"أنقرة في مرمى النيران".. صفقة "إس 400" تشعل الصراع بين أمريكا وتركيا

عربي ودولي

بوابة الفجر


اشتد الخلاف بين أمريكا وتركيا، بسبب إصرار الأخيرة على إتمام صفقة "إس-400" مع روسيا، مما أدى إلى تلويح واشنطن باستبعاد أنقرة من برنامج مقاتلات إف-35، ليخرج بعدها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، للتأكيد على أن بلاده سترد فورًا إذا فرضت واشنطن عقوبات عليها بسبب الصفقة.

بداية الأزمة؟
أعلنت الولايات المتحدة، عن أن تركيا لا يمكنها امتلاك منظومة أس-400 وطائرات مقاتلة أمريكية من طراز أف-35 في الوقت نفسه.

وثمة خلاف علني بين البلدين منذ شهور بشأن شراء تركيا المنظومة، فيما أصبح المصدر الرئيسي للتوتر بينهما.

ومنظومة إس-400 غير متوافقة مع أنظمة حلف شمال الأطلسي وتقول واشنطن إنها قد تشكل تهديدا لمقاتلاتها إف-35، التي تخطط تركيا أيضا لشرائها، حيث وقعت أنقرة، وهي عضو في الناتو، على شراء 100 طائرة من طراز أف-35، واستثمرت بشكل كبير في البرنامج الخاص بالطائرات، الذي يمنح الشركات التركية امتياز إنتاج 937 جزءا من قطع غيار الطائرة.

تركيا: لا تراجع عن الصفقة
وقال وزير الخارجية التركي، إن بلاده لن تتراجع عن قرار شراء أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400 رغم التحذيرات الأمريكية من أنها ستؤدي إلى استبعاد أنقرة من برنامج طائرات إف-35 المقاتلة.

وأكد أوغلو، أنه لا يمكن لأحد توجيه إنذارات لأنقرة، مضيفا: "لن تتراجع تركيا عن قراراتها بمثل هذه الرسائل.. اشترت تركيا إس-400 وستتسلمها وتنشرها (في أراضيها)".

واقترحت أنقرة أن يشكل البلدان العضوان في الحلف مجموعة عمل لتقييم تأثير منظومة إس-400.

ما قالت أمريكا لأنقرة؟
وأرسل القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان الأسبوع الماضي رسالة لنظيره التركي يحذر فيها من أنه سيجري استبعاد أنقرة من برنامج مقاتلات إف-35 ما لم تغير خططها الخاصة بتجميع منظومة إس-400.

وجاء في رسالة القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي: "شعرت بخيبة أمل" نتيجة إرسال أفراد أتراك إلى روسيا للتدرب على منظومة أس-400 الدفاعية.

وأعطت الولايات المتحدة مهلة لتركيا حتى نهاية شهر يوليو المقبل، للتخلي عن شراء صفقة كبيرة من منظومة صواريخ إس-400 الروسية.

وأوضحت المسؤولة في البنتاغون إلين لورد، في بيان صحفي، أن واشنطن لا ترغب في أن يتمكن الفنيون الروس من الوصول إلى نقاط الضعف في المقاتلة الأمريكية أف-35.

وأضافت "لا نريد لطائراتنا المقاتلة أف-35 أن تكون على مقربة من منظومة أس-400.

وأراد المسؤولون الأمريكيون من تركيا أن تشتري نظام صواريخ باتريوت الأمريكي بدلاً من المنظومة الروسية.

وتمتلك تركيا ثاني أكبر جيش في حلف الناتو العسكري المكون من 29 عضوا.

"أردوغان": سنتسلم المنظومة في يوليو
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه يأمل أن تتسلم أنقرة منظومة الصواريخ الروسية إس-400، التي ترى واشنطن أنها تشكل تهديدًا لطائرات أمريكية، في يوليو المقبل، مؤكدا أن أنقرة سترد على استبعادها من برنامج إف-35 في كل المحافل.

وأكد أردوغان أن تركيا ستحاسب أي شخص يستبعد بلاده من برنامج الطائرات المقاتلة أف-35 .

وأبدى أمله في حل الخلاف مع الولايات المتحدة من خلال الدبلوماسية الهاتفية قبل لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أواخر يونيو الجاري.

وتهدد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على أنقرة، وهو احتمال أثار قلق المستثمرين.

وقالت روسيا إنها تعتزم تسليم تركيا منظومة الدفاع الصاروخي في يوليو.

ما هي منظومة "إس-400"؟
وتعد منظومة أس-400 أحد أكثر أنظمة صواريخ أرض جو تطوراً في العالم، ويبلغ مداها 400 كيلومتر، ويمكن لها إسقاط ما يصل إلى 80 هدفًا في وقت واحد.

وتقول روسيا إنه يمكن للنظام أن يضرب أهدافًا جوية تتراوح بين طائرات بدون طيار منخفضة إلى طائرات تطير على ارتفاعات مختلفة وصواريخ بعيدة المدى.

كيف تعمل المنظومة؟

يقوم رادار المراقبة طويل المدى بتتبع الأجسام المختلفة وإرسال معلومات إلى وحدة القيادة، التي تقوم بدورها بتقييم الأهداف المحتملة.

تُحدد الأهداف وترسل مركبة القيادة الأوامر لإطلاق الصواريخ.

تُرسل بيانات الإطلاق إلى أفضل مركبة إطلاق التي بدورها تطلق صواريخ أرض جو.

يساعد رادار الاشتباك في توجيه الصواريخ نحو الهدف.