نهاية عصر المطبخ فى البيوت

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


مطابخ أون لاين: بعضوية شهرية خاصة لتوصيل الفطار والغداء والعشاء يوميا على باب المنزل


يستمتع سكان المناطق الراقية بدرجة كبيرة من الرفاهية، تتمثل فى الخدمات والمنتجات التى تقدم لهم، ويعمل كل المسئولين عن هذه المناطق على إرضاء سكانها، لأنهم دفعوا أموالاً طائلة كى يحصلوا على مستوى معيشى متميز.

لذا، تتجه معظم الشركات الخدمية إلى تلك المناطق والتجمعات السكنية «الكومبوندات»، مستغلة بحث سكان هذه المناطق على أعلى مستوى من الرفاهية، علاوة على بحثهم أيضاً عن «طباخين ومديرى منازل ومسئولى حدائق وحراس عقار ومربيات أطفال»، بالإضافة إلى العديد من الخدمات الأخرى، التى يقدمها الرجال والنساء على حد سواء لسكان تلك المناطق، ويعتبرونها «لقمة عيش» جيدة لهم.

وأحدث الصيحات «مطابخ أون لاين» متخصصة فى «الأكل البيتى»، ودشنت هذه المطابخ خصيصاً لخدمة هذه الطبقة الراقية، لتحقيق أكبر قدر ممكن من الرفاهية لهم، علاوة على إعفاء سيدات هذا المجتمع من الوقوف داخل المطابخ، وعمل وجبات طعام لأزواجهن وأولادهن، ما حقق لهن وقت فراغ كافيا، خصصنه للتنزه والاستمتاع مع الأسرة، وكل ذلك بمقابل اشتراك شهرى قدره 300 جنيه فقط.

هذه المطابخ تقدم خدماتها بالمناطق الراقية فقط، ومنها «التجمع، الدقي، الزمالك، الشيخ زايد، العجوزة، المعادي، المنيل، المهندسين، جاردن سيتي، زهراء المعادى، 6 أكتوبر، الرحاب، مدينة نصر، مصر الجديدة، وهليوبوليس».

ثلاثة مطابخ، ضمها أحد المواقع الإلكترونية، تعتمد فى الترويج إلى منتجاتها على عمل الأكل البيتى الذى لم تستطع المطاعم الأخرى تقديمه، بالإضافة إلى أنها تقديم هذه الوجبات بالسعر السوقى لكل سلعة، دون أدنى زيادة، وتتراوح أسعار الوجبات داخل المطبخ الأول بالموقع بين ٣٨ وحتى ٦٠ جنيها للوجبة التى تكفى فردا واحدا، أما الحجم العائلى، الذى يكفى ٤ أشخاص، فتراوحت أسعارها بين ٥٤ و١٧٣ جنيها.

أما المطبخ الثانى، فسعر الوجبة للفرد الواحد هو ٤٥ جنيها، و١٥٣ أخرى للحجم العائلى، والحال لم يختلف كثيرا فى المطبخ الثالث، إذ يبلغ سعر الوجبة ٣٦ جنيها للفرد الواحد، و٢٢٩ جنيها للوجبة العائلية.

وتشمل القائمة عدداً كبيراً من الوجبات، مثل « اللحوم، ورق العنب، دواجن، فتة مصرى، مكرونة، كنافة، مسقعة باللحمة، رقاق باللحمة، حمام، جميع أنواع المحاشى، ممبار، كفتة، صوانى بطاطس، وغيرها، بالإضافة إلى كافة أنواع السلطات».

هذه المطابخ تقدم الخدمة لزبائنها بعمل جدول أسبوعى أو شهرى لكل منزل، بالوجبات التى يريد تناولها أفراده طوال هذه المدة، سواء كانت وجبة إفطار أو غداء أو عشاء، بالإضافة لقيامها بتوفير خيارين للعملاء، إما أن تقدم كل وجبة بمفردها، أى يأتى عامل توصيل بالوجبة فى الميعاد الذى تم تحديده من قبل العميل، أو عمل كل الوجبات المطلوبة خلال الأسبوع، وتعطيها للعميل بشكل مجمد، وما على العميل إلا تسخين الوجبة عند الطلب.

والموقع الإلكترونى الخاص بهذه المطابخ، يدعى أنه لديه طباخو منازل، وتمت زيارتهم من قبل أطباء الصحة، ووقعوا الكشف عليهم من خلال معايير الجودة، بالإضافة إلى زيارات مفاجئة من هؤلاء الأطباء للطباخين، كما يشارك الموقع عددا من الشركات الشهيرة فى المنتجات المختلفة، كنوع من أنواع الأمان والمصداقية للعملاء، وكدعاية لهم أيضاً.

