بعد حريق الصيف الماضي .. افتتاح سينما ريفولي ومسرحها مطلع ٢٠٢٠ وخطة خمسية لمشروع تجاري بتكلفة نصف مليار جنيه (صور)

الفجر الفني

بوابة الفجر





على مدار أكثر من قرن، شهدت سينما ريفولي العديد من الأحداث الفنية الهامة، ما بين حفلات كبار النجوم من أمثال كوكب الشرق أم كلثوم التي كانت لها غرفتها الخاصة بالمسرح، والعندليب عبدالحليم حافظ، وعرض أحدث الأفلام في السينما المصرية، إلى جانب عروض مسرحية لنجوم الصف الأول كان آخرها "شارع محمد علي" التي ضمت وحش الشاشة فريد شوفي والفنانة الاستعراضية شيريهان.


ورغم أن حريقين كبيرين التهما السينما والمسرح، أولهما في ١٩٥٢، وثانيهما في صيف العام الماضي، وتسببا في إغلاق أبوابها لفترة كبيرة، إلا أن السينما مصممة على البقاء والاستمرار كي تظل شاهدة على تغيير الأنظمة السياسية وحياة المصريين لعقود عدة.


أنشئت السينما في عام ١٩٠٢، وكانت ملكيتها تعود لأحد اليهود المصريين آنذاك، وبعد اندلاع ثورة ١٩٥٢، صفا أملاكه في مصر، وفي عام ١٩٥٣، باع السينما للأمير السعودي طلال بن عبدالعزيز، الذي رحل عن عالمنا قبل أشهر قليلة، وآلت ملكية شركة "ريفولي للاستثمار العقاري وإدارة المشروعات السياحية والمسارح ودور العرض"، لورثته، الذين حرصوا على مواصلة حلم والدهم وإعادة إحياء السينما والمسرح بعد ترميمه، وذلك بالتعاون مع الأستاذ خالد بطاح رئيس مجلس إدارة الشركة والقائم بأعمال الأمير في مصر.


وكشف "بطاح"، الذي يتخذ من غرفة أم كلثوم مكتبًا له، ويسعى لجمع مقتنياتها، عن تعاون الشركة مع كل من المستشار القانوني فاروق درويش، وشركة
Graffiti Communications العالمية - فرع القاهرة لإعادة ترميم المكان، لافتًا إلى أنهم بدأوا بإحياء المسرح من خلال إقامة خيمة رمضانية في الأسبوع الأخير من رمضان الماضي، وبعد الإقبال الكبير التي شهدته الخيمة، ستتواصل إقامتها طوال العام، خصوصًا مع تواجدها في منطقة حيوية في وسط البلد، كما ستشهد المنطقة رواج كبير مع افتتاح محطة مترو جمال عبدالناصر المجاورة، إلى جانب ممشى للسكان، ما يعنى اجتذابها للسياح الفترة المقبلة.


وأوضح "بطاح" أن المشروع لن يتوقف عند إحياء السينما والمسرح فقط، بل يسعى ليكون مشروع متكامل يضم فندق ومطاعم ومسرح وسينما ومنطقة تجارية، ومن المتوقع الانتهاء منها في غضون ٢٠٢٤ على أقصى تقدير، وأن تزيد تكلفته عن نصف مليار جنيه.


رغم أن آثار الحريق لا تزال متواجدة في السينما والمسرح، إلا أن ذلك لم يمنع استثمارها في عدد من المشاهد السينمائية حيث يتم تصوير بعض أحداث الجزء الثاني من فيلم "ولاد رزق"، والذي يلعب بطولة أحمد عز وعمرو سعد، ويخرجه طارق العريان.


ويعود أسباب تأخير افتتاح المسرح والسينما حتى الآن، إلى كثرة التراخيص والمرفقات التي لابد من الحصول عليها لمواصلة عمليات إعادة ترميم المكان خاصة وأنه غير مسموح هدمه وإعادة بنائه كوّنه مبني على طراز مميز، وذلك وفقًا للمستشار القانوني فاروق درويش.


وأضاف "درويش" أنه من المتوقع أن ينتهي من ترميم السينما والمسرح خلال أشهر، على أن يفتتحان رسميًّا مطلع العام المقبل، ومن المقرر أن تتكون السينما من ٥ قاعات، من بينها قاعة مخصصة لعروض الأطفال من ذووي الاحتياجات الخاصة وأطفال الملاجىء والمحتاجين، وذلك بناءًا على رغبة الأمير طلال الذي كان رئيس المنظمة العربية للأمومة والطفولة.