د.حماد عبدالله يكتب: القاهرة " والشانزليزيه !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية


لا يمكن أن نقارن بين عدد السيارات التى تجرى فى شوارع العاصمة الفرنسية(باريس )  والسيارات التى تجرى فى عاصمة مصر المحروسة ( القاهرة ) لا يمكن المقارنة من ناحية جودة السيارات ومطابقتها لموصفات حامية للبيئة  وحامية لمستخدمى الطرق سواء كانت سيارة عمرها الإفتراضى قد أنتهى " وولى" زمانها بزمان أو من ناحية مواصفات السيارة من ناحية الأمن والسلامة التى تشترطها إدارات المرور على أى مركبة حينما تصرح لها وترخص لصاحبها بأن يستخدمها ويطوف بها أرجاء المحروسة كيفما شاء وقتماشاء وفى أى شارع مهما كان له من أهمية أو تميز !!
كذلك لا يمكن مقارنة تلك السيارات التى تجرى فى شوارع باريس وتلك التى تجرى فى شوارع القاهرة من ناحية المناخ والطرق وإشارات المرور والإنضباط إلى حد الصرامة  ومنع قائدى بعض السيارات المخالفين من القيادة نهائياَ أو لفترات محددة بالقانون وهناك متابعة شديدة على كل القرارات التى قد تصدر لحماية مواطنين من مواطنين أخرين أقل إنضباطاً أو أكثر تسيباَ !!
كما أننا لا نستطيع المقارنة أيضاَ من ناحية ماهو متوفر فى أرجاء العاصمة الفرنسية من ( جراجات ) ومحطات للخدمة وكذلك وسائل نقل عام محترمة  وليست على شاكلة 
( الميكروباصات ) الغير أدمية فى شوارع المحروسة والتى تفعل كيفما شاء سائقها وكيفما أراد صاحبها وهو فى الأغلب الأعم له سلطة ما!
تسمح بكل هذه الفوضى فى الشارع المصرى وفى مداخل الطرق الهامة وعلى رؤوس الكبارى وسط العاصمة ! 
ولعلى أسوق هنا لمن يريد أن يتذكر  حيث أننى واثق شديد الثقة فى أن المعنى بهذه المقالة قد زار  (باريس ) عشرات المرات ورأى ( بأم رأس عينه ) ماذا فعل 
الفرنسيون فى عاصمتهم  وكيف إستطاعوا أن يجدوا حلولا لكل مشاكلهم التى هى مشاكلنا بالضبط  لاأكثر ولا أقل (تكدس سيارات ، مساحات ضيقة ، مدينة قديمة ) 

– صورة مشابهة تقريباَ وجميلة جداَ للقاهرة الجميلة جداً (سابقاً) والقبيحة جداَ (حالياً) حيث تشابهت العاصمتين فى فترة من فترات الزمان القديم ولكن للأسف لم نحفظ لعاصمتنا جمالها أو رونقها ولم تعمل على صيانتها وحمايتها أو حتى الدفاع عنها ضد العبث وضد السيطرة والإجرام الذى يحدث يومياَ من بعض المواطنين !!
لقد قامت بلدية باريس بإنشاء جراجات تحت كل الشوارع الهامة مثل شارع 
( الشانزليزيه ) تحت نهر الشارع نفسه وهناك على أجناب الشارع نرى المصاعد الزجاجية بلافتات تشير للمواطنين إلى أى منطقة من الجراج تحت الأرض يمكن أستقلال المصعد للتزول إليها وتحت الميادين العامة إيضاَ وسط العاصمة كلها جراجات ومصاعد فوق الأرض والميادين لم تلغى بل تعيش فيها الحدائق والتماثيل والنوافير  وكذلك الجلسات الخشبية أوالرخامية ليست ( رومانسية ) ولكنها فقط لتهدئة مناخ الشارع وإعطائه لمسة من ( الحنو) ( والهدوء ) ( والسكينة ) لمن يريد أن يتأمل جالساَ الحركة فى الشارع ( الباريسى ) !!
وطبعاَ سنمسع من المسئول الذى إنتهت مواهبة منذ فترة طويلة جداَ وهو ليس له ذنب فى ذلك ! فالعمر الإفتراضى للخدمة العامة والعمل العام له زمن محدد وبعد ذلك يصبح كأنه "لا يرى ولايسمع" ولا عنده أستعداد أن يتكلم  فهو فى أنتظار 
( الكارت الأحمر ) للخروج من الملعب سوف نسمع من أين؟ الميزانية لا تسمح ومن أين التمويل؟ والإجابة  إسألوا الرئيس "عبد الفتاح السيسى" جاب فلوس منين عشان يعيد بناء "مصر" وبنيتها التحتية دون تحميل الدولة مليم واحد !!