«الفجر» تواصلت مع نادية عتمان، أحد سكان منطقة التجمع الخامس، للتعليق على الأمر، فقالت: هذه الخدمة بدأت تنتشر بشكل كبير فى معظم أنحاء القاهرة الجديدة، وأغلب أصدقائها اشتركوا بالفعل معهم، وأصبحت الوجبات التى طلبوها تصل لهم كل يوم، مشيرة إلى أنه قبل بدء شهر رمضان، كان يصل لهم وجبة الغداء والعشاء يومياً، وبعد بدء الشهر الكريم، أعطوا جداول لهذه الشركة بوجبات الإفطار والسحور، وأصبحوا لا يدخلون إلى مطابخهم على الإطلاق.

واستنكرت «عتمان» هذه الخدمة، لأنها ستجعل كل ربات المنزل لا يقتربن من مطابخ منازلهن مطلقاً، بالإضافة إلى عدم ضمان النظافة والجودة فى الوجبات التى يقدمونها لأسرهن.

ومن جانبها، قالت سالى حسام، إحدى سكان مدينة نصر، إنها تمكنت بواسطة تلك الخدمة أن تعتنى بطفلتها الوحيدة، إلى جانب عملها، الذى يأخذ وقتا كبيرا منها طوال اليوم، ما أعاقها عن الاعتناء بطفلتها وتحضير الطعام للأسرة قبل ذلك، خاصة أن زوجها توفى منذ عامين، فقررت العمل.وتابعت: بواسطة هذه الخدمة وجدت أكل بيتى جيدا لطفلتي، خاصة أننى لا أعتمد على هذه الوجبات بشكل كلي، ولكنى أعتمد عليها وقت ضغط العمل فقط، خاصةً فى شهر رمضان الكريم، لأن الوقت يمر بسرعة كبيرة خلاله ولا أجد وقتا لعمل كل هذه الأشياء، لذا، أبلغت إحدى هذه الشركات بوجبات الإفطار والسحور والأكلات التى تحبها طفلتها، وأعطيت لهم قائمة بأيام محددة خلال الشهر الكريم، والشركة ترسل مندوبها بالطعام حتى باب المنزل يومياً، من دون أى اتصال منها.

واتفقت ميار سعيد، إحدى سكان جاردن سيتى، مع ما قالته سابقتها، فقالت إن هذه المطابخ أنقذتها من ضيق الوقت والأزمات التى كانت تقع فيها، بسبب عدم تمكنها من تحضير وجبات الإفطار فى شهر رمضان، حيث إن ظروف عملها تجعلها غير قادرة على تحضير وجبات الإفطار يوميًا، لذلك توجهت لتلك الخدمة كى تنقذها من ذلك المأزق الذى كان يضعها فى مشكلة مع زوجها بشكل يومى. ولفتت إلى أنها تعمل بأحد مكاتب الصرافة، والتى تنتهى مواعيد العمل بها فى الساعة الرابعة عصراً، وأن الطريق من المكتب إلى المنزل يستغرق قرابة ساعة ونصف الساعة، وذلك يجعل إعداد إفطار لعائلتها عملية مستحيلة، لذلك كانت تلك الشركات طوق نجاة لها -على حد قولها- مشيرةً إلى أن زوجها كان رافضا لهذه الفكرة من البداية، ولكن عندما علم أن هذا هو الحل الوحيد، أصبح هو من يقوم بالاتصال بالشركة ليخبرهم بنوع وجبة الإفطار لليوم التالى. فيما قال أدهم السيد، أحد سكان الشيخ زايد، إن الوضع كان مختلفا له كثيرا مع تلك الخدمة، حيث استغلها لفقدان وزنه فى شهر رمضان، بعدما تعاقد مع الشركة لتحضير إفطار بعدد معين من السعرات الحرارية يوميًا،كى يظل على نفس النظام الغذائى.

وأشار أدهم إلى أن والدته فى شهر رمضان تقوم بعمل وجبات إفطار دسمة، وعندما يطلب منها تحضير وجبات خاصة له «تتحجج» بضيق الوقت، وإرهاق الصيام، ولكن المطابخ فى تلك الشركات يقوم الشيفات فيها بعمل كل ما يرغب فيه عميلهم، فقط أخبرهم بعدد السعرات الحرارية التى يجب تناولها خلال الوجبة وهم من يقومون بتنفيذها بمنتهى الدقة.