إخوان اليمن يتغازلون مع مليشيا الحوثي الإيرانية

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



حالة من الغزل الواضح بين حزب التجمع اليمني للإصلاح «إخوان اليمن» وميليشيا الحوثي، تشكل سياسية البراجماتية التي تجيدها جماعة الإخوان عمومًا و«إخوان اليمن» بصفة خاصة؛ حيث يرتدي «لاصلاح» أكثر من قناع، ويتعامل بوجوهٍ عدةٍ مع الصراع الدائر بين القوات اليمنية الشرعية والتحالف العربي من جهة، وميليشيا الحوثي التي تحظى بدعمٍ من إيران وقطر من جهة أخرى، وفقا لليوم الثامن.

تواصل حقيقي وتقارب مؤكد تعاون الإخوان مع الحوثيين ليس سرًّا، فقد كشفت تصريحات قيادات في ميليشيا الحوثي، في أكثر من مناسبة وجود علاقات أو«جسر تواصل وقنوات مفتوحة» مع حزب الإصلاح، وهو ما يؤكده هدوء الجبهات التي يقودها الإخوان في مأرب وتعز وكذلك جبهة نهم في صنعاء. 

وكشفت تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي «توتير» لعضو المكتب السياسي لميليشيا الحوثي، محمد البخيتي، عن طبيعة وخبايا العلاقات بين الحوثي والإصلاح.

وقال البخيتي في تدوينته: « قضيتنا وقضية الإخوان المسلمين قضية واحدة، والتحديات التي تواجهنا واحدة وكبيرة ويفترض أن نكون في خندق واحد». 

كما رحب محمد عبدالقدوس، المسؤول بوكالة سبأ التي يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء، بالتقارب مع حزب التجمع اليمني للإصلاح؛ حيث قال: «نرحب بأي تقارب مع الإصلاح»، مادحًا في كوادر الجماعة ومثنيًا على مواقفها بالوقوف بجانب الحوثيين. 

وتوثيقًا لعلاقة الإخوان بالحوثيين، أفرجت الميليشيا عن القيادي الإخواني محمد قحطان، المتحفظ عليه لدى الميليشيا، منذ أربع سنوات . خيانة إخوانية لحكومة اليمن  من جانبه علق المدون المحلل السياسي السعودي البارز، منذر آل الشيخ مبارك، على تصريحات البختي ودعوته إلى حزب الإصلاح، قائلًا: «لا يحتاج أن تقول ذلك يالحوثي نحن نقول الإخوان والصفويون وجهان لعملة واحدة». 

وأضاف المحلل السياسي السعودي، على «تويتر» قائلًا: « ولكن السذج يتلاعب بهم خبثاء دعاة الصحوة ليلبسوا الإخوان ثوب الشرف فتجدهم أحيانًا يخادعون الأمة ويروجون لكذبة حلف سني مع من هم أذناب إيران في المنطقة مثل تركيا و قطر !!». 

وأبدى مراقبون تخوفهم من خيانة إخوانية للحكومة الشرعية وقوات التحالف في تعز، في ظل المواءمات بين الإخوان وميليشيا الحوثي، والدور «القطري ـ التركي ـ الإيراني»، في فرض علاقات جيدة بين الحوثي والإخوان، بما يمكن تحالف «قوى الشر» من السيطرة على اليمن عبر الحوثي والإخوان. 

وقد سلمت ميليشيا الإصلاح الإخوانية في نوفمبر 2015، منطقة «الشريجة» جنوب مدينة تعز إلى ميليشيا الحوثي، وهو الأمر الذي تكرر في أكتوبر 2017؛ حيث سلمت ميليشيا الإخوان في تعز «جبل هان» المنفذ الوحيد الرابط بين تعز وعدن، لميليشيا الحوثي. 

كما وجهت مصادر عسكرية يمنية، اتهامات لتنظيم الإخوان في اليمن، بتسليم مدينة «صرواح» في محافظة مأرب النفطية شرق صنعاء، لميليشيا الحوثي، الأمر الذي أدى إلى استنفار عسكري من قبل الجيش اليمني، والتحالف لاستعادة صرواح؛ لما تشكله من أهمية استراتيجية في المعارك ضد الميليشيا، الأمر الذي أدى إلى استنزاف جهد قوات الجيش الوطني اليمني.

من جانبه، قال نزار هيثم، القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي اليمني: إن هناك «حلفًا خفيًّا»  بين الإخوان والحوثي، والأوضاع على الأرض تشير إلى ذلك، فالحوثيون والإخوان هدفهم واحد السيطرة على اليمن، وإنهاء القوى التي تشكل تهديدًا لمخططهم، وفي مقدمتهم المجلس الانتقالي الجنوبي، والذي يعد شوكة قوية في ظهر مخططات الإخوان والحوثي. 

وأوضح هيثم، في تصريح لـ«المرجع»، أن كل الشواهد تؤكد على وجود تنسيق بين الإخوان والحوثيين، وأن ميليشيا الإصلاح في اليمن تخدم على المخطط القطري الإيراني في اليمن. 

ولفت القيادي الجنوبي، إلى تسليم الإخوان ميليشيا الحوثي مواقع عسكرية واستراتيجية في تعز أو الجبهات المشتعلة، متكررة، وتكشف مدى التواطؤ والخيانة من قبل الإخوان، للتحالف العربي وقوات المقاومة والجيش اليمنى.   


وأضاف أن معركة تعز يمكن حسمها سريعًا، لكن وجود ميليشيا الإصلاح الإخوانية عامل معطل لهذه المعارك، بل ويهددها، مطالبًا قوات الشرعية بإبعاد الإخوان عن جبهات المعارك، ووقتها سوف تتغير المعادلة في تعز وصنعاء ومأرب، كما تغيرت في الحديدة. 

وحذر القيادي الجنوبي  التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات من مخططات الإخوان واستغلاله «التقية السياسية» في دعم مخططات إيران وقطر في اليمن، على حساب دور التحالف ومساعيه لإنهاء سيطرة الحوثي، مؤكدًا أن حرب التحالف في محافظات اليمن الشمالي، السير في رمال متحركة في ظل نفوذ الإصلاح في الجيش اليمني والحكومة الشرعية.