من المونديال للكان.. جنش يكفر على عقيدة "ناجي" الأزلية

الفجر الرياضي

جنش
جنش




في مكان مغلق أشبه بالحجرات المهجورة التي تتكون من بناء حجري لا يتأثر بالرطوبة ولا يعرف سكانه متى تشرق الشمس ومتى يحل الظلام إلا من خلال فتحه صغيرة على جانب أحد الجدران، وبعد فترة صغيرة علم أهل القرية بأن تلك الحجرة هي ملك لأحد السحرة يأتيه الجميع من كل البلدان لتحقيق خطة الإنتصار.

 وفي ليلة الرابع من شهر يونيو الماضي بدء يثور داخل حجرته وسمع الجميع من حوله صوت صراخ الساحر الذي فسره البعض أنه غاضب من شدة الظلم الذي تعرض له محمد عواد بعد استبعاده من معسكر المنتخب الوطني قبل بدء فعاليات كأس العالم في روسيا.

وحتى يتجنب "الفريسة" الجديدة ما حدث مع رفيقه في الملاعب قرر الاستغاثة سريعًا بالساحر الذي ذاع سيطه داخل الساحرة المستديرة، ليعلمه كيف ينجح ف إقتناص ما يريد وهو حراسة عرين المنتخب في بطولة الأمم الإفريقية، وكان علينا أن نسرد ما دار بينهم..

بخطوات ثابته أنحني الضيف للمرور من الباب الصغير ومن ثم جلس مستريحًا على الأرض لينصت لما يقوله له، وبدء الساحر يردد "إذا رأيت أنياب الليث بارزة.. فلا تظن أن الليث يبتسم".

قبل أن يقطع الحارس حديثه بأن تلك الأنياب الظاهرة ما هي إلا "مرض معدي" أصيب به وفي أوقات تمكن من العودة بعد تلك الإبتسامة التي تقتل من أمامه خاصةً في حال خسارة سفريقه.

وبالثقه المعتادة بدء بالثرثرة "أنا الأصل أحسن جون في مصر"، أنا قاهر النادي الأهلي في ركلات الجزاء فمن تنجح قدماه على التسديد في وجودي، لن أسمح بتهميشي فأنا الأحق بقيادة عرين منتخب بلادي، لقد فعلم ما بوسعى على مدار موسم بأكمله وأقتنصت بطولة الكونفيدرالية الإفريقية الجميع يتغني بأسمي، وبعد دقائق من القلق الذي ملئ وجهه نهض سريعًا وغادر المكان قبل أن يأخذ بنصيحة الساحر.

وعاد سريعًا إلى صفوف المنتخب ليقابل من له سلطة حتى يتمكن من كسب شفقته والإطمئنان على مكانته داخل التشكيل الأساسي للفراعنة ولم تسير الأمور كما توقعها الحارس المبتدئ في أفريقيا، وقُبل طلبه بتحقيق العدل في غضب أحمد ناجي مدرب حراس المنتخب نظرًا لأن القرار بيده هو فقط. 


تلك هي الليلة التي عاندت فيها جفون محمود عبدالرحيم "جنش" في النوم، فالقلق والخوف من إهدار مجهود موسم بأكمله مر أمام أعينه على صورة ما حدث مع رفيقه محمد عواد.


فلاش باك.. عواد يتألق والثواب تواجده في معسكر المنتخب

في موسم كان الأفضل لحارس نادي الإسماعيلي نجح في خطف أنظار قطبي الكرة المصرية تجاهه، وبدأت الأندية ترصد الملايين من أجل إرضاء رغبات الفتي المدلل وإقناعه بالإنضمام وبين الأحمر والأبيض رفض الدراويش الاستغناء عن خدمات حارسه حينها.

وفي الوقت ذاته كان الدراويش بوابة عواد الكبري للإنضمام إلى منتخب الفراعنة في وقت كان الجميع فيها يجتهد من أجل خوض السباق المونديالي ونجح الحارس في خطف أنظار أحمد ناجي الذي لم يتردد ثانية في ضمه للمعسكر.


فلاش باك.. مين رده فعله أسرع عواد ولا الشناوي ؟

من منا لا يتذكر إعلان أحد شركات الهواتف المحمولة من داخل معسكر منتخب الفراعنة والتي استعانت بفاكهة المنتخب والنادي الأهلي، سعد سمير ليحسم الصراع بين من سيحرص عرين المنتخب؟ وظهر الثنائي محمد الشناوي وعواد بتدربيات قاسية وأنهم على أتم الاستعداد وأن في تلك المرحلة الأهم هو الأداء المشرف.

ربما لو يعلم عواد ما سيحدث وأنه لن ينل شرف أن يكون بديلًا على الأقل في مونديال روسيا وأن نهايته ستكون مغادرة معسكر الفراعنة لتغير الوضع بالمرة وكان سينتهز أي فرصة أمام أعينه للمطالبة بأحقية تواجده.


فلاش باك.. عواد يغادر والوعود جميعها كاذبة

الوعود جميعها كاذبة تلك هي الكلمات التي كتبها محمد عواد على حسابه الشخصي بعد تجاهله في قائمة المنتخب المشاركة في بطولة الأمم الإفريقية، فبعدما تدرب عواد مع أحمد ناجي بعد انتهاء بطولة كأس العالم على أمل أن يتطور مستواه ويكون متواجد بقوة في تلك البطولة تفاجئ الحارس بالاستبعاد ولم يفوز في تلك الرواية إلا أحمد ناجي الذي نال شرف تدريب سد آخر.


ثم يستفيق جنش من تلك الذكريات القاتلة لطموحه ويقف أمام مرآته يكرر لذاته بأنه الأفضل والأحق و لن يسمح بتكرار ما حدث في السابق أن يحدث معه فهو المشاغب العنيد الذي يرتب كل شيء حتى يصل إلى ما يريد فهو لن يكون الفريسة الثانية التي يتم التضحية بها من أجل الآخرين.