بعد هجوم "السوشيال ميديا".. خبراء: "الشعراوي" قيمة كبيرة ويؤخذ بفتاويه

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


خلقت بعض الفتوى القديمة للشيخ محمد متولي الشعراوي حالة من جدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالرغم من المكانة التي يتمتع بها الشيخ الشعراوي في قلوب المسلمين"إمام الدعاة"، وماقدمه الشعراوي من خواطر تفسير القرأن الكريم، والتي نجح فيها في تبسيط وتفسير القرآن للعامة.

 

عمل المرأة

 

قال الشعراوي في أحد الفيديوهات، إن المرأة لا تخرج للعمل إلا لأمرين، أولهما أن تكون ليس لها عائل، وفي هذه الحالة "تبقى معذورة"، والثانية أن تخرج على قدر الضرورة، لافتًا إلى أن مهمة المجتمع المؤمن ألا يترك المرأة هكذا بل يقضى لها حاجتها حتى تعود لمنزلها سريعًا.

 

تكفير تارك الصلاة

 

يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي، في كتابه "فتاوى العصر"، إن تارك الصلاة صومه ليس بصحيح ولا يقبل منه، لأن تارك الصلاة كافر مرتد، لقوله تعالى :" فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ"، سورة التوبة.

 

ويضيف الشعراوي، ولقول النبي (صل الله عليه وسلم)، "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر"، البخاري ومسلم، ولقوله أيضا "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"، البخاري. وتابع: على هذا، فإن المسلم إذا صام وهو لا يصلي فصومه مردود غير مقبول ولا نافع له عند الله يوم القيامة، ونحن نقول له: "صل ثم صم، أما أن تصوم ولا تصلي فصومك مردود عليك، لأن الكافر لا تقبل منه العبادة .

 

منهج وسطي

 

يرى الدكتور عمر حمروش أمين سر لجنة الدينية بمجلس النواب، إن منهج الشيخ الشعراوي وسطي ونشر الفكر والإسلام الوسطي، وأحاديثه تميل للتيسر علي عموم المسلمين.

 

كما رفض حمروش الهجوم على الشيخ الشعراوي قائلا:- " لايليق للهجوم علي شخص بين أيدي الله، لكن من حق العلماء مناقشة أفكاره بنقد علمي ودراسة للفتاوي التي أصدرها في عصرها وسياقها"، مؤكدًا أنه يحترم أراء الشيخ الشعراوي لأنه إمام عصره، وله أحاديث طيبة في تفسير القرآن الكريم .

 

وأضاف حمروش في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن تارك الصلاة ينقسم لنوعين: الأول هو من تركها نكرانا وجحودا وعدم اعتراف بها، وهو ما يعتبر مرتد وكافر في رأي العلماء والفقهاء، لكن من يترك الصلاة بسبب الكسل أو الاهمال أو الانشغال بالعمل يعامل معاملة مرتكب الكبيرة والأثم، ولا يجوز إخراجه من ملة الإسلام أو تكفيره.

 

وأوضح حمروش، أن عمل المرأة مباح ومطلوب، بالعكس فقد رحبت لجنة الشئون الدينية في البرلمان بنائبة محافظ الوادي الجديدة كقيادة نسائية، وأثبتنا ذلك في مضبطة جلسة مجلس النواب، كما رحبت اللجنة بتعيين المحافظة نادية عبده كأول محافظة سيدة محافظة البحيرة ، والسيدة منال عوض كمحافظة لدمياط .

  

أوضح حمروش، أن فتوى التي يعتبرها بعض الناس غريبة مرتبطة بزمانها بمعنى أن الشيخ أفتى بها في وقتها خلال ظروف مختلفة ومواقف خاصة ومناخ مختلف عن وقتنا الحالي

 

أكد حمروش، أن اللجنة الدينية بمجلس النواب تعكف علي تصويب الخطاب الديني بصورة تبرز سماحة الإسلام، كما نعييد مراجعة كل الفتوى الغريبة والمتشددة والتكفيرية لإعادة صياغتها وفق صحيح الدين، وسماحة الإسلام، ومقتضيات العصر .

 

ولفت حمروش، إلى أن مصر تواجه تحديات كبيرة علي رأسها مكافحة الإرهاب بالإضافة إلى ظاهرة "مفتي الفضائيات"، فليس من حق أي شخص أن يفتي على الفضائيات .

 

هجوم غير مبرر

 

يري الدكتور محمد قاسم المنسي وكيل كلية دار علوم جامعة القاهرة سابقا، وأستاذ الشريعة الإسلامية بالكلية، إن الهجوم علي شخص الشيخ الشعراوي حاليا غير مبرر، أن من يقود هذا الهجوم شخص لا يخدم الوطن أو يرغب في تصحيح الدين "أغراضه غير نبيلة" .

 

وأضاف المنسي في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الشعراوي لم يكفر تارك الصلاة ، ربما أسئ فهم الفتوى أو كان لها سياق خاص، كما رفض المنسي الهجوم على الشيخ الشعراوي ، مؤكدا أنه قيمة وقامة كبيرة ويؤخذ بفتاويه .

  

وأكد المنسي، أن الفتوى ترتبط بالمكان والزمان الذي قيلت فيه، كما أن الفتوى ليست قرآنا، وهي قابلة للتغيير من مكان إلى مكان، وطبقا للظروف المجتمعية، مضيفا أنه لايشترط في الفتوي أن تعجب كل الناس أو عامة الناس.

 

وأشار المنسي إلي، أن الفتوى تعتبر رآي واجتهاد الشيخ، وتخضع للصواب والخطأ لان الشيخ بشر يصيب ويخطأ، من يهاجم الشيخ بسبب الفتاوى يريد أن ينال من تاثير الشيخ علي الكثير من المسلمين، مضيفا أن مناقشة ونقد الفتاوى يكون ناقش جاد يناقش أين قال الشيخ ذلك، وكيف قاله، والظروف المحيطة.

 

وأوضح المنسي، أن تجديد الخطاب الديني يبدأ في النظر في الفتوى القديمة، فهي لاتقدم كما هي، وخاصة أن بعضها يعود إلى 1000 سنة، وكانت مناسبة في عصرها وصحيحها في عصرها ومكانها.