د.حماد عبدالله يكتب: صديقى و"الإنِكَّبابْ على جمع المال"

مقالات الرأي

بوابة الفجر



غاب صديقي وزميلي في العمل العام فترة طويلة من الزمن, لم أسمع عنه شيئاً- سوى أنه في بعض المناسبات أشاهده , أكثر أناقة, أكثر أتساقاً مع نفسه, يهاتفني في بعض الأحيان إما للتحية أو التعليق على مشاهدتي في برنامج تليفزيوني, أو قرائه بالصدفة لمقال كتبته, حيث إنقطع حتى عن قرائه الجرائد بصفة منتظمة, شئ من الخيال!! 
لم أتصور أن صديقي وزميلي الذي إنشغل معي بالقضايا العامة, وزاملني في مؤتمرات عامة (سياسية وإقتصادية وإجتماعية) ، وكذلك في منتديات عالمية مثل ( دافوس, وكران مونتانا) كنا مرتبطين  على السفر سوياً مرتين ثابتتين في كل عام,مره في يناير إلى (منتجع دافوس), ومره في يونيو إلي (منتجع كران) لحضور المؤتمريين السنويين للمنتديين .
وكانت رحلاتنا الخارجية نستعد لها بتجهيز أوراق عمل, ودراسه لجدول أعمال المنتدى, وكان لكل منا دوره في مناقشاته, سواء في الإقتصاد أو في التوجه للإستثمارات الدولية, وتقديم ماهو مطمئن لجذب تلك الإستثمارات إلى الوطن, وتقديم صورة جديدة عما تم من إستحداث لقوانين محِفزةَ للإستثمار وللإستقرار في الوطن , كل هذا بجانب العمل على حصولنا على بعض المطبوعات الوطنية في مجالات السياحة والإقتصاد والبنية الأساسية نحملها معنا لكي نضعها في متناول أيادي أعضاء المؤتمر, وتكوَّنَ لنا أصدقاء 



من دول عديدة, بحكم إشتراكنا في تلك المنتديات بصفة منتظمة لسنوات طويلة, حتى أصبحنا جزء من المنظومة وخاصة منتدى (كران مونتانا).
كل هذه الأنشطة, لم نكن مكلفين بها من أحد, أو من وزير, أو رئيس وزراء أو من قبل أماكن عملنا كأساتذة فى الجامعات المصرية, كان نشاطنا فردي, وكنا نحمل على عاتقنا, مسئولية بلدنا دون أوامر أو توجيهات, وكنا نكتب في الجرائد المصرية عن رحلاتنا وعن أنشطة تلك المنتديات وما حققناه, وإستطاع منتدى( كران مونتانا) أن يجذب وفود رسمية من مصر تولى فيها رئاسة أحد المؤتمرات الدكتور "فتحي سرور" والسيد "عمرو موسى" (وزير خارجية مصر الأسبق)في مدينة بوخارست(رومانيا )1996, وتولى رئاسة وفد مصر مره أخرى الدكتور "إبراهيم فوزي"(وزير الصناعة الأسبق), وهكذا كانت رحلاتنا أنا وصديقي إلا أنه أختفى بمحض إرادته, وحينما صادفت مقابلته جمعتنا سوياً, ولفترة طويلة, لم أتركه حتى يجيبني لماذا إنسحب من العمل العام؟ فهو لم يكن مكلفاً من أحد!! وأيضاً لم يطلب أحد منه الإنسحاب!!
وكانت إجابته قصيرة ومفيدة وقاطعة (أنا مُنكَّبْ على جمع المال)!! صديقي يعمل على جمع المال, دون إنشغال بشئ أخر, وخاصة الشئ الذى يصرف الأموال, كالسفر والعمل العام!!