لينين الرملي: القلم لا يشيخ والفنان لا يخرج للمعاش

العدد الأسبوعي

لينين الرملي
لينين الرملي


بعد إطلاق اسمه على جائزة بمهرجان المسرح القومى

لم أكتب للزعيم لأن سمير خفاجى لم يكن يستلطفنى

محمد صبحي ورطنى فى إحدى المسرحيات العالمية


تاريخ كبير صنعه الكاتب الكبير لينين الرملى فى الكتابة للمسرح إلى جانب السينما، حتى قررت وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، استحداث جائزة باسمه فى المهرجان القومى للمسرح، اعتبارا من الدورة المقبلة، هدفها خلق جيل جديد من المبدعين الشباب فى الكتابة والتأليف المسرحى.

ورغم أن الكاتب لينين الرملى يمر بوعكة صحية شديدة إلا أننا أجرينا معه هذا الحوار، فى البداية سألناه عن قرار العودة للكتابة المسرحية، بعد الغياب الطويل فقال: «لم أغب يوما عن المسرح، وطوال الوقت أكتب، لكن لم يكن هناك إنتاج للمسرح القومى خلال الفترة الماضية، وعند أول إنتاج جديد «كلمونى»، ولم يكن هناك خلاف بينى وبين أى شخص بل على العكس تماما، وما يجمعنى بالمسرح كل الود والتقدير».

وعما إذا كانت مسرحية «اضحك لما تموت» الجديدة هى الجزء الثالث من مسرحيتيه السابقتين، «أهلا يا بكوات»، و«وداعا يا بكوات»: نفى قائلا: «هذا الكلام غير صحيح بالمرة، وكتبت هذه المسرحية منذ عامين ونصف العام، ولم أتعامل معها كجزء ثالث، فالفارق الزمنى بين هذه المسرحية و«أهلا يا بكوات» و«وداعا يا بكوات»، كبير للغاية، كما أن أحداث المسرحية تبدأ بثورة 25 يناير ويسكن بطل العمل «يحيى»، بالقرب من ميدان التحرير بوسط البلد، ويلعب دوره الفنان القدير نبيل الحلفاوى، والمسرحية مليئة بالأحداث، والتشابه الوحيد بين الـ 3 مسرحيات أن الشخصيات تتحدث بطريقة عصرية.

وتحدث الرملى عن التعاون مع المخرج المسرحى الكبير عصام السيد للمرة الثامنة فى مسرحية «اضحك لما تموت» وقال: «هناك كيميا كبيرة تجمعنا سويا، وذكريات جميلة وأعمال ناجحة، وأشعر بالراحة التامة معه، وأتمنى العمل معه طوال الوقت للتوافق الفكرى بيننا. وبسؤاله عما إذا كان الفنان محمد صبحى هو من أقصاه عن الكتابة للمسرح، كما تردد فى فترة من الفترات، أجاب الرملي: «صبحى أقصى نفسه لكن لم يستطع أن يقصنى، بدليل أنه توقف عن المسرح بعدي، وأنا بالعكس تماما قدمت بعد انفصالنا حوالى 10 مسرحيات أو أكثر من تأليفى وإخراجى من بينها على سبيل المثال فى «بيتنا شبح»، وقمت بإعادة تقديم وإخراج مسرحية «بالعربى الفصيح» مرة أخرى، ووقتها حققت نجاحا أكبر مما حققته معه، وإننى قمت بإجراء العديد من التعديلات على النص الأساسى، وأخرجت المسرحية بحب كبير جدا، وسافرت بها للإسكندرية وعملت هناك لمدة 5 أعوام مع هواة، وساهمت تلك المسرحية فى اكتشاف العديد من المواهب الجديدة الذين تحولوا لنجوم كبار فيما بعد، لكن توقفى كان نتيجة أن الوضع تغير، وتدهور حال المسرح، ولم يعد لدى مسرح خاص، لكن لم أتوقف عن الكتابة.

وأضاف الرملى قائلا: صبحى لم يقدم مسرحا بعدى، بل قدم مسرحيتين ثم نشب بينه وبين المؤلف خلاف انتهى بالقطيعة بينهما، لذا توقف عن تقديم المسرح لذا أقول إن صبحى لم يستبعدنى أنا لكنه استبعد نفسه.

أما عن السر وراء عدم تعاونه مسرحيا مع الزعيم عادل إمام، رغم تعاونهما سينمائيا فى 4 أعمال هى «الإرهابى وبخيت وعديلة فى ثلاثة أجزاء»، قال الرملي: لأن الزعيم كان يتعاون مسرحيا مع سمير خفاجى، الذى لم يكن يستلطفنى، وكذلك كان يحب أن يضع اسمه كمؤلف مع أى مؤلف مسرحى، وهذا ما أرفضه تماما، ربما كان هذا السر وراء عدم تعاوننا معا، لكن أنا تعاونت مع إمام فى فيلم مهم، قدمناه فى وقت حرج جدا، ألا وهو «الإرهابى»، إخراج نادر جلال، وتلقينا جميعا تهديدات بالقتل، وكذلك بحرق المسرح القومى، وهو من أهم النجاحات السينمائية لنا جميعا.

أما عن الورطة التى وضعه فيها الفنان محمد صبحى قال الرملي: «مسرحية وضع لها اسما دون علمى أو استشارتى وهى «إنهم يقتلون الحمير» رغم أن المسرحية من تأليفى ولا دخل لصبحى بها أو بكتابتها، وكانت من إخراج جلال الشرقاوى واسم إنهم يقتلون الحمير كان اسما لمسرحية عالمية واتهمت أنا بالاقتباس ولم يكن بين العملين أى تشابه سوى الاسم الذى اختاره لها صبحى ومن وقتها قررت عدم التعاون معه مجددا».

أما عن المخرج صلاح أبو سيف قال الرملى: «أحب هذا الرجل جدا، ولم يكن مخرجا عاديا بل أرى أنه قدم الكثير والكثير للفن فى مصر والوطن العربى، وتعاونت منه فى 4 أفلام منها البداية والنعامة والطاووس الذى كتب هو قصته وقمت أنا بكتابة السيناريو والحوار وأخرجه محمد أبو سيف خاصة أن الرقابة اعترضت على فكرة الفيلم طيلة 25 سنة، ولعب بطولته مصطفى شعبان وبسمة، كما حصلت على جائزة باسم «شارلى شابلن» عن سيناريو وحوار فيلم «البداية»، وهو من أحلى وأهم التجارب السينمائية فى حياتى، لعب بطولة الفيلم أحمد زكى، صفية العمرى، جميل راتب، وعدد كبير من النجوم الكبار.

وتابع الرملي: «هناك أكثر من مشروع سينمائى لم ير النور، مع المخرج الكبير الراحل صلاح أبو سيف، لظروف كانت خارجة عن إرادة الجميع، من بينها فيلم كان - مشروعا - إنتاج الأمم المتحدة، والفيلم كان يتحدث عن تأثير التلوث والزحام على سلوكيات الناس فى دول العالم الثالث، ورغم الانتهاء من كتابة السيناريو والحوار لهذا الفيلم إلا أنه تعثر لأسباب لا أعرفها حتى الآن».

فى النهاية وصف الرملى رحلته التى تخطت أكثر من 50 عاما من الكتابة قائلا: «رحلة مليئة بالشقاء، التحديات، وكل ذلك النجاح فى النهاية، راض جدا عما قدمت من أعمال، ولم أتنازل يوما عما أؤمن به، لا فى المسرح، أو السينما، أو التليفزيون أو الإذاعة، كتبت فى كل الوسائل بكل الحب والاهتمام، وأعترف أن القلم لا يشيخ، ولا يعرف سنا للمعاش، وكذلك الفنان كلما مرت عليه سنوات من التجارب والخبرة يزداد نضجا وتفوقا».