"إمام أوغلو".. هل يحطم "جوكر" المعارضة قلب "أردوغان" مجددا ويفوز بـ"إسطنبول"؟

عربي ودولي

أكرم إمام أوغلو
أكرم إمام أوغلو


تشهد تركيا، غدا الأحد، إعادة للانتخابات البلدية في إسطنبول، والتي جرت أصلا في 31 مارس بعد طعن قدمه حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة رجب طيب أردوغان، الذي هيمن على مجلس المدينة لفترة طويلة، لكنه خسر الانتخابات الأخيرة لصالح أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيسي.

حزب مؤيد للأكراد يفضح "حيلة أردوغان"
واتهم قياديان في حزب مؤيد للأكراد، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بمحاولة بث الفرقة في صفوف الأكراد قبل إعادة انتخابات بلدية إسطنبول التي تجرى غدا، وتعتبر اختبارا حاسما لشعبية أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم.

كما أعاد حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد التأكيد على دعمه لمرشح المعارضة لمنصب رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الذي حصل على أكبر نسبة من الأصوات في الانتخابات البلدية التي جرت في مارس الماضي.

وكان الدعم الكردي أساسيا في مساعدة إمام أوغلو على التغلب بهامش بسيط على مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم في انتخابات مارس.

لماذا يتمسك "أردوغان" بإسطنبول؟
يفسر محللون ذلك بأن الحكومة تتمسك برئاسة بلدية إسطنبول لأن المدينة توفر لرئيس بلديتها موارد كبيرة جدا ومنبرا سياسيا من الدرجة الأولى، وكان أردوغان نفسه بدأ مسيرته السياسية من رئاسة بلدية إسطنبول، وكثيرا ما ردد أن: "من يفوز في إسطنبول يفوز في تركيا".

ومن المعروف أن إسطنبول هي الوقود الذي يدير ماكينة حزب العدالة والتنمية، وأن بلدية إسطنبول تنفق مليارات الدولارات في طلبات عروض عامة وفي الخدمات، ما يجعل حزب العدالة والتنمية في اتصال مباشر مع الناخبين.

"أردوغان" الخاسر الأكبر
وفي حال فاز مرشح المعارضة فإن ذلك قد يؤدي إلى فوضى كبيرة داخل حزب العدالة والتنمية، وأن فوز مرشح المعارضة سيقوض صورة "الماكينة الانتخابية" التي لا تهزم لحزب أردوغان ويمكن أن يعزز ذلك نزعات الانشقاق داخله.

أما في حال فوز إمام أوغلو فسيمنحه ذلك هالة وطنية من شأنها أن تهدد وضع أردوغان، وأما في حال فوز بن علي يلدريم، فإن العديد من الخبراء يرون أنه سيكون "نصرا باهظ الثمن" لحصوله بعد إلغاء مثير للجدل لاقتراع أول.

ومن المتوقع أن يفقد المجتمع الدولي في هذه الحالة أكثر الثقة بالعملية الديمقراطية بتركيا، كما يمكن أن يؤثر توتر محتمل مع الغرب على الاقتصاد التركي الذي يعاني ارتفاعًا كبيرًا لنسبة التضخم وانهيارًا كبيرًا لليرة التركية.

النتائج المحتملة للانتخابات
وتوجد 4 نتائج محتملة للانتخابات في إسطنبول وهي أن يحقق أكرم إمام أوغلو انتصارا، أو أن يحقق بن علي يلدريم الانتصار؛ أو أن يفوز إمام أوغلو ويعترض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية على النتيجة؛ أو أن يتحقق ليلدريم فوز تعترض عليه المعارضة وتثير مزاعم بوجود تلاعب بالتصويت.

ومن المتوقع إن كرر إمام أوغلو الفوز بنفس النتيجة أو حقق أفضل منها، فإن الديمقراطيات الأجنبية ستبادر على الفور بالإشادة بنزاهة العملية الانتخابية، أو ستصدر بحذر بيانات تهنئة مع تجنب تسليط الضوء على الهزيمة المذلة للرئيس أردوغان.

ولكن من هو أكرم إمام أوغلو؟
ولد أكرم إمام أوغلو الرجل الذي يتحلى بـ"كاريزما" عالية، في مدينة طرابزون شمال شرقي تركيا، عام 1970، وخاض مسيرة مشابهة بشكل كبير لمسيرة أردوغان.

وتخرج مرشح المعارضة في جامعة اسطنبول بحصوله على بكالوريوس إدارة أعمال، ورسم طريق النجاح في عدة مجالات، منها إدارة شركة مختصة بأعمال البناء.

وبعد مسيرته الناجحة في إدارة الأعمال توجه للسياسة، فأصبح عضوا بارزا في حزب الشعب الجمهوري المعارض عام 2008، عندما كان أردوغان رئيسا للوزراء.

وفي نفس عام تسلم أردوغان رئاسة البلاد، استمرت شعبية إمام أوغلو بالتوسع في اسطنبول، حتى اختير محافظا لبلدية بيليكدوزو، أحد أحياء القسم الأوروبي من المدينة الاقتصادية العريقة.