امتحان الاستاتيكا.. أم تنتظر ابنتها أمام اللجنة بـ"بوكيه ورد": ضحكتها عندي أهم

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أمام مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية بحي الدقي، جلست مدام سمية أمام البوابة مستقراً في يدها "بوكيه ورد" عملاق ابتاعته من إحدى أكشاك الورد المنتشرة بالمنطقة، بينما تؤدي ابنتها"هنا" امتحان مادة "الإستاتيكا" منذ الساعة التاسعة صباح اليوم السبت" مكنش ينفع اسيبها في يوم زي دا وهي خايفة.. وأنا مش عارفة أعملها إيه واهديها إزاي".






كانت الدقائق تمر على الأم وكأنها ساعات طويلة أمام لجنة الامتحان، وبينما يبتهل لسانها بالدعاء، دار في ذهنها مشهد ابنتها ليلة أمس، وهي منكبة على الكتب بنهم تكاد تلتهمها حتى لا تسقط منها معلومة، وسط مشاعر القلق والاضطراب التي سيطرت عليها ما أفقدها الرغبة في النوم "بنتي وأنا مطبقين من إمبارح بسبب التوتر والخوف من الامتحان علشان كده روحت معاها النهاردة وأنا مش متعودة إني أروح معاها".






تحلُم صاحبة الـ18 عاماً بدخول كلية "الهندسة" منذ الصغر، وتجتهد في المذاكرة كي تحقق حلمها، ولكن الاضطراب والتوتر بسبب الشائعات التي تدور عن صعوبة مادة "الاستاتيكا"، جعلها تخشي مواجهة ورقة الامتحان، ولكن حاولت الأم امتصاص خوف ابنتها " قبل ما تدخل اللجنة قولتلها أنتي هتدخلي، وأول ما تمسكي الورقة تسمي الله ومتسبيش سؤال، تكتبي في اللي تعرفيه واللي متعرفيهوش".






بينما يقف الأهالي خارج سور المدرسة يتبادلون الحديث حتى موعد انتهاء الامتحان وخروج أبنائهم، حينها فكرت" سمية" في وسيلة لرسم الابتسامة على وجه صغيرتها عقب خروجها مهما كانت نتيجة المادة "كنت عاوزة أبسطها بأي طريقة ومش هاممني هي حلت ولا لا في المادة دي لأن فيه مواد تانية لسه مهمة".

"الورد" هو اللغة الخاصة التي تتحدث بها الأم وابنتها في لحظات الضيق والحزن"هنا كانت دايماً تجيبلي الورد لو كنت متضايقة علشان تبسطني، فأنا حبيت أعملها زي ما بتعملي بالظبط".

تركت الأم بوابة المدرسة، وبحثت عن إحدى محلات الورد بالمنطقة، فاهتدت إلى أحد الأكشاك الصغيرة التي تقع على مسافة قريبة من المدرسة، وجلبت باقة من الزهور الملونة "باللون الأبيض والأحمر" دليل الحب والسعادة، ثم عادت لمكانها مرة أخرى.







انقضت المدة المحددة للامتحان، وقفت "سمية" برفقة أولياء الأمور أمام اللجنة تتفحص وجوه الطالبات بحثاً عن ابنتها، حتى رأت صغيرتها تتجه نحوها من بعيد، وبمجرد أن وقعت عين" هنا" على باقة الورد اختفت تماماً معالم القلق وارتسمت البسمة والفرحة على وجهها" سبحان الله أول ما شافت الورد ضحكت على طول ونسيت اللي حصل في الامتحان، وده الأهم عندي".