3 مريدات فى حب الله

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الشيخة عالية حفيدة السيدة زينب تُعلّم السيدات الدعاء

أم أحمد تهب نفسها يومياً لمسجد السيد البدوي

كوثر المنتسبة للسيدة نفيسة تتولى خدمة الزوار ونظافة الضريح مجانا


ينتشر أصحاب العمائم الخضراء، وخادمات الأضرحة، على أبواب المساجد والأضرحة الشهيرة طوال العام، لكنك ستجدهم بملابسهم المميزة فى شهر رمضان، يبذلون جهداً أكبر لتوزيع الطعام على المريدين قبل الإفطار، مع همهمات بأدعية البركة وكرامات أهل البيت.

أغلبهم يتنافسون لخدمة العاشقين لأولياء الله الصالحين، ولا تخلو أيديهم من الخرز الأزرق للتسبيح والمغفرة، وبينهم صوفيات يعلمن الزائرات نطق الدعاء، وإبلاغهن بكرامات الأولياء، الذين يذوبون فيهم عشقاً.

بدأت مسيرة «الفجر» فى التنقيب داخل عالم العمائم الخضراء والخادمات، بضريح سيدى محمد شمس الدين الأحمدى بشارع المعز لدين الله الفاطمى بمنطقة الجمالية، وذلك قبل مدفع الإفطار بساعة، هناك وقفت الحاجة «أم أحمد»، التى قالت إنها من ذرية الشيخ شمس الدين الأحمدى، تساعد الشباب فى تجهيز مائدة الرحمن التى تعدها سنوياً أمام بوابة الضريح، بصوتها تداعب المارة طالبة منهم مشاركة الجلوس طعام الإفطار.

بعد وقت بدا قصيراً، أنهت خلاله بدأب إطعام الصائمين، أسندت ظهرها على حائط المقام، وبود لافت قالت: أنا هنا لخدمة محبى وزائرى أجدادى، لا أطيق البقاء فى منزلى خلال شهر رمضان، وأعتبر ضريح جدى مكان راحتى الوحيد الذى أشعر فيه بالراحة والطمأنينة والرضا، خاصة وأنا أمر على المريدين لخدمتهم، أعلمهم الدعاء وأستمع لمشكلاتهم فربما وجدت لها حلولاً، أو نصيحة لفك الكرب، هنا يبدأ يومى من صلاة الظهر إلى صلاة العشاء، وأتولى أعمال نظافة الضريح.

ضريح الشيخ مرزوق الأحمدى، الذى هو جد محمد شمس الدين وأحمد شمس الدين، تلاميذ سيدى أحمد البدوى، أحد أقطاب الصوفية بمحافظة الغربية، والذى يكتظ بالزوار، خاصة من النساء به ما قيل أنه أثر لقدم النبى صلى الله عليه وسلم، وأعمدة عمرها ما يقرب من 200 عام، أهداها للضريح القطب الصوفى أحمد البدوى للشيخ محمد المرزوقى.

فى رحاب السيدة زينب ومسجدها بالقاهرة، تجلس الشيخة علياء أمام ساحة المسجد، تطوف حوله لتوزيع التمر على الصائمين، مع وجبات الإفطار، وذلك مع أول تكبيرة لأذان المغرب، ثم إلى ساحة الضريح لبدء عملها اليومى فى استقبال السيدات والفتيات، وفى حضرتها يلتف نساء يبدو من تصرفاتهن أنهن من صفوة المجتمع الصوفى، يقتربن منها بهدوء ليجلسن فى حضرة صاحبة الثوب الأخضر، لينهلن من إجادتها للدعاء ونيل كرامات أم العواجز.

رفضت الشيخة علياء، التى تعد من أشهر خدام ضريح السيدة زينب، وإحدى حفيداتها، التحدث معنا، على اعتبار أن ما تفعله خدمة وطاعة لا ترغب فى الإفصاح عن أسراره، لكنك سترصد بسهولة مدى أهميتها لدى المريدات، وهو ما أكده الشيخ أحمد منصور، أحد خدام المسجد، قائلاً إنها سيدة مبروكة من الأشراف، وتتبع الطريقة العزمية، ويأتى إليها المئات من كل أنحاء مصر لحل مشاكلهن المستعصية.

وأضاف أنها لا تأخذ مقابل، وتحرص سنوياً على ذبح الأضحية ثم توزيعها على المجاذيب من عشاق ستنا، وأيضا المحتاجين مستخدمة سيارة أحد أبنائها.

فى مسجد السيدة نفيسة، المحطة الثالثة لـ «الفجر» استقبلتنا خادمة الضريح الحاجة كوثر - 64 عاماً، موظفة على المعاش بوزارة التربية والتعليم، والتى تنتمى للطريقة الرفاعية أباً عن جد. قالت إنها ورثت عشق آل البيت وزهدت فى حبهم من والدها الذى كان يصطحبها لأضرحتهم والموالد وحفلات الطريقة، وبعد زواج أبنائها وتمتعها بصحة تشكر الله عليها، قررت الاعتكاف على خدمة ضريح السيدة نفيسة، وتحديداً فى شهر رمضان سنوياً، مضيفة أنها تتوجه إليه يومياً لصلاة العصر بعد أن تكون قد انتهت من إعداد وجبات الإفطار للصائمين، وأمام ساحة بوابة المسجد وقبل الإفطار بدقائق تبدأ توزيعها، ثم تتوجه إلى الضريح لتناول طعام الإفطار وسط المريدات. بعد ذلك تستقبل القادمات فى طوابير بغرض الدعاء، تساعدهن الحاجة كوثر على إجادة الدعاء، وكغيرها من الخادمات تستمع إلى شكاواهن وتمنحهن النصيحة.