مجلة إسبانية: إيران زودت ميليشيات الحوثي بالأسلحة عبر ميناء الحديدة

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


ذكرت مجلة أطليار الإسبانية المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط، أن إيران تزود الحوثيين بالأسلحة ومعدات تكنولوجية عسكرية عبر ميناء الحديدة، الذى أعلنت المنظمة الدولية أن المتمردين بدأوا الانسحاب منه قبل أسبوعين.

وتؤكد المعلومات والصور التى نشرتها المجلة، على الدعم العسكرى المباشر الذى يتلقاه الحوثيون من إيران، الذى يهدد هذه المرة بتقويض اتفاقات السويد وهى أهم فرصة لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو خمس سنوات.

ونصّت اتفاقات السويد، على وقف لإطلاق النار فى محافظة الحديدة، وسحب جميع المقاتلين من ميناء مدينة الحديدة والميناءين الآخرين فى شمال المحافظة، ثم انسحاب الحوثيين والقوات الحكومية من كامل مدينة الحديدة، مركز المحافظة التى تحمل الاسم ذاته لكن هذا لم يتحقق حتى الآن.

وقالت مصادر محلية للمجلة الاسبانية، إن الحوثيين أفرغوا الخميس فى ميناء الحديدة شحنة قادمة من إيران تتألف من أسلحة ومعدات تجميع الطائرات من دون طيار، التى يستخدمها الحوثيون لشن هجمات فى السعودية التى تقود التحالف العربى الداعم لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادى المعترف بها دوليا.

وقال معلقون، إن تراخى فرق الأمم المتحدة فى موانئ الحديدة منح الحوثيين فرصة للتزود بالسلاح من إيران، على الرغم من أن اتفاقات السويد تنص على تسليم الموانئ إلى سلطة محايدة من الأمم المتحدة.

وانتقدت الحكومة اليمنية مرارا مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث على انحيازه للحوثيين وحالة «عدم الفهم» لأصل الصراع الذى أججته إيران بتسليح الحوثيين وتدريبهم وتمويلهم وتحويل اليمن إلى ساحة للنفوذ الإيرانى.

واتّهم الرئيس هادى مبعوث الأمم المتحدة، بالانحياز للمتمرّدين الحوثيين، وذلك فى رسالة أرسلها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وقال هادى فى الرسالة، إنّ غريفيث «عمل على توفير الضمانات للميليشيات الحوثية للبقاء فى الحديدة وموانئها تحت مظلّة الأمم المتحدة».

وأضاف هادى فى الرسالة، «من الواضح أن ضعف إدراك المبعوث لطبيعة الصراع الدائر فى اليمن خاصة المكون العقائدى والفكرى والسياسى للميليشيات الحوثية الرافض أساسا لمبادئ الديمقراطية والتداول السلمى للسلطة وارتباطه الجوهرى بفكرة الولاية التى تكرس النموذج الإيرانى فى اليمن يجعل من المبعوث غير قادر للتعاطى الصحيح مع القضية اليمنية بتعقيداتها الكبيرة».

وفى 14مايو الجارى أعلنت الأمم المتحدة أنّ الحوثيين انسحبوا من موانئ الحُديدة والصليف ورأس عيسى تنفيذاً للخطوة الأولى فى اتفاقات ستوكهولم التى شكّلت اختراقاً فى الجهود الأممية الرامية لإنهاء الحرب فى اليمن.

لكنّ ما جرى كان خدعة، بحسب الحكومة اليمنية، وإنّ المتمرّدين ما زالوا يسيطرون على الموانئ لأنّهم سلّموها لخفر السواحل الموالين لهم.

وأقر غريفيث بأن المرحلة الأولى من الانسحاب غير مكتملة وأنه يجرى حاليا التفاوض فى شأن قوات الأمن المحلية.

وقال هادى فى رسالته إلى غوتيريش «سنعطى فرصة أخيرة ونهائية» لغريفيث لتأكيد «التزامه الحرفى» بإنفاذ اتفاق ستوكهولم.

والأحد رد غوتيريش على رسالة هادى قائلا إن منظمته تتصرف كـ«وسيط محايد» فى اليمن.

وقال غوتيريش فى رسالة إلى هادى أنه وغريفيث أيضا يأخذان «المخاوف المشروعة»، التى أبدتها الحكومة اليمنية «على محمل الجد».

وتستمر المحادثات بشأن المرحلة الثانية من إعادة الانتشار التى ستشمل انسحاب القوات الموالية للحكومة والحوثيين من مدينة الحديدة، لكن الأمم المتحدة رفضت إعطاء جدول زمنى لهذا الانسحاب.

ونقلت «أطليار» عن المصادر قولها، إن تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين الذى يعنى التصعيد المباشر للحرب وتهديد اتفاقات السويد، هو أيضا جزء من تكثيف المواجهة مع الولايات المتحدة بالنيابة عن إيران.

وتتعرض طهران لضغوط اقتصادية كبيرة جراء العقوبات التى تفرضها الولايات المتحدة بسبب سلوك إيران الاقليمى وبرامجها للصواريخ الباليستية.