الإرهابيون.. بـ"الموتوسيكل" و"الموس" يصطادون غير المحجبات

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حكايات بنات تعرضن للابتزاز الدينى


العنف المجتمعى ظاهرة مخيفة تجلت مؤخرا، لكن يبقى أكثرها رعبا ما تم صبغه بصبغة دينية، على غرار ما حدث من الجماعات الإسلامية المتطرفة، بداعى تطبيق أحكام الدين.

تكرار الحوادث التى سنتحدث عنها بنفس النمط فى التنفيذ قد يضعنا أمام تنظيم ممنهج، خاصة بعدما نشرت إحدى الفتيات المسيحيات منذ أيام عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» أنها تعرضت لاعتداء فى نهار رمضان، بسبب عدم ارتدائها الحجاب.

على الفور، تواصلنا مع هيلين سعد، الضحية، وشرحت لنا ملابسات ما حدث، عندما توقفت سيارتها فى أحد الشوارع القريبة من ميدان الجيزة، وأثناء فحصها لكاوتش السيارة مر من خلفها اثنان على موتوسيكل، وقالا لها «تحجبى يا متبرجة وخافى لقاء ربك فى الشهر الفضيل»، بعدها وجدت آثار دم تنزف من رقبتها.

قاما بجرحها من جانب أذنها بموس حاد، تقول هيلين بعدها هاتفت صديقة قريبة أخذتنى إلى المستشفى، وحضر زوجى بعد ذلك وأسرعنا إلى قسم الشرطة لتحرير محضر رسمى بما حدث.

لم تكن هيلين الحالة الأولى فى الجيزة، فهناك العديد من الفتيات واجهن الموقف ذاته فى المنطقة، أقربهن وفاء صديقة هيلين، التى تعرضت لجرح عميق فى ذراعها الشهر الماضى، بعدما قال لها أحدهم «غطى شعرك واتقى الله».

ومن شبرا، تقول ريهام يوسف: منذ فترة كبيرة تعرضت إحدى صديقاتى لموقف مماثل، رغم ارتدائها للحجاب، كانت ترتدى بنطلونًا ومر عليها أحدهم أثناء عبورها الكورنيش ولاقت ضربة فى قدمها، بعدها قال«علشان ماتلبسيش بنطلون تانى وتثيرى الفتنة»، وتسبب ذلك فى جرح عميق بمنطقة الفخذ استلزم عملية لعلاجه.

واستنكرت ريهام تلك الطريقة فى الدعوة، موضحة: إذا كانت معتقداتهم صحيحة فقد قال الله لرسوله ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، فظاهرة العنف تنفر منهم الناس.

أما فى عين شمس، فتقول دوللى البسيونى: إنها شاهدت موقفًا مشابهًا أمام عينيها فى منطقتها، تسبب فى جرح قطعى لوجه فتاة تدعى إيمان، استلزم عمليات تجميل، ولم يعثر أحد على الجناة لهروبهم بموتوسيكل بعدها بسرعة، وخلال الفترة الأخيرة، تعرضت لمضايقات كثيرة من مدعى التدين، بسبب عدم حجابى، سواء على مواقع التواصل أو نظرات احتكار من منتقبات.

بدورها، عرضت «الفجر» الأمر على الدكتور إبراهيم عبد الرشيد، استشارى الصحة النفسية بجامعة عين شمس، لمعرفة دوافع هؤلاء، فقال إنهم حالات تعانى من أمراض عقلية، أهمها الاضطراب النفسى، وهو منتشر فى مصر، وتكون شخصيته حادة ويلجأ للعنف دائما فى توجيه غيره لتنفيذ أفكاره، وهو عادة يفرض عضلاته على الضعيف، وهذا ما يبرر مواجهتهم للفتيات، وهناك العديد من الشخصيات التى تؤدى إلى تلك الحالة، كالشخصية البارانويا التى تعتنق الفكر البعيد وتنفذ بعنف.

الحالات التى رصدناها لمعرفة نوع العنف المتبع لمواجهة من يؤمنون بأفكار مخالفة لهم، أوضحت أن هناك أسلوبًا مشابهًا يظهر من منتقبات، لذا تقول رحاب، أثناء سيرى أوقفتنى إحداهن وحاولت توبيخى لارتدائى بنطلون، ووصل الأمر لدرجة الشجار، حتى قالت لى المنتقبة «هتخشى النار مهما صليتى».

وتعليقًا على ذلك، قالت نسمة الخطيب، محامية، إنها رصدت حالات كثيرة مماثلة تحدث شبه يوميا فى شوارع القاهرة، أقربها حدثت فى محطة رمسيس، عندما استوقفها ملتح وقال لها «استغفر الله العظيم هتقابلى ربك إزاى» رغم ارتدائها للحجاب.

وأضافت أن هناك صديقة مسيحية لها تعرضت لقص شعرها من قبل سيدة منتقبة فى المترو، وصديقة أخرى سحلت فى الشارع من قبل شاب على موتوسيكل.

ويروى ريمون نيروز أحد المواقف التى حدثت مع خطيبته، أثناء خروجه معها، إذ قابلتهما منتقبة بمحيط وسط البلد، كانت نظرتها تدل على العدوانية، وأطالت النظر فى خطيبته وفيه، ثم استوقفتهما، وبدأت تلقى عبارات وادعيه فى وجهيهما، مثل: «ربنا ياخد اللى شبهكم ايه اللى انتى لابساه ده ياختى».

وأوضحت مريم الكومى، إحدى الحالات، أنها كانت ستتعرض لنفس الموقف ولكن فى مدينة نصر منذ أيام، بعدما أقبل عليها موتوسيكل يحمل شابين، حاولا جرحها بموسى، لكن العناية الألهية أنقذتها، وبعدها قاما بالهروب لعدم الإيقاع بهم، ووصفت ما حدث بأنه عشوائة وهمجية ولم يحث أى دين سماوى على ذلك.