الأحزاب في تحالف ميركل تعقد اجتماعات أزمة

عربي ودولي

أنجيلا ميركل
أنجيلا ميركل


عقدت الأحزاب في تحالف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اجتماعات أزمة، اليوم الإثنين، بعد أن باتت الحكومة مهددة، إثر النتائج السيئة التي حققتها في الانتخابات الأوروبية، واستقالة زعيمة الحزب الاشتراكي- الديموقراطي، والصعوبات التي يواجهها المسيحيون- الديموقراطيون.

 

وكان أعلن منذ الأسبوع الماضي عن اللقاءات المنفصلة التي يعقدها المسيحيون الديموقراطيون بزعامة أنجيلا ميركل، والحزب الاشتراكي الديموقراطي وتنتهي بعد ظهر اللإثنين، لدرس نتائج الانتخابات الأوروبية في 26 مايو، التي حقق فيها الحزبان أدنى نتائج في تاريخهما.

 

وما زاد من أهمية هذه الاجتماعات هو الاستقالة غير المتوقعة، الأحد، لزعيمة الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني أندريا ناليس.

 

وأعلنت ناليس، في بيان تخليها عن رئاسة الحزب اعتباراً من الإثنين، وعن رئاسة كتلة الحزب الاشتراكي الديموقراطي في البرلمان اعتباراً من الثلاثاء. وقالت في البيان: "لم يعد لدي الدعم اللازم لممارسة مهامي".

 

ويفترض أن يكشف الحزب الاشتراكي الديموقراطي، الشريك في الائتلاف الحكومي، الإثنين، المسؤول بالوكالة الذي سينظم عملية اختيار زعيم جديد للحزب. ويبقى السؤال الأساسي المطروح أمام الحزب هو التالي: هل سينسحب قبل الأوان من الحكومة التي شكلت بصعوبة في 2018.

 

والأحد وعدت ميركل التي ستدلي الإثنين بتصريح بعد لقاء مع مسؤولين اقليميين من حزبها في فيمار، باستقرار التحالف مؤكدة أن حكومتها "ستواصل العمل بكل جدية وخصوصاً مسؤولية".

 

لكن إلى متى؟ يواجه الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي هزم في الانتخابات التشريعية في 2017، وحقق نتيجة مذلة في الانتخابات الأوروبية ووصل بعد حزب الخضر مع 15% من الأصوات، أزمة بقاء جدية.

 

المطالبة بتوجه يساري

ويطالب بعض المسؤولين بتحول في صفوف المعارضة، وبتوجه يساري، حتى وإن كان سيعني ذلك إسقاط ميركل قبل نهاية ولايتها في 2021.

 

لكن القرار معقد مع غياب برامج وشخصيات تحظى بتأييد جماعي لتولي رئاسة الحزب وبسبب الخوف من تحقيق نتائج كارثية في حال تنظيم انتخابات مبكرة.

 

وقالت نائبة رئيسة الحزب مالو دريير: "يمر هذا الحزب بأزمة في غاية الخطورة".

 

ولخصت صحيفة "تاز" اليسارية، بسخرية الوضع على صدر صفحتها "نبحث عن زعيم للحزب الاشتراكي- الديموقراطي لتولي وظيفة مقرفة".

 

حتى الآن كان ينوي أقدم حزب في ألمانيا حسم مسألة البقاء في الحكومة في سبتمبر في منتصف الولاية، وفي ضوء نتائج انتخابات المقاطعات التي ستكون صعبة في ثلاث مناطق في ألمانيا الشرقية سابقاً.

 

في هذه المناطق يتوقع حزب "البديل لألمانيا" (يمين متطرف) التقدم على حزب ميركل (المسيحيون الديموقراطيون).

كارينباور.. خليفة ميركل

كما أن الحزب المسيحي الديموقراطي أصبح في موقع ضعيف. وتتعرض إينغريت كرامب- كارينباور، المرشحة الأوفر حظاً لخلافة ميركل لانتقادات منذ الانتخابات الأوروبية، خصوصاً بعد أن ضاعفت الهفوات، وساهمت بالتالي في استبعاد شخصيات نافذة ناشطة على موقع يوتيوب.

 

وستدلي أيضاً بتصريح بعد الظهر على هامش اجتماع لحزبها لتحليل نتائج الانتخابات الأوروبية، التي فاز بها الحزب المسيحي- الديموقراطي لكن بأضعف نتيجة في تاريخه.

وقد أعلنت مثل ميركل ولاءها للائتلاف الحاكم، لكن آخرين يبدون أقل تصميما.

وقال عضو البرلمان الألماني وعضو الهيئة العليا للحزب الديموقراطي المسيحي كارستن لينمان، في حديث لمجموعة "آر إن دي" الصحافية: "في حال لم نحرز تقدما مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي فعلينا استخلاص النتائج والتساؤل ما إذا هناك جدوى من الاستمرار مع ائتلاف كبير".

التقاعد والبطالة

وقال زعيم المسيحيين الديموقراطيين في براندبورغ انغو سنفتلبن، إحدى المناطق التي تقترع في سبتمبر: "مع حزب اشتراكي ديموقراطي هزيل بالكاد يصمد التحالف، ولن يتمكن من الاستمرار".

 

وفي ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية -التقاعد والتعويض والبطالة- تزداد الخلافات بين الحزب الاشتراكي الديموقراطي والمسيحيين الديموقراطيين منذ أشهر. يضاف إلى ذلك الصراع حول التقلبات المناخية، وهو مجال لم تتقدم فيه ألمانيا، وأصبح مهماً جداً للناخبين، كما يكشف الفوز الكبير الذي حققه حزب الخضر في الانتخابات الأوروبية.

 

وتنظيم انتخابات مبكرة في هذه الشروط سيشكل سابقة في ألمانيا، وسيكون محفوفاً بالمخاطر بالنسبة إلى الحزبين، اللذين حكما البلاد معاً أو دورياً منذ العام 1949.

 

بالمقابل، وبعد النتائج الممتازة في الانتخابات الأوروبية يواصل حزب الخضر تصاعده.

تقدم الخضر

وفي استطلاع للرأي نشر السبت، تقدم حزب الخضر لأول مرة مع 27% من نوايا الأصوات على الحزب المسيحي الديموقراطي(26%). وحصل الحزب الاشتراكي- الديموقراطي على 12%، بالتساوي مع اليمين المتطرف.

ويطالب حزب "البديل لألمانيا" بانتخابات جديدة.

 

وقالت أليس فيدل إحدى قياداته: "الائتلاف يتزعزع ولم يعد مستقراً على الساحة السياسية".