ارتفاع شديد في درجات الحرارة.. أفريقيا في خطر بسبب زيادة نسبة الكربون

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 أجريت دراسة جديدة تؤكد أن، ارتفاع درجة حرارة أفريقيا بسبب الاحتباس الحراري، قد أجريت الدراسة في مكتب الأرصاد الجوية بالتعاون مع الباحثين في معهد علوم المناخ والغلاف الجوي بجامعة ليدز.

 

حذرت الدراسة الجديدة من الاحتباس الحراري في أفريقيا حيث يتوقع العلماء ارتفاع درجة حرارة بلدان افريقيا وزيادة فيضانات والجفاف في أفريقيا، قد نشرت الدراسة في المجلة العلمية" Nature Communications ".

 

سيول وجفاف

 

توضح الدراسة الجديدة، أن القارة ستشهد العديد من حالات تفشي الأمطار الغزيرة خلال الثمانين عاماً القادمة، وقد تؤدي هذه الفيضانات المدمرة والعواصف إلى تعطيل الزراعة بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن تتخلل هذه الأحداث حالات الجفاف المعطلة خلال موسم النمو، وقد تؤدي أيضًا إلى تلف إنتاج المحاصيل والأغذية.

 

وقالت إليزابيث كيندون من مركز هادلي بمكتب الأرصاد الجوية في إكستر، "لقد وجدنا أساسًا أن ارتفاع درجات الحرارة في إفريقيا سيصبح أكثر حدة، كما ستصبح  الرطوبة أكثر سوءًا ، وستزيد نوبات الجفاف خلال موسم الزراعة.

 

والقت الدراسة باللوم على الاحتباس الحراري واستخدام الوقود الأحفوري في حدوث هذه المضاعفات لان استخدام الوقود الحفري يؤدي إلى زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجو وتسبب في ارتفاع درجة الحرارة.

 

زيادة نسبة الكربون

وصلت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الشهر الماضي إلى 415 جزءًا في المليون، وهي أعلى مستوى منذ ظهور الإنسان العاقل لأول مرة على الأرض - ويحذر العلماء من أنه من المرجح أن يستمر هذا المنحنى الصعودي لعدة عقود. سيتم رفع درجات الحرارة العالمية بشكل خطير نتيجة لذلك.

 

قدمت الدراسة تقريراً عن التأثير المحتمل لارتفاع درجات الحرارة على أفريقيا ، وتشير إلى أن المناطق الغربية والوسطى في أفريقيا ستعاني من أسوأ آثار اضطرابات الطقس، ومن المتوقع أن تشهد بلدان كثيرة في هذه المناطق - بما في ذلك النيجر ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية - نمواً كبيراً في عدد السكان خلال تلك الفترة وستكون معرضة بشكل خاص للفيضانات الشديدة.

 

اضطراب المحاصيل

 

كشفت الدراسة، أنه سيكون هناك زيادة في موسم الجفاف الشديد لمدة تصل إلى 10 أيام في موسم الزراعة في المنطقة، قد تتسبب اضطراب شديد في إنتاج المحاصيل، أضافت كيندون،  "لقد استطعنا أن نمثل - بتفاصيل أكثر دقة الطريقة التي تتغير بها أنماط هطول الأمطار على إفريقيا، كانت السيول تحدث كل 30 عام ، من المرجح أن يحدث كل ثلاث أو أربع سنوات.

 

وأكدت كيندون، أن "تشير أبحاثنا إلى أن السيول ستكون متكررة سبع أو ثماني مرات أكثر مما هي عليه اليوم، كما أن أفريقيا هي الأكثر عرضة لتغير المناخ وتغير نمط هطول الأمطار وحدوث بعض المشكلات الشديدة التي تواجه الأمن الغذائي والتعامل مع الجفاف."

 

ارتفاع درجات الحرارة

 

تواجه المنطقة العربية حالة من ارتفاع درجات الحرارة بسبب الاحتباس الحراري وزيادة غاز ثاني أكسيد الكربون حيث سجلت الكويت أعلى درجات حرارة في العالم منذ أيام .

 

سجلت الكويت والعراق والسعودية أعلى درجات حرارة حول العالم خلال الأسبوع الجاري، حيث بلغت درجة الحرارة في الكويت 63 درجة مئوية تحت أشعة الشمس المباشرة، وتلتها العراق بدرجة حرارة بلغت 55.6 درجة مئوية، وثالثاً جاءت السعودية بدرجة حرارة بلغت 55 درجة مئوية.

 

ومن المرجح أن تستمر ظروف الموجة الحارة في ارتفاع في الكويت والعراق والمملكة العربية السعودية، والتي تبدأ رسمياً اعتبارًا من 21 يونيو الجاري وستتأثر بها بقية دول الخليج، بحسب ما نقلته صحيفة "سبق" السعودية.

 

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن تصل درجات الحرارة إلى 68 درجة مئوية خلال الصيف وتحديداً في شهر يوليو المقبل، وفقاً لصحيفة "إنديان إكسبريس"، فيما ذكرت صحيفة "الرأي" الكويتية، وفاة شخص يوم أمس الأربعاء بسبب ضربة شمس، وذكر التقرير الطبي أن سبب الوفاة هو التعرض المفرط للشمس

 

جهود مصر

 

استشعرت مصر بمخاطر الاحتباس الحراري، خلال أعمال قمة المناخ فى باريس منذ عامين، عندما أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي لمخاطر زيادة درجة حرارة الأرض أكثر من درجة ونصف مئوية، مطالبًا باتفاق عادل وواضح فيما يتعلق بالحفاظ على المناخ وضرورة التوصل لاتفاق دولى يضمن تحقيق هدفا عالميا يحد من الانبعاثات الضارة.

 

وطالبت مصر المجتمع الدولى بدعم جهودها فى مساهماتها الطموحة لمواجهة التغير المناخى والتركيز على الدول النامية فيما يتعلق بتغييرات المناخ وتوفير 100 مليار دولار سنويا للتصدى للتغييرات المناخية بحلول عام 2020 ومضاعفته بعد ذلك.

 

وقد حذر الرئيس من تأثير التغيرات المناخية قائلا: «اليوم نحن أمام لحظة فارقة فى العالم لأنه يشهد تحديات متزايدة، مما يتطلب تكاتفا دوليا لتحقيق آمال شعوبنا للتوصل لاتفاق دولى طموح ومتوازن لمواجهة تحديات المناخ، وإفريقيا الأكثر تضررا من تغير المناخ وأى تدابير نحو تقليل مخاطر تغيرات المناخ لابد أن تشملها".

 

وعلى الصعيد المحلى، اهتم الرئيس خلال مؤتمر الشباب قبل الماضى، فى شرم الشيخ، بمستقبل تغير المناخ بالعالم وتأثيره على مصر، وعرض خلاله وزير البيئة، المشاريع التى تم إنجازها منذ حديث الرئيس خلال "قمة باريس للمناخ"، ومنها مشروع لاستبدال وسائل النقل القديمة بأخرى حديثة تعمل بالغاز الطبيعى، وترشيد الطاقة وأبرزها استخدام الغاز فى الأتوبيسات والتاكسيات القديمة بدلا من البنزين، ومراجعة قانون البيئة لاستحداث التغييرات المناخية.

 

 وأعلن أن المستخدم من مصادر الطاقة اللازمة للكهرباء من الطاقة الجديدة والمتجددة فى حدود 5%، وسيرتفع لـ20% بحلول 2022، و42% بحلول 2035، وأن مشروعات الطرق والعاصمة الإدارية الجديدة ومشروع الـ 1.5 مليون فدان، ومشروعات عديدة تعمل على حماية سواحل الدلتا من أثار التغييرات المناخية، وكلها فى إطار حماية مصر من التغيرات المناخية.