تنظيم الحمدين يبحث عن أتباع جدد في السودان بعد سقوط نظام البشير

عربي ودولي

السودان
السودان


وصف سياسيون محاولات أذرع تنظيم الحمدين الإعلامية للعودة للتغلغل في صفوف الثورة السودانية، بمحاولة العودة من الأبواب الخلفية، بعدما لاقت رفضا شعبيا ورسميا خلال الأشهر الماضية، وتمثل هذه المرة في استقطاب عدد من قيادات اعتصام القيادة العامة السوادني، عبر وسطاء إخوان، لركوب الموجة من جديد، وإعادة ترتيب الأوراق.

خلال الأشهر الماضية لقي تنظيم الحمدين رفضا سودانيا على المستوى الرسمي، حيث أعلن المجلس الانتقالي السوداني إعادة النظر في كثير من الاتفاقيات التي وقعتها حكومة الرئيس الإخواني المعزول عمر البشير، ورفض استقبال وفد رسمي قطري كان على رأسه وزير الخارجية، محمد بن عبدالرحمن، إضافة للإطاحة بعدد من المسؤولين المرتبطين بدوحة الفساد.

المحاولة القطرية للدخول للثورة التي اندلعت ضد نظام الحليف الإستراتيجي لعصابة آل ثاني عمر البشير، من أبوابها الخليفة جاءت عن طريق قناة الجزيرة، عبر ندوة نظمها مركز الجزيرة للدراسات، بالتعاون مع قناة الجزيرة مباشر، بعنوان «الثورة السودانية: تحديات الانتقال وإعادة بناء الدولة».

الجزيرة التي هاجمها الثورة ومنعوا مراسيلها من نقل فعالياتهم ناقشت ما اسمته تعقيدات الواقع الراهن  بالسودان، ومسارات التحول المنتظر، وكيفية انتقال السلطة إلى المدنيين.

المخطط القطري المشبوهة تجلى في استقطاب عدد من المحسوبين على قوى الحرية والتغيير، إضافة لتوفير عنصر إخواني من قيادات حزب المؤتمر الشعبي الذي أسسه القيادي الإخواني الراحل حسن الترابي، بعد الوقيعة مع البشير 1999، ويضمن توفير الدعم الإعلامي اللازم للقيادات السياسية الجديدة مقابل فروض الولاء التي ستقدم للدوحة.

دوحة التلون السياسي التي دفعت مليار دولار لدعم البشير قبل أيام من سقوطه، استضافت هذه المرة وبدلا من قيادات حزب المؤتمر الوطني، السفير إدريس سليمان، الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي ( إخوان)، وساطع أحمد الحاج، القيادي بقوى الحرية والتغيير، ومحمد عصمت يحيى، القيادي بتجمع الاتحاديين المعارض، والدكتورة ناهد محمد الحسن، الكاتبة والناشطة السياسية، والدكتور أحمد أبوشوك، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة قطر.

الندوة التي أدارها المرتزق سالم المحروقي، المذيع بقناة الجزيرة، حالوت استقطاب السياسين السوداني الحالمين بأدوار بارزة في المرحلة المقبلة نحو المعسكر القطري، لبناء نفوذ جديد عبر الفريق المعارض من إخوان السودان متمثلا في حزب المؤتمر الشعبي، إضافة لبعض القيادات القومية.

المحروقي المتهم بتزييف درجاته العلمية حاول استخدام مصطلحات مستعارة من تغطياته غير المهنية، مثل "كسر شوكة العسكر، وإسقاطهم" محاولا إشعال خلاف بدأ يخفت بين المجلس الانتقالي والمعتصمين، بعد إعلان الطرفين التوصل لاتفاق في غالبية القضايا الخلافية.

وخلال الندوة تحدث الدكتور أحمد أبوشوك، عن مسار الثورات السودانية، وملامح التحديات في هذه المرة، في ظل المعطيات على الأرض حاليا، من حيث إن التاريخ يساعد في معرفة الحاضر، واستشراف المستقبل بصورة جيدة، موضحا أنه بالنظر للثورات السودانية التي حدثت والمقارنة بينها، يتبين أنه كان لها بعدان: الأول: الهدف المرحلي، الثاني: الهدف الإستراتيجي، مشيرا إلى أن كافة الثورات السودانية، كان لديها هدف مرحلي، ارتبط بإسقاط النظام العسكري الحاكم، بينما الهدف الإستراتيجي، فقد ارتبط بإعادة الديمقراطية ودولة المؤسسات، وبينهما مسافة شاسعة.

وتحدث الدبلوماسي الإخواني إدريس سليمان، عن اقصاء فصيله الذي أوصل البشير للحكم قبل 30 عاما، قائلا إن الحوار الثنائي، بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، من دون مشاركة باقي القوى السودانية، زاد من تعقيد المشهد، والأفضل هو حدوث أكبر توافق وتراض وطني ممكن، بين كافة قطاعات وشرائح الشعب السوداني، لضمان مرحلة انتقالية آمنة ومستقرة، بمشاركة الجميع، قدر الإمكان.

واعتبر القيادي في حزب المؤتمر الشعبي الإخواني، أن محاولات الإقصاء، أو العزل لفصيل بحجة مشاركته في حكومة البشير من قبل هي مبررات غير قوية، لأنه لا توجد قوى سياسية فاعلة ونشطة على الساحة السياسية، إلا وحاورت النظام، وأن معظم القوى السياسية شاركت النظام وفقا لأساليب مختلفة.

ورفض ممثل الحرية والتغيير ساطع محمد الحاج،  شيطنة الحرية والتغيير، واتهامها بأنها إقصائية، وتعقد المشهد، وغير مستعدة لتقديم حكومتها، موضحا أنها تمثل أكبر تجمع للمعارضة السودانية منذ 1956، ضمت كتلاً متعددة داخل مظلتها، والكتلة الرئيسية فيها الإجماع الوطني، منها الحزب الناصري، والبعث، والشيوعي السوداني، والحزب الاتحادي الموحد، وتجمع المهنيين حيث بها أكثر من 13 رافدا، مشددا على جاهزيتهم لاستلام السلطة المدنية في هذه المرحلة.

وأضاف ساطع، أن الثورة قامت لإسقاط نظام، وفي هذا النظام أذرع، وآليات تساعد النظام كانت تساعد النظام، منها الدفاع الشعبي، والأحزاب، وواحد منها المؤتمر الشعبي، وأمينها قال إنه لو غرقت مركب الحكومة، سيغرقون معها، وبالتالي فغير مرغوب التباكي على الإقصاء، لأنهم سبق لهم وأقصوا الشعب السوداني نحو 30 عاما.

وبسقوط البشير فقدت الدوحة أهم عملائها في أفريقيا وفقا لما ذكرته صحيفة "لوموند" الفرنسية،  والتي أكدت أن الحمدين فقد أهم موطأ قدم لها في القارة السمراء بسقوط البشير، موضحة أنه رغم جهودها المكثفة في القارة لم يبق لها سوى الصومال.

ولفت الباحث الفرنسي بنيامين أوجيه، المتخصص في الشؤون الإفريقية بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إلى أن "أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني" يحاول استبدال البشير بزعماء آخرين في أفريقيا إلا أنه لن ينجح، مشيرا إلى أنه أجرى نهاية شهر أبريل المنصرم جولة إفريقية جديدة شملت رواندا ونيجيريا"، موضحا أن آخر جولاته قبل ذلك في القارة كانت في ديسمبر 2017.

ويقول أوجيه إن جولات أمير قطر تميم بن حمد في رواندا ونيجيريا، وزياراته السابقة للقارة السمراء في سبيل تعزيز العلاقات مع تلك الدول وفرض نفوذه في بعض المناطق من القارة، لم تسفر عن شيء، مؤكدا أن قطر "ليست في وضع جيد".

ومنذ سقوط الرئيس السوداني، في 11 أبريل الماضي، حظي الزعيمان العسكريان الرئيسيان للمرحلة الانتقالية، عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دجالو، بدعم كبير من قبل بعض الدول العربية لا سيما مصر والإمارات والسعودية، حيث تعهدت أبوظبي والرياض بتقديم 3 مليارات دولار لمساعدة الخرطوم.