  أرتبطت أيضاً بالرسامين والملقنين للأولاد من لوحات المربعات المرسوم عليها التصميم المراد تنفيذه كسجادة يدوية ولعل المتحف البريطانى (فيكتوريا أند ألبرت) يقتنى إحدى عشر سجادة صنعت فى القاهرة الأيوبية من أروع التصميمات وتميزت بحبكة الصناعة فيها.



ولكن صناعة الكليم فهى تعود كالتاريخ المسجل عن هذه الصناعة تعود للمصريين حيث القبط المصريين سموا هذا المنتج بالقباطى المصرية أى إستمد الكليم أو طريقة نسجه إسمه من إسم مصر  " COPET" وهو الإسم القديم قبل دخول الإسلام مصر .
ولعل المتحف القبطى بمنطقة مارى جرجس بمصر القديمة يحتوى على مئات الآلاف من قطع النسيج المسماة قباطى والتى تحتفظ بألوانها وزخارفها حتى اليوم ولعل من أشهر القصص الدالة على أن مصر كانت الأعظم فى إنتاج الكليم هو إهداء المقوقس العظيم ملك مصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم غطاء للكعبة وعشرون عبائة من قباطى مصر ضمن هديته إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
أى أن أعظم الهدايا لأعظم  خلق الله من ملك مصر كانت تلك المنتجات المصرية الشهيرة فى هذا الزمن وهى (قباطى مصر)  منسوجات مصرية ولعل فى زمن الإضمحلال إبان الحكم العثمانى لمصر فقد أنتج الكليم من قصاقيص القماش وهو المعروف بكليم القصاقيص حينما إختفى الصوف وإختفت هذه الصناعة فى ذلك الزمن برحيل المهرة من الصناع المصريين على يد سليم الأول إلى الأستانة بغية إنشاء عاصمة متحضرة للدولة العثمانية  أتمنى عودة الكليم إلى مصر !!