قطر والرباعي..عامان على محاربة إرهاب الدوحة والتصدي لتخريب المنطقة

عربي ودولي

بوابة الفجر


أيام قليلة مرت على الذكرى الثانية لمقاطعة قطر، من قبل الدول الأربع " مصر والسعودية والإمارات والبحرين" بسبب دعم الدوحة وتمويلها للإرهاب ومحاولاتها المستمرة لضرب الأمن القومي للمنطقة، والاصطفاف مع العدو الإيراني والتركي، الأعداء اللدودين للدول العربية.

تصريحات معادية

بدأت الأزمة مع الدوحة مع بث وكالة الأنباء القطرية تصريحات لأمير قطر، في مايو 2017، انتقد فيها ما أسماه «المشاعر المعادية لإيران»، وهو ما أنكره المسؤولون القطريون، متهمين قراصنة باختراق وكالة الأنباء الرسمية، لكن الانتقادات السعودية والإماراتية تصاعدت بشدّة بعد أن اتصل الشيخ تميم بالرئيس الإيراني حسن روحاني ما اعتبر تحد كبير للمملكة العربية السعودية رأس الدول في إعلان المقاطعة تجاه قطر.

قرارات المقاطعة

بدأت الأزمة الدبلوماسية مع قطر 2017، وتحديدا في يوم 5 يونيو 2017 حيث قررت كل من: السعودية، البحرين، الإمارات، مصر، وتبعتها حكومة اليمن، وجزر المالديف، جزر القمر، قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر.

وفي يوم 6 يونيو 2017، أعلن الأردن عن تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع قطر، وإلغاء تصريح مكتب قناة الجزيرة في الأردن. 

كما أعلنت سلطات موريتانيا عن قطع علاقاتها الدبلوماسية رسميا مع دولة قطر، فيما أعلنت جيبوتي في 7 يونيو عن تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر.

أسباب كامنة

لم تكن الأزمة ومقاطعة قطر، وليدة هذه الأسباب التي ذكرت فحسب، وإنما جاءت نتيجة عدم التزام قطر باتفاقية الرياض التي وقعتها في 23 نوفمبر 2013 واتفاق الرياض التكميلي 16 نوفمبر ٢٠١٤ والتي وقع فيها أمير قطر على الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول مجلس التعاون الخليجي بشكل مباشر أو غير مباشر.

كما أكدت الاتفاقية على عدم إيواء أو تجنيس أي من مواطني دول المجلس ممن لهم نشاط يتعارض مع أنظمة دولته إلا في حال موافقة دولته، وعدم دعم الإخوان أو أي من المنظمات، التي تهدد أمن واستقرار دول مجلس التعاون عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي.

مطالب وتهرب قطري

وقامت الدول الأربع في 22 يونيو ٢٠١٧، بتقديم 13 مطلباً لإعادة العلاقات مع الدوحة، جميعها تأتي في إطار ما تعهد به أمير قطر في إطار اتفاق الرياض ٢٠١٣ واتفاق الرياض التكميلي ٢٠١٤، لكن الدوحة رفضت رفضاً قاطعاً، وسارت في غيّها، وفي منهجها الضار لبقية الدول العربية، من تدخل في شؤون دول المنطقة الداخلية بشكل يمس أمنها القومي، عبر التآمر مع العملاء على الأرض أو عبر شن حملات افتراء وترويج أكاذيب عبر قناة "الجزيرة" وإعلام قطر.

عزلة قطرية

منذ تاريخ المقاطعة، ورفض قطر مطالب الرجوع إلى الصف العربي مجددا، عاش تنظيم "الحمدين" عزلة عربية وخليجية، إذ لم يحضر أمير قطر تميم بن حمد عن القمة العربية التي أقيمت في مدينة الظهران السعودية، 15 أبريل 2018، ثم غيابه أيضا عن القمة الخليجية الـ39 في الرياض 9 ديسمبر من العام نفسه، فيما زاد الجرح، بإعلان نظام الدوحة الانسحاب من منظمة "أوبك".

ضوء أخضر لتركيا

أعطت قطر ضوءً أخضرا لتركيا وإيران بالتمدد أكثر في المنطقة، لا سيما بعد فضيحة انتهاك سيادة قطر التي كشفها موقع "نورديك مونيتور" السويدي، الذي أشار إلى تنازل الدوحة عن سيادتها لتركيا، بعد نشر البنود السرية للاتفاقية العسكرية التركية القطرية، التي تنازلت فيها الدوحة عن سيادتها لتركيا.

شروط وأحكام غامضة

وأوضح الموقع السويدي أن الاتفاقية العسكرية السرية بين قطر وتركيا تضمنت شروطاً وأحكاماً غامضة تم إدراجها بشكل متعمد، من أجل تحقيق بعض الأهداف والأغراض السياسية التي تخدم أنقرة- أردوغان، والتي كان من بينها، تمكين "أردوغان" من استخدام الأجواء والأراضي والقطع البحرية القطرية في عملية الترويج لأيديولوجيته في الخليج، وتحقيق مصالحه وأهدافه الشخصية، وتمكين جيشه في المنطقة.

حملات إعلامية مشبوهة

عقدت قطر العزم خلال فترة المقاطعة، على شن حرب من نوع آخر، حرب إعلامية مشبوهة، استخدمت فيها جميع أنواع المعلومات المغلوطة، حيث شنت على مدار الشهور الماضية، حملة افتراءات وأكاذيب تستهدف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، تقوم على تزييف الحقائق وتزوير التاريخ وتشويه الحاضر والتحريض المستمر.

ودأبت قطر على استهداف دور السعودية والإمارات ضمن التحالف العربي في اليمن، بجانب التشكيك بصفة مستمرة من الواقع المصري، الذي عملت ولا تزال على زعزعة استقراره، وضرب أمنه.

عقاب قوي

في مطلع العام الحالي 2019، أدركت المؤسسات التشريعية في الولايات المتحدة الأمريكية، خطورة الدور اللعين للإعلام القطري، فقام الكونجرس ببحث إصدار قانون يُقيد أنشطة القناة في الولايات المتحدة، بحسب موقع "ذي ديلي بيست" الأمريكي.

وأوضح الموقع أن هناك مشروع قانون داخل الكونجرس الأمريكي لا يزال قيد الصياغة ويتعلق بالعملاء الأجانب سيطال قناة "الجزيرة" وغيرها من وسائل الإعلام القطرية العاملة في أمريكا.
الجزيرة تدعم الإرهاب

واتهم الجمهوريون القناة القطرية، بأنها تدعم الجماعات المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة والترويج لمصالح رعاتها من الحكومة القطرية بطريقة خفية، فيما طالب مجموعة من النواب الجمهوريين المحافظين في الكونجرس، بالتشديد على مصادر تمويل قناة "الجزيرة" الناطقة باللغة الإنجليزية وغيرها من وسائل الإعلام القطرية الناشطة في الولايات المتحدة، وإلقاء الضوء على مصادر تمويلها وطبيعة علاقاتها بالحكومة القطرية.

جواسيس قطرية في البحرين

ومن جملة الحرب القذرة لتنظيم الحمدين،تجنيده لجواسيس وعملاء في العديد من الدول العربية، وهو ما حدث في نوفمبر الماضي، حسبما أعلنت سلطات المنامة من ضبط شخصين بحرينيين بتهمة التخابر مع قطر ومحاولة الإضرار بمصالح البلاد، عبر التدخل في الشأن الداخلي بالتأثير على عمل المؤسسات التشريعية بالمملكة من خلال العمل في المجلس النيابي.

وجاء هذا بعد إصدار محكمة الاستئناف العليا البحرينية حكما في 4 نوفمبر من العام نفسه، يقضي بالسجن المؤبد لرئيس جمعية الوفاق المحظورة علي سلمان، والقياديين بالجمعية حسن سلطان وعلي الأسود بالسجن المؤبد، بعد إدانتهم بالتخابر مع مسئولين في الحكومة القطرية بقصد استمرار أحداث الاضطرابات والفوضى التي شهدتها المملكة في عام 2011.

جواسيس لصالح قطر في ليبيا

وخلال الشهور الماضية من هذا العام، قامت أصدر مدير مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي الصديق الصور، الخميس 3 يناير/كانون الثاني، مذكرة بالقبض على عدد من الأشخاص، من بينهم عميل قطر الأول الإرهابي عبدالحكيم بلحاج أمير الجماعة الليبية المقاتلة.

وتشمل قائمة المطلوبين، عبدالحكيم بلحاج، وإبراهيم الجضران، وشعبان هدية المكنى بأبوعبيدة الزاوي، وحمدان أحمد حمدان، وعلي الهوني، ومختار إرخيص.

تدهور في الاقتصاد

لم تنأى قطر عن العقاب الإقتصادي، والتدهور الحاد إزاء المقاطعة العربية، إذ تعيش أزمات اقتصادية، خاصة فيما يتعلق بالديون، بحسب صندوق النقد الدولي، الذي أشار في تقرير له، أن الديون السيادية لقطر تتجاوز أكثر من نصف ناتجها المحلي الإجمالي، حيث مثلت ديون الحكومة القطرية 54% من الناتج المحلي الإجمالي.

قطر ومعركة الأجواء

وحاولت قطر إلصاق التهم أيضا بدولة الإمارات، وإحراجها على الصعيد الدولي، حيث تقدمت بشكوى إلى الأمم المتحدة، قالت فيها إن مقاتلة إماراتية اخترقت مجالها الجوي في كانون الأول الماضي، واستمرت مدة دقيقة.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن مندوبة قطر في الأمم المتحدة، الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، قولها إن "طائرة إماراتية اخترقت المجال الجوي لقطر بدون علم مسبق أو موافقة السلطات القطرية”، وأضافت “هذه الحادثة خرق صارخ لسيادة قطر وأراضيها"، وهو ما نفته دولة الإمارات.

ونفت الخارجية الإماراتية الاتهامات القطرية الموجهة لها، باختراق مقاتلة إماراتية أجواء قطر في كانون الأول الماضي، فيما أوضح وزير الدولة الإماراتية للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، حينذاك أن الاتهامات القطرية غير صحيحة ومرتبكة.

وذكر أن الشكوى القطرية بشأن انتهاك الإمارات لمجالها الجوي غير صحيحة ومرتبكة، نعمل على الرد عليها رسميًا بالأدلة والقرائن، ما نراه تصعيديًا وغير مبرّر، ما كان يحدث تحت الطاولة أصبح مكشوفًا فوقها، بحسب تعبيره.

استمرار في طريق الهاوية

ولا تزال قطر تستمر في غيّها، مفضلة السير في طريق اللاعودة، والابتعاد تماما عن شقيقاتها من الدول العربية، بمحاولاتها المستمرة في ضربها واللعب بأمنها واستقرارها، عبر مساندتها الواضحة تمام الوضوح للعدو الإيراني والتركي، هذه النكسات التي لم تمنع قطر من الاعتراف رسميا على الجانب الآخر أنها منيت بخسائر، بحسب تصريح حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء وزير الخارجية القطري السابق خلال حواره مع "روسيا اليوم"، الذي أكد في حوار مع "روسيا اليوم" يناير الماضي، أن المقاطعة العربية لحقت بقطر الكثير من الأضرار، فضلا عن إحداث خسائر معنوية وجرح معنوي وهناك تكاليف مالية لهذه القضية، لم يفصح عنها.