صحيفة: قطر ستخرج عن الصف العربي وتعرقل أي إجراء ضد إيران

عربي ودولي

أمير قطر
أمير قطر


أدار النظام الإيراني العديد من مخططاته التوسعية في المنطقة باستخدام الأداة القطرية، وشملت هذه المخططات مجالات إعلامية وتجسسية واستخبارية وثقافية وغيرها، في محاولة لتوسيع امبراطورية الملالي، تزامنا مع الخنوع نظام الحمدين التام لتنظيم ولاية الفقيه.

 

صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية كشفت التذلل والخيانة القطرية للعرب لصالح إيران، مشيرة إلى أن قطر تسعى جاهدة للانتقام من الدول العربية عبر تخفيف حدة التوتر بين طهران والولايات المتحدة رغم تهديداتها الواضحة للمنطقة.

 

وتوترت العلاقة بين واشنطن وطهران الفترة الماضية، جراء تعليق إيران بعض التزاماتها بالاتفاق النووي الإيراني وكذلك تهديدها المصالح الأمريكية بالمنطقة والملاحة والتدخل في شؤون الدول الأخرى.

 

وقالت الصحيفة إن قطر التي تنبذها معظم الدول العربية، تتظاهر خارجية فقط بابتسامة عريضة، يرسمها أمير قطر تميم بن حمد على شفتيه بالمحافل الدولية بأن المقاطعة لم تؤثر فيه، مؤكدا أن تلك الإمارة الصغيرة التي طالما تدعى لعب دور وتأثير إقليمي ودولي يتجاوز حجمها الحقيقي، باتت مهمشة.

 

وأشارت إلى أنها اعتادت على مشاهدة خطوات الذئاب الشريرة الكبيرة التي تهدد بإشعال الخليج (في إشارة إلى إيران)، ورغم ذلك تحول دون ردعها كانتقام من الدول العربية المعادية لها.

 

وتطرقت الصحيفة الفرنسية إلى ما قالته المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر، بأن الولايات المتحدة مثل إيران لا يريدان حرب، قائلة: "لا نعتقد في حدوث أي تصرف عسكري، ورغم ذلك هذا الأمر لا يمنعنا من متابعة الأوضاع والتوترات عن كثب".

 

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صّرح في تغريدة بموقع التدوينات القصيرة "تويتر" قائلا: "إنه إذا ما أرادت إيران القتال، فستكون النهاية الرسمية لإيران. ولن تهدد الولايات المتحدة مرة أخرى!".

 

ووفقا للصحيفة فإن الإمارة اقتربت بالفعل من إيران التي فتحت مجالها الجوي والبحري في أعقاب المقاطعة، كما أنها محمية بشكل خاص من خلال وجود أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط "العديد"، التي تعد مركز القيادة لمعظم العمليات العسكرية الأمريكية في السنوات الأخيرة في العراق أو سوريا أو أفغانستان.

 

وأشارت إلى أنه على الرغم من حسن نية دول الجوار بدعوة قطر في قمم مكة الثلاث الخليجية والعربية والإسلامية بمبادرة العاهل السعودي الملك سلمان" لاتخاذ موقف موحد بشأن القضايا والأحداث الراهنة في جميع أنحاء العالم، وحشد الدول العربية لمواجهة التهديدات الإيرانية، فإن قطر يبدو أنها ستخرج عن الصف العربي بعرقلة أي إجراء ضد حليفتها إيران.

 

ورصدت الصحيفة الفرنسية وقائع الخيانات القطرية للدول العربية بالخروج عن الصف، موضحة أنه عقب التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإيران، هددت طهران أكثر من مرة بإغلاق مضيق هرمز، الذي يتم من خلاله تمرير 18 مليون برميل من النفط يوميا أو 20% من الاستهلاك العالمي.

 

ولفتت إلى ما قاله مدير ميناء حمد التجاري القطري بأنه: "لا شك أن المنطقة بأكملها ستتأثر في حالة نشوب نزاع أو حتى تهديد خطير لحركة الملاحة البحرية، ولكن باستثناء قطر التي وضعت خطة طوارئ في حالة حدوث مشكلة"، دون أن يكشف عن مصدر تلك الخطة فهل ستحصل على استثناءات؟

 

وأضافت الصحيفة أن الواقعة الأخرى هي التزام قطر الهدوء وعدم التعليق على العمليات التخريبية والانتهاكات الإيرانية الأخيرة في مياه الخليج".

 

من جانبه، قال مدير البحوث بالمركز العربي للبحث والدراسات السياسية بالدوحة، مروان قبلان، إنه حال نشوب حرب بين طهران والولايات المتحدة من المفترض أن تكون الدوحة في خط الدفاع الأول عن مياه الخليج باستخدام الولايات المتحدة قاعدة العديد بالدوحة، لذا تسعى قطر لخفض التصعيد لعدم اضطرارها ذلك ضد حليفتها إيران".

 

بعد أسابيع من الخطابات الساخنة بين أمريكا وإيران، اقترح المسؤولون الأمريكيون والإيرانيون إمكانية الحوار في الأيام الأخيرة، وفي محاولة لنزع فتيل الأزمة، عرضت عدة بلدان مساعيها للوساطة بين الأمريكيين والإيرانيين، بينها اليابان، وسويسرا، والعراق وقطر.

 

ورأت الصحيفة أن "الدوحة بهذه الطريقة (الوساطة) تحاول الترويج لنفسها في المنطقة بأن لها علاقات جيدة مع جميع الأطراف، بأي ثمن".