أمواج شعرية تطوف بالقصيدة في بيت الشعر بالشارقة

الفجر الفني

بيت الشعر
بيت الشعر


ضمن نشاط منتدى الثلاثاء، نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شعرية شارك فيها كل من الشعراء الهنوف محمد من الإمارات وعبدالكريم يونس ومحمود الرفاعي من سوريا ومحمد الهادي سال من السنغال والسيد رمضان من مصر وحضرها الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر وجمهور لافت من الشعراء والإعلاميين والمثقفين وقدمتها الإعلامية لارا الظراسي.

 

افتتحت القراءات الشعرية الشاعرة الهنوف محمد التي قدمت نصوصاً لامست الذات وأوجاعها، والغربة وآلامها، بلغة شفيفة أبحرت في رمزيتهاوالتناص مع تراثها وحضارتها، ومن نص " مفاتيح " قرأت: أنا الأمُّ التي خُدعت بيوسفْ/ وأيّ يوسفْ/ وأنا الأمُّ التي أشفقت على الذئبْ/ حلمتُ بدلوِ الحياةِ لأخرُجَ من الجبِّ/ فجاءني الدلوُ ولم تأتِني الحياةْ/ فظللتُ معلّقةً إلى حينْ

 

الشاعر عبدالكريم يونس قرأ للمدن وبكائها، وللإنسان ومعاناته مع الأرض والغربة والتشظي في الطرقات بحروفٍ تنبض بالكلمة التي اقتربت من المعاناة ولامست قسوتها على الذات، ومن قصيدة " نبضةُ شوق " قرأ:

 

تركتُ شبابيَ في غوطتيكِ

وأودعتُ قلبيَ في راحتيكِ

أُسافرُ جسماً يجوبُ بلاداً

ولكنَّ روحيَ تبقى لديكِ

دمشقُ.. ألا تذكرينَ جنوني ؟

أنا من لهوتُ على ضفَّتيكِ

 

الشاعر السوري محمود الرفاعي قرأ قصائد اتسمت بعمق اللغة من خلال قصائد التحمت بالذات وسؤال الوجود، في محراب الوجد، والمرور بسنابل الحروف وظلال المعاني، ومن قصيدة " فتون " قرأ:

 

هـــــل هــــــذه صـدفـاتُــهــا فـي محجريـكِ أم الجـفـونْ

أســـنـــابــــلٌ شـــــقـــــراءُ هذا المـوجُ أم ذهــبٌ مـصـونْ؟

شـيـمــاءُ تـنـتـظـمُ الـنـجــومُ بـوجـنـتـيـك وتـسـتـبـيــنْ

وكـأنَّـمــا الـصـهـبـاءُ من شفتيك  نــهــرٌ تـسـكـبـيـنْ

والــقــدُّ مــيــاسٌ مـــــع الألحــــــــــانِ إذ تـتـمــايــلــيــنْ

قرأ الشاعر السيد رمضان قصائد تميزت بسلاسة اللغة وعمقها ورصانتها، قصائد تسللت من بصيص البوح وفجوة الصمت لتعلن عن تراتيل شعرية فائقة، ومما قرأ:

 

وحدي على مرصدِ التاريخِ منتظرٌ ... جحافلَ الحقِّ في دنيا الأباطيلِ

والنائمونَ على وقعِ الحروبِ مضوا ... بأجرِ من جاهدوا بالقالِ والقيلِ

قد عشّشَ الحلمُ في أهدابهم فرأوا ... ملحَ الحقيقةِ أروى من ندى النيلِ

 

اختتم القراءات الشعرية الشاعر السنغالي محمد الهادي سال الذي حلق بالقصيدة في فضاءات صوفية ووجدانية عالية اللغة عذبة الشجن عميقة المعنى، ومما قرأ:

 

يا سنّة الله في أنحاء منطقتي ... مَنْ ذا يطيق بما حَمَّلْتُ أوزاني ؟! ... ركبتُ نحوك خيل الشوق من وَلَهٍ  .. تجري وفي متنها ديوان حيرانِ .. أين الزهور التي كان تظلّلني ... كُرهًا وقابلتُها ردًّا بإحسانِ .. أصورةٌ دُلِّسَتْ في ظِلّ مظهرها ... أم كان وحي ضميري ضغث أجفانِ؟!

 

في ختام الأمسية كرم الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر شعراء الأمسية.