بين التهديد والتهدئة.. لهجة ترامب المتباينة تجاه إيران

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



طرحت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة حول إيران، الكثير من التساؤلات والشكوك، خاصة أنها جاءت في إطار أسلوب جديد تضمن لهجة تميل إلى التهدئة تسببت في صدمة دبلوماسية كبيرة.

وتساءلت الأوساط عما يدور في رأس ترامب، حيث إنه من النادر جداً أن تأتي تصريحاته حول طهران دون لهجة تهديدية غاضبة.

أمل في التفاوض
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، قال ترامب إنه لا يسعى إلى تغيير النظام في إيران، وما يهمه حقاً هو ألا تتحول طهران إلى قوة نووية.

ويعتقد ترامب أن إيران لديها الرغبة في الحوار، قائلاً: "إذا رغبوا في الحوار فنحن راغبون أيضاً".

وتأتي هذه التصريحات في خضم قرارات جديدة اتخذها ترامب خلال الأيام القليلة الماضية، أهمها كان إرسال 1500 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط، لردع إيران.

وتشمل التعزيزات بطاريات صواريخ باتريوت، وطائرات استطلاع، إضافة إلى الجنود، وجاء ذلك بعد إرسال الولايات المتحدة حاملة الطائرات "أبرهام لينكولن" وقاذفات B-52.

وفيما صرح عن هذا الإجراء الاستثنائي، قال ترامب إن إيران دولة راعية للإرهاب، وأنه في حال هاجمت طهران المصالح الأمريكية، فسيشكل ذلك نهايتها فعلياً.

إلا أن تصريحاته الأخيرة، وضعت الوسط الدبلوماسي في حالة حيرة شديدة عما سيحدث لاحقاً، وأي قرارات سيتخذها بهذا الشأن.

وإذا عدنا إلى الفترة السابقة، سنجد أن معظم تصريحات ترامب وقراراته حول إيران كانت تتضمن لهجة تهديدية بحتة.

ففي إبريل (نيسان) الماضي، صعّد ترامب من حدة لهجته وقراراته تجاه طهران تصعيداً دراماتيكياً، حيث أعلن تصنيف قوات حرس الثورة الإيرانية باعتبارها منظمة إرهابية أجنبية.

وفي فبراير (شباط) الماضي، جددت واشنطن خلال مؤتمر ميونخ للأمن، مطالبها بانسحاب الأوروبيين من الاتفاق النووي مع طهران، مشدّدة على أن إيران أكبر راعٍ للإرهاب في العالم.

أهداف ترامب
ومن المعروف أن ترامب منذ توليه منصب الرئاسة، كان واضعاً عدة أهداف بشأن إيران، أولها تحجيم قدرات النظام الملالي وإعادته إلى مكانته الطبيعية في المنطقة، وتجريد طهران من السلاح النووي.

ودأب منذ تلك اللحظة في العمل على تحقيق أهدافه، فأصدر عدة قرارات تتضمن عقوبات جديدة استهدفت اقتصاد طهران، وجماعات إرهابية تدعمها، وعمل على إلغاء الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس السابق باراك أوباما ودول أوروبية مع إيران.

وفي أبريل (نيسان) الماضي، قررت واشنطن خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، وحرمان إيران من مصدر دخلها الرئيسي، فأصدرت الإعفاءات من العقوبات المفروضة على الدول التي ما زالت تشتري النفط من إيران.

ورداً على تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تعليقات ترامب "تبجحات عن إبادة إيران"، وحذره من توجيه أي تهديد لبلاده.

وزادت إيران إنتاجها من اليورانيوم منخفض التخصيب بمقدار أربعة أضعاف، والذي كان محدداً بـ 300 كيلوغرام بموجب الاتفاق النووي.