استبداد "أردوغان" لا ينتهي.. سجون الموت في تركيا "سلخانة" لتعذيب المعارضين‎

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف عام 2016، اعتقلت الحكومة التركية  عشرات الآلاف من المتهمين، وذلك عبر حملات لم تراعي قدرة سجونها على استيعاب هذا الكم الهائل من النزلاء الجدد، ولم يكتف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بقمع معارضيه، وسجنهم بل أيضا يمارس الانتهاكات ضد الصحفيين الذين ينتقدون الأوضاع في أنقرة.

 

600 الف شخص

 

ووفقا لأرقام رسمية، حققت تركيا مع أكثر من 600 ألف شخص بتهم الإرهاب والانتماء إلى جماعة فتح الله غولن، الذي يتهمه الرئيس رجب طيب أردوغان، بتدبير محاولة الانقلاب، في يوليو 2016.

 

وحذر ناشطون ومنظمات مدنية من الأوضاع الصحية المتدهورة للسجناء في بعض السجون التركية المكتظة بالنزلاء، لا سيما خلال العامين الماضيين، منذ بدء الحملات الأمنية.

 

قالت عضوة جمعية المجتمع المدني لأنظمة إنفاذ القانون بريفان كوركوت، إن المعتقلين السياسيين يمكن نقلهم إلى 3 سجون مختلفة في السنة، مما يمثل عبئا كبيرا على العائلات لزيارة ذويهم، ولا سيما في حال وجود كبار سن أو مرضى في الأسرة، حيث "لا يتم النظر إلى مثل هذه الظروف في عمليات النقل، تتم معاقبة كل من النزيل والعائلة".

 

حمولة زائدة

 

واعتبرت عضوة جمعية المجتمع المدني لأنظمة إنفاذ القانون بريفان كوركوت، أن الصحة هي "القضية الأكثر خطورة في السجون التركية الممتلئة"، وتلقت عشرات الرسائل من النزلاء الذين يصفون ظروف الحبس الصعبة.

 

ووفقا لتقرير أرسلته وزارة العدل إلى البرلمان التركي قبل أسابيع، كان هناك أكثر من 246 ألف سجين في 449 سجنا سعتها جميعا نحو 211 ألفا، مما يعني أن هناك "حمولة زائدة" تقدر بعشرات الآلاف من السجناء.

 

وأدت الزيادة المستمرة في عدد النزلاء إلى تقلص المساحات المخصصة للسجناء، الأمر الذي يعد انتهاكا لحقوق السجناء التي يكفلها القانون، واعتبرت الناشطة المدنية أن "الاكتظاظ مسألة خطيرة (على السجناء) لأنها تعيق خروجهم لممارسة الأنشطة الاجتماعية وممارسة حقوقهم".

 

وتقول كوركوت: "يستغرق الأمر أشهرا للوصول إلى المستشفى. ويتشارك 30 سجينا في جناح مخصص لـ12 فردا فقط، وبسبب عدم كفاية الأسرّة يتشارك المحتجزون في الفراش. وفي بعض السجون توجد أسرّة على الأرض أمام مدخل الحمام".

 

تجاهل الإعلام

 

كما انتقدت كوركوت نقص الكتب، إذ لا تقبل إدارة معظم السجون الكتب التي ترسلها أسر السجناء، وترفض أيضا الكتب باللغات الأجنبية بسبب عدم وجود مترجمين يمكنهم مراجعة توافق الكتب مع الأنظمة واللوائح.

 

وبيّنت أن إدارات بعض السجون تحتجز مذكرات السجناء لفحصها، أو ترفض بشكل تعسفي نقل التماسات النزلاء الذين يطالبون بحقوقهم إلى مؤسسات أخرى، وسلطت الناشطة الضوء على تجاهل الإعلام التركي لنشر التقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان في السجون، لأن "الناس غير مهتمين بما يحدث في الزنازين".

 

تدهور الصحافة

 

ونشرت صحيفة "زمان"،  التركية مؤخرا دراسة لعالمة الاجتماع التركية أزجي يوسف أوغلو، قالت فيها أنها أجرت بحث حول أوضاع المعتقلين والمسجونين بأحكام السجن المؤبد، موضحة أن هناك ما لا يقل عن 3 آلاف معتقل فى تركيا داخل الحبس الانفرادى.

 

واعتبرت صحيفة "زمان"، التابعة للمعارضة التركية، أن حادث الاعتداء على الصحفي التركي المعارض يافوز سليم ديميراج، بالضرب مؤخرا، القى الضوء على تدهور أوضاع الصحافة في تركيا، بعدما اعتدى مجهولون على ديميراج، بعد ظهوره في برنامج تلفزيوني، ينتقد فيه قمع السلطات التركية للإعلاميين، مما أدى لحالة غضب داخل البلاد.

 

استبداد أردوغان

 

أغلق  النظام التركي 189 وسيلة إعلامية مختلفة، منها 5 وكالات أنباء، 62 جريدة، 19 مجلة، 14 راديو، 29 قناة تلفزيونية، 29 دارًا للنشر، هذا فضلاً عن كثير من القنوات والإذاعات الكردية واليسارية والعلوية المستقلة، بخلاف حجب 127.000 موقع إلكتروني، 94.000 مدونة على شبكة الإنترنت منها موقع “ويكيبيديا” الموسوعي.

 

تركيا تحتل المرتبة الأولى عالميًا في سجن الصحافيين، ووصفتها منظمة "صحافيون بلا حدود" الدولية ومقرها باريس بأنها "أكبر سجن للصحافيين في العالم"، في ظل إصرار نظام إردوغان على بقاء أكثر من 140 صحافيا رهن الاعتقال، بتهم مفبركة ومعدة سلفا.

 

سجن الصحفيين

 

تقرير مركز نسمات، يسلط الضوء على ما يتعرض له الصحافيون في مراكز الأمن أو السجون من إساءة وإهانة وتعذيب: “تفرض السلطات قيودًا صارمة على اتصال السجناء مع محاميهم، وفي أحسن الأحوال، يُسمح للسجناء بلقاء محاميهم تحت المراقبة.

 

 ولا يُسمح لبعض السجناء باستلام الرسائل أو الكتب الآتية من الخارج، يُسمح فقط لأقرب الأقارب مرة في الأسبوع، من خلال نوافذ زجاجية وعن طريق الهاتف، كما لا يسمح بتواصل السجناء مع سجناء آخرين ما عدا السجناء المحتجزين في الزنزانة ذاتها. هذا بالإضافة إلى الشكاوى من طول فترة الحبس الاحتياطي، والحبس الانفرادي، والتعذيب النفسي والجسدي، وعدم المراعاة الطبية لذوي الاحتياج من المرضى، وتكديس المحتجزين في عنابر لا تسعهم.

 

تعذيب السجناء

كشفت المحامية والناشطة البارزة في حقوق الإنسان إيرين كيسكين عن زيارة قامت بها لأحد السجون رفقة محامين آخرين، "التقينا سيدة مسجونة تحاكم بتهمة الانتماء لحركة فتح الله غولن"، الداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب في صيف عام 2016.

 

وأضافت أن السيدة تعرضت للتفتيش الذاتي أثناء الحمل، بالإضافة إلى التعذيب عبر "الجلوس المعلق"، وهو أحد أساليب الضغط البدني والنفسي المتبع في السجون التركية ضد المعتقلين، لا نتسامح مطلقا مع التعذيب".