لماذا يُعد "كوتينيو" النجم الأتعس في العالم ؟

الفجر الرياضي

بوابة الفجر


تمكن نادي ليفربول الإنجليزي من تحقيق الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا 2018-2019 لتكون البطولة السادسة في تاريخه، بعد التفوق على توتنهام هوتسبير في النهائي بهدفين نظيفين، في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب واندا ميتروبوليتانو بالعاصمة الإسبانية مدريد. 

وحقق الريدز الشامبيونزليج بعد موسم أكثر من رائع تحت قيادة الألماني يورجن كلوب، كان خلاله الفريق على وشك تحقيق بطولة الدوري الإنجليزي الغائبة عن خزائنه منذ أعوام عديدة، ولكن اقتنص مانشستر سيتي اللقب تحت قيادة الإسباني بيب جوارديولا في نهاية المطاف، بفارق نقطة وحيدة عن ليفربول. 

وعندما ندقق في السبب وراء هذا التفوق الكاسح لليفربول هذا الموسم، نجد أن الفريق قد لمع أدائه ونجومه منذ التعاقد مع النجم الدولي المصري محمد صلاح بميركاتو صيف 2017، ثم إبرام عدد من الصفقات الجديدة التي ساهمت في تطوير شكل الفريق وزيادة قوته. 

ومما لا شك فيه أن المرحلة التي تخلى فيها ليفربول عن نجمه الأول، الدولي البرازيلي فيليبي كوتينهو، لصالح نادي برشلونة الإسباني تُعد علامة فارقة في مسيرة النادي الإنجليزي، بل وعلى اللاعب الذي حاول جاهدًا مغادرة ملعب أنفيلد والانتقال للكامب نو، وتمت الصفقة نظير 142 مليون يورو. 

ومنذ انتقال كوتينهو للنادي الكتالوني حدث إختلاف جذري بالنسبة للأطراف الثلاثة، ليفربول، برشلونة وكوتينهو، على النحو التالي :

1- ليفربول :

برز العديد من النجوم بفريق ليفربول عقب بيع كوتينهو لبرشلونة، وعلى رأسهم محمد صلاح وساديو ماني وروبرتو فيرمينو، وقد كون هذا الثلاثي خط هجومي ناري أرعب دفاعات الخصوم وأحرز "غلة" أهداف غزيرة للريدز بكافة للبطولات، ولا أدل على ذلك أن محمد صلاح قد حصد جائزة هداف الدوري الإنجليزي لموسم 2017-2018 وهو الموسم الذي شهد رحيل كوتينهو، فضلا عن الموسم المنصرم 2018-2019.

لكن التغير الجذري الذي شهده فريق ليفربول هذا الموسم 2018-2019، والذي مر خلاله الفريق بحالة من التجانس والقوة والإنسجام بين كافة الخطوط، ولا سيما الجودة الهائلة التي تميز بها مركز حراسة المرمى وخط دفاع ليفربول، بقيادة الحارس البرازيلي أليسون بيكر والمدافع الهولندي فيرجيل فان دايك.

وإذا نظرنا بصورة دقيقة نجد أن مسؤولي ليفربول قد أداروا مشكلة الفراغ الذي خلفه رحيل كوتينهو إلى برشلونة بصورة أكثر من رائعة، حيث استثمروا أموال رحيله (142 مليون يورو) في جلب نجوم تقَّوي من صفوف الفريق، وكان لتلك الصفقات الدور الأبرز في مستويات ليفربول في الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال. 

وبواسطة هذه الكوكبة الرائعة من النجوم نافس ليفربول بقوة على بطولة الدوري الإنجليزي 2017-2018، وتمكن من الوصول للدور النهائي لدوري أبطال أوروبا، ولكنه اصطدم بالعملاق ريال مدريد الذي حقق الفوز بنتيجة 3-1 وحصد اللقب.

وعلى رأس الصفقات التي أبرمها ليفربول، الثنائي  فان دايك وأليسون، فضلاً عن لاعبين آخرين بخط الوسط مثل نابي كيتا وفابينهو، وقد نجحت كافة صفقات ليفربول الجديدة بصورة رائعة، ولا أدل على ذلك من أن المدافع فان دايك قد حصل على جائزة اللاعب الأفضل هذا الموسم بالدوري الإنجليزي. 

2- برشلونة :

اعتقد مسؤولي نادي برشلونة والجهاز الفني للفريق، أن كوتينهو سيكون صفقة الموسم ومن ثم تم دفع 142 مليون فيه عن اقتناع بأنه سيقود خط وسط البارسا الهجومي، مثلما كان يقدم مستويات قياسية في ليفربول، ولكنه خَيَّب آمال النادي ومدربه وأخفق في كثير من المباريات وقدم مستويات متواضعة، وفقد الثقة في نفسه. 

بل إن الإدارة الكتالونية شعرت بالكثير من الندم على التعاقد مع كوتينهو، ولم يقتصر الأمر على الإدارة، بل إن الجماهير هي الآخرى بدأت توجه الانتقادات وتطلق صافرات الاستهجان على اللاعب، مما زاد من توتر الأمور، وحاليًا تفكر إدارة البارسا في العروض المقدمة للاعب من أندية مانشستر يونايتد وتشيلسي بإنجلترا وباريس سان جيرمان بفرنسا. 

3- كوتينيو :

اللافت للنظر في الأمر أن كوتينهو قد رحل من صفوف ليفربول لأجل تحقيق المجد وحصد البطولات التي فشل في تحقيقها مع الريدز -على حد قوله واعتقاده- ولكنه لم يحقق سوى البطولات المحلية التي يعتاد البارسا على تحقيقها كل موسم وهي الليجا الإسبانية وكأس الملك.

واستمر غياب لقب دوري الأبطال للموسم الرابع على التوالي (منذ تحقيقه عام 2015)، في حين استعاد الريدز لقبه الأوربي الغائب منذ عام 2005 ليتسيد  ليفربول مرة أخرى أندية القارة العجوز (بغياب كوتينهو)، ويصبح كوتينهو بحق اللاعب "الأتعس" في العالم.

ويعيش اللاعب خلال الفترة الحالية حالة من عدم الإستقرار، بسبب مستقبله غير المحسوم، في ظل تردد الإدارة الكتالونية بشأن الإبقاء عليه، مع الخوف من استمرار إخفاقه وخسارة الأموال التي دفعت من أجل التعاقد معه، وبين التخلص منه لأي من مانشستر يونايتد أو باريس سان جيرمان أو تشيلسي.