جابر عبدالسلام.. مهمة فى الجنة

العدد الأسبوعي

جابر عبدالسلام
جابر عبدالسلام


عندما نتذكر فيلم «48 ساعة فى إسرائيل»، وأمل التى جسدتها الفنانة نادية الجندى، وسافرت إلى اليونان لتبحث عن أخيها الذى اختفى بسبب «مايكروفيلم»، نتذكر معه المؤلف الراحل جابر عبدالسلام الذى غيبه الموت بعد صراع مع مرض السرطان، فهو صاحب فكرة وأحداث الملحمة البوليسية التى دارت بين المخابرات المصرية والإسرائيلية فى الفيلم، والتى لا تختلف كثيرا عن قائمة أعماله التى مازال يخلدها التاريخ، وأصبحت عالقة فى أذهان الجمهور.

انشغل جابر عبدالسلام فى كتاباته بالهموم والحس الإنسانى الكبير لكل ما يدور حوله من قضايا، متحرراً من قيود الزمان والمكان، مقدما السينما الواقعية، وأهم ما ميز أعماله هو الإيمان بقيمة ما يكتب وبدوره فى المجتمع.

عرف جابر عبدالسلام طريقه للكتابة السينمائية منذ وقت مبكر، وقدم العديد من الأعمال المهمة، ففى نهاية السبعينيات قدم أول أعماله فيلم «أقوى من الأيام» عام 1979، وقامت ببطولته الفنانة نجلاء فتحي، ومحمود عبدالعزيز، وعادل أدهم، وعاش الجمهور فى هذا الفيلم مع هنية أو نجلاء فتحى التى تتبادل الحب مع إسماعيل، لكن يقف فى طريقها مرسى الذى يغتصبها ليتزوجها بالإكراه وتتوالى الأحداث.

وبعده قدم عبدالسلام فيلم «أيام التحدى» عام 1985، والذى تعرف فيه الجمهور على «أدهم»، الذى يعود إلى مصر بعد غياب سنوات فى الخارج، ليفاجأ بدخول أخته فوزية السجن فى قضية آداب، ويسعى أدهم خلال الأحداث للانتقام لشقيقته، وقام ببطولته الفنان فريد شوقي، وسمير غانم، وليلى علوي، وإيمان.

لكن النقلة الكبرى فى حياة جابر عبدالسلام كانت فى فيلم «خليل بعد التعديل» الذى قدمه عام 1987، وقام ببطولته الفنان محمود عبدالعزيز، وليلى علوى وسعاد نصر، وحقق هذا الفيلم إيرادات كبيرة حينها، لأنه ناقش قضية ربما نلمسها فى حياتنا حتى الآن، من خلال شخصية الأستاذ خليل الرجل البسيط ذى الطباع القروية الذى تأتيه ترقية مفاجئة ليصبح مديراً لبنك، فتتغير حياته تماما، وتتقرب منه سكرتيرته وتسعى لتغيير أسلوبه وطريقته، فيبدأ فى الشعور بأنه يحبها ويبتعد عن عائلته.

تقرب عبدالسلام لجمهوره بأعمال سينمائية كثيرة منها «انتحار مدرس ثانوى»، بطولة الفنان حسين فهمى والفنانة عفاف شعيب، و«عائلة مشاغبة جدا»، و«اللعب مع الشياطين»، و«هارب من التجنيد»، و«اللص والثعلب»، ومن أعماله التليفزيونية مسلسل «أبناء ولكن» الملحمة التى حققت نجاحا كبيرا عند عرضها.

لم يُعرف على المستوى الإنسانى دخول جابر عبدالسلام فى صراعات، سواء مع زملائه أو المقربين منه إنما عُرف عنه الرفق والوقوف بجانب كل من حوله فى كل المواقف، ورغم أنه نوع بين أعماله لكن كانت هناك الكثير من الأحلام المؤجلة منها تقديم عمل دينى، رأي أنه من واجبه تقديمه فتلك مهمته ككاتب وإنسان لكن مهمة أخرى استدعى إليها.. مهمة فى الجنة.