كيف رد العرب على التنصل القطري من قمم مكة؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


توالت ردود أفعال الدول العربية والشخصيات العامة، عقب تنصل قطر من بياني قمتي مكة المكرمة العربية والخليجية، رغم حضورها ومشاركتها بوفد رفيع المستوى ترأسه، مؤكدين ان مشاركة قطر كانت ضعيفة ولا تتناسب مع أهمية هذه القمم وخطورة الظرف، وترجعها يعود لغياب المصداقية.

وبدلت قطر موقفها من الوحدة الخليجية والتضامن العربي اللذين أعلنا قبل أيام في قمتين استثنائيتين احتضنتهما مكة المكرمة، وأعلنت بعد ثلاثة أيام على انقضائهما، عبر فضائية إخبارية تابعة لها، أمس, على لسان وزير خارجيتها محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، اعتراضها على بياني القمة بدعوى "تعارض بعض بنودهما مع السياسة الخارجية للدوحة".

وبعثت بخطاب رسمي للجامعة العربية لتثبيت الاعتراض. ورغم أن كلمات القادة المشاركين، خصوصاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبيانات قمم مكة شددت على "التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على أراضيه حتى خط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية" ، فإن الوزير القطري زعم أن "قمتي مكة تجاهلتا القضايا المهمة في المنطقة، كفلسطين والحرب في ليبيا واليمن"، مضيفًا:" كنا نتمنى أن تضع (القمتان) أسس الحوار لخفض التوتر مع إيران"، مشيراً إلى أن بياني القمتين كانا جاهزين مسبقاً" ولم يتم التشاور فيهما".

مشاركة قطر كانت ضعيفة
وانتقدت البحرين، تحفظ قطر على البيان الختامي لقمة مكة الخليجية، إذ أكد وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، أن تحفظ قطر على البيان الختامي لدول مجلس التعاون الخليجي، يعكس تراجع أهمية تعزيز العلاقات مع دول الخليج في قائمة أولويات الدوحة، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء البحرينية.

وأضاف وزير الخارجية البحريني قائلا: "مشاركة قطر في قمم مكة المكرمة كانت ضعيفة ولا تتناسب مع أهمية هذه القمم وخطورة الظرف"، متابعا أن ارتباط قطر بأشقائها أصبح "ضعيفا جدا"، مشيرًا إلى أن الدوحة "تستنجد" بالوسطاء لإنقاذها من الأزمة التي تمر بها، منوها إلى أن الشعب القطري يبقى جزءا لا يتجزأ من المجتمع الخليجي.

غياب المصداقية السبب
وفي إشارة للموقف القطري الجديد، قال وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش:" يبدو لي أن الحضور والاتفاق في الاجتماعات ومن ثم التراجع عما تم الاتفاق عليه، يعود إما إلى الضغوط على الضعاف فاقدي السيادة أو النوايا غير الصافية أو غياب المصداقية، وقد تكون العوامل هذه مجتمعة. 

وأضاف الوزير الإماراتي، عبر حسابه الرسمي في تويتر أن" قطر تتحفظ اليوم على بيانين يرفضان التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة، وبيان القمة العربية أكد مركزية القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية... الجميع يعلم بأن تحريف قطر للحقائق ليس مستغرباً" ٠

تحريف الحقائق
ورأى وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير في تغريدة على حسابه في "تويتر"، أن الدوحة بهذا الموقف "تحرف الحقائق"، وهي "تتحفظ على بيانين يرفضان التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة، وأن بيان القمة العربية أكد مركزية القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية".

غضب سعودي
وانتقد الجبير في تغريدة ثانية الموقف القطري من بياني القمتين العربية والخليجية اللتين عقدتا في مكة المكرمة، مشيرا إلى أن "الدول التي تملك قرارها عندما تشارك في المؤتمرات والاجتماعات تعلن مواقفها وتحفظاتها في إطار الاجتماعات ووفق الأعراف المتبعة، وليس بعد انتهاء الاجتماعات".