الاعتكاف على الإنترنت.. أحدث "سبوبة" تجار الدين خلال رمضان

العدد الأسبوعي

وزارة الأوقاف - صورة
وزارة الأوقاف - صورة أرشيفية


بعد تقنينه بمساجد "الأوقاف"


بعد تقنين وزارة الأوقاف للاعتكاف طوال الشهر الكريم، واقتصاره على 3496 مسجدًا على مستوى الجمهورية، بشروط، اخترع تجار الدين «سبوبة» جديدة للتربح المادى باستغلال التكنولوجيا البعيدة عن أعين الرقابة.

بدأت «السبوبة» بنشرمجموعات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، تدعو لتيسير الاعتكاف عبر التواصل مع مجموعات تردد:»اعتكف معنا داخل غرفتنا واربح الأجر والثواب فى شهر الخيرات.. للاشتراك تواصلوا معنا».

كانت هذه العبارات ومثلها هى الأسلوب الدعائى المستخدم للترويج إلى غرف الاعتكاف الإلكترونية، ما دفعنا للتواصل مع إحدى تلك الغرف، للكشف عن تفاصيل بعض ما يدور بها.

بدأنا التواصل بإبداء الرغبة فى الاشتراك بإحدى غرف الاعتكاف، فأخبرتنا المعلنة بضرورة الاختيار بين الانضمام إلى غرفة «الأخوات السلفيات» أو «بشائر الخير»، ولكل منهما منهج إسلامى مختلف، وعندما طلبنا نصيحتها فضلت الغرفة الأخيرة كونها تتبع منهج الوسطية، وذلك كبداية ثم ننتقل فى العشر الأواخر إلى غرفة السلفيات، للحصول على جلسات مكثفة.

وأوضحت أن طريقة الاعتكاف الإلكترونى، تُيسر على العاجزين والسيدات أداء الواجب الدينى دون الحاجة إلى الذهاب للمساجد، خاصة بعد إغلاق الزوايا فى عدة مناطق.

وشرحت أن الاعتكاف يتم عن طريق جدول يومى طوال شهر رمضان، يتم تكثيفه فى العشر الأواخر، خاصة فى الأيام الفردية المتوقعة لليلة القدر، ويتولى مسئولية الغرفة داعية تلقى خطبة دينية فى أحد الموضوعات النسائية المثيرة للجدل، ومن ثم تبدأ فى تحديد جزء قرآنى لمدة ساعتين لتلاوته بشكل جماعى، فيما يطلق عليه «مقرأة الغرفة».

ومن ثم تسمح الداعية المسئولة بنصف ساعة من تبادل الأحاديث الدينية والأسئلة والاستفسارات، ويبدأ النقاش كل ليلة حول كتاب فقهى جديد ترشحه للعضوات لقراءته نهارًا ثم النقاش فيه خلال الاعتكاف، ويستمر نشاط الغرفة من بعد صلاة التراويح وحتى الفجر.

وحول كيفية التواصل بين أعضاء الغرفة، عرضت علينا تنزيل تطبيقين إلكترونيين، هما «زيلو» و»زوم»، ويتم التواصل عبر تسجيلات صوتية بين أعضاء المجموعة، ولا يسمح بالفيديو داخل المجموعات النسائية، فيما يسمح به بغرف الذكور.

يصل عدد أعضاء كل غرفة إلى 100 فرد، وقد يزيد أو يقل كما أخبرتنا المعلنة، وعندما تظاهرنا بأن العدد كبير بما قد يقلل فرص الاستفادة، حاولت إقناعنا بأن الأعداد توفر نفس أجواء الاعتكاف بالمساجد، وتهيئ نفس الظروف التى تشعر المعتكف بأنه أدى واجبه الدينى على أكمل وجه.

بعد شرح مفصل لبرنامج الاعتكاف الإلكترونى، تساءلنا حول طريقة الاشتراك لدخول المجموعة، فأخبرتنا أن الاشتراك لليلة الواحدة بـ 25 جنيهًا فى كل غرفة، يزيد إلى 40 جنيهًا فى العشر الأواخر، نظرًا لزيادة الإقبال خلال تلك الفترة، ثم عرضت علينا سداد اشتراك الشهر كاملًا دفعة واحدة، وفق ما يطلق عليه «حافظة التوفير»، بمبلغ 800 جنيه فقط، تسلم عبر أحد برامج الدفع الإلكترونى لشركات الاتصالات.

أما عن غرف السلفيين، فأخبرتنا أنها تتبع نظامًا سريًا خاصًا بها، لأن الجلسات تعتمد بشكل أكبر على الحديث فى الفقه وأمور الدين وتعاليمه خلال رمضان، وأكدت أن من شروط الانضمام إلى غرفتهم الإلكترونية، عدم تحميل المقاطع التسجيلية للمعلمات والعضوات، وألا يصل صوت السيدات إلى مسامع الرجال والصبيان.

وأثناء الاتفاق سألتنا ما إذا كان لدينا أطفال، وعندما أجبنا بنعم، اقترحت انضمامهم إلى غرفة الاعتكاف الإلكترونى للأطفال، والتى تتبع المجموعات السلفية بـ 5 جنيهات فقط لليلة الواحدة، وأوضحت أنه يتم الفصل بين غرف الفتيات والذكور، وخلال الشهر يحفظون القرآن كاملًا، ويختمونه أكثر من مرة، إلى جانب شرح ومناقشة متن «تحفة الأطفال» مع المعلم المسئول عن كل جلسة، بجانب جلسات فقهية لتعليمهم أصول الدين، وتمتد جلسة الاعتكاف حتى بزوغ الشمس